د. عبد اللطيف عربيات في حوار خاص

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. عبد اللطيف عربيات في حوار خاص

[11/09/2003]

مقدمة

- الحملة الحالية على العرب ستنتهي بإسلام أمريكا واستسلامها!!

- انتفاضة فلسطين هي شغلنا الشاغل، والعراق في مقدمة اهتماماتنا

- نتحاور مع جميع الأطراف السياسية: القومية والوطنية واليسارية

- قاطعنا الانتخابات عندما وضعت قوانين لإعاقة الحركة الإسلامية

- 80 %من لاجئي العالم مسلمون..فمن الذي يمارس الإرهاب؟

الدكتور عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس الشورى لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، والأمين العام السابق للحزب، ورئيس مجلس النواب الأردني الأسبق، هو علم من أعلام حركة الإخوان المسلمين في الأردن الشقيق، ولد عام 1934م، انضم إلى صفوف الدعوة منذ المرحلة الإعدادية، وبالتحديد بدايةً من عام 1950م، وكان له نشاطه الإسلامي في المرحلتين الثانوية والجامعية، وتدرج في حياته العملية الوظيفية بعد التخرج من معلم إلى مدير، ثم مدير عام وأمين عام وزارة التربية والتعليم، وخاض الانتخابات النيابية ونجح عن محافظة البلقاء، ثم انتخب رئيسًا لمجلس النواب الأردني لأعوام 90 ـ 93 ـ 94 ـ 95، كما كان عضوًا في مجلس الأعيان.

التقت معه "إخوان أون لاين " على هامش زيارته للقاهرة لتقديم العزاء في وفاة فضيلة المرشد العام الراحل الأستاذ مصطفي مشهور..

وأجرت معه هذا الحوار الذي أكد في بدايته أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة تجديدية، وأن الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله هو المجدد للحركة الإسلامية في القرن العشرين، مصداقا لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:" يبعث الله على رأس كل مائة عام من المسلمين من يجدد لهم دينهم".

وقد انتشرت دعوة الإخوان المسلمين في أنحاء المعمورة كاملةً من أقصى الفلبين إلى المحيط الهادي إلى القطب الشمالي والقطب الجنوبي، هذا الانتشار الكبير جاء بفضل الله أولا، ثم بالصورة الواضحة التي قدمها الإمام البنا رحمه الله، فالذين لا يعرفون البنا ولا يعرفون مصر يلتحقون بهذه الدعوة إيمانًا بالمبادئ والأفكار والوسائل والمناهج التي وضعها الإمام البنا رحمه الله، وبسبب هذا النجاح الكبير لاقت الدعوة عنتًا أيضًا من الطرف الآخر، وعانت ما عانت على مدار أكثر من نصف قرن بعد استشهاد الإمام البنا، ولكن راية الدعوة ظلت خفاقةً، وحملها من بعده الأئمة المرشدون:

المستشار حسن الهضييي والأستاذ عمر التلمساني والأستاذ محمد حامد أبو النصر ثم الأستاذ مصطفي مشهور رحمة الله عليهم أجمعين.

نص الحوار

تعرفت عليها وأنا في الصف السابع أو الثامن الإعدادي، عندما كنت في مدينة الصلت في الأردن يأتينا الدعاة من مصر، وكان منهم الأستاذ الدكتور سعيد رمضان رحمه الله، والأستاذ عبد الحكيم عابدين رحمه الله، والدكتور يوسف القرضاوي أطال الله في عمره، وغيرهم من إخواننا من مصر، كانوا يأتون سنويًا إلى الأردن يلقون المحاضرات والندوات، وتعرفنا على دعوة الإخوان من خلال هذه اللقاءات، وقد كانوا أفذاذًا، وكانوا طليعةً متقدمةً للدعوة.
وفي بداية الخمسينيات أذكر أن الأستاذ سعيد رمضان رحمه الله جمعنا بالعشرات في دار الإخوان في الأردن، فكل منا عرف نفسه، وكنا أكثر من ثلاثين طالبًا فأخذ الأسماء، وفي العام الثاني جاء الأستاذ سعيد رمضان والتقى بنا مرةً أخرى، فاستغربت وعجبت أنه يقول لي كيف حالك يا أخ عبد اللطيف بعد سنة!! وأنا لم أذكر اسمي له إلا مرةً واحدةً مع بقية الطلاب، هذا الإنسان يبهر حقيقةً في مستوى الذكاء، مستوى النظر، مستوى الإلمام واليقظة في أمور الدعوة.
ودعوة الإخوان نشأت نشأةً طبيعيةً في الأردن في أواخر الأربعينات، وكانت لها أرض خصبة وأرض بكر، فانتشرت انتشارًا كبيرًا، ومع بداية الخمسينات دخلنا الانتخابات النيابية، وفي عام 1956م أصبح لنا ممثلون في البرلمان، ومنذ ذلك اليوم لم نقاطع الانتخابات النيابية إلا في عام 1999م؛ لأننا وجدنا أن هناك قوانين وضعت خصوصًا لإعاقة الحركة الإسلامية، وخلال تجربتنا البرلمانية حصلنا على منصب رئيس المجلس ثلاث دورات متتابعةً.

الدعوة في الأردن

  • وما واقع الدعوة في الأردن الآن، وهل هناك تطور عما سبق ؟
في ممارستنا وضعنا قواعد للمعارضة الحقيقية التي فيها صالح البلد وصالح الأمة وصالح الدعوة، وكنا فريدين في المنطقة من حيث تعاملنا الواقعي العاقل الحكيم تجاه سياسات الحكومات المتعاقبة، فوقفنا موقف المعارضة، وقد أدرنا المجلس الحادي عشر الذي هو قمة المجالس النيابية في تاريخ الأردن كله، وأصبح الآن لدعوة الإخوان ومؤسساتها الحزبية موقع كبير في الأردن، ونجرى حوارات مع المعارضة بكل فئاتها، وشهد لنا الجميع حتى من كان عدوًا لنا بالأمس.
والآن أصبح هناك تجديد في حياتنا تجاه قضايا وأفكار الانتخابات والمقاطعة، ومشاركة المرأة وحقوقها، وتداول السلطة، وكلها قضايا كانت موضع نقاش وخلاف أحيانًا إلى أن استقرت أطرها عندنا، وأصبحت من ثوابتنا، وأصبحت تمثل نقاط تقدم لنا على الآخرين، فعلى سبيل المثال الآخرون يطالبون بحقوق المرأة ونحن أعطينا المرأة حقوقها مباشرةً، فعندنا الآن 6 أعضاء في مجلس شورى الجبهة من الأخوات، انتخبن انتخابًا طبيعيًا، ليس دون أي تخطيط، وفي انتخابات الفروع المختلفة إذا تقدمت الأخت تنجح طبيعيًا، دون أي توجيه، وهذا سبقنا به المجتمع الأردني، فللمرأة عندنا دور كبير سواءً في الانتخابات وفي العمل الخيري و السياسي والثقافي والاجتماعي.
وبالنسبة لقضية التغيير وتجديد الدماء كانت لنا رؤيتنا الواضحة وسوابقنا، فللأسف الشديد على مستوى الأمة العربية يظل المسئولون في مناصبهم حتى الموت، ويورثون أبناءهم من بعدهم، وينطبق ذلك سواءً على الحكام أو الأحزاب، أما في جبهة العمل الإسلامي، فالنظام الأساس ينص على أنه لا يجوز للأمين العام أن يبقى في موقعه لأكثر من دورتين، وكل دورة سنتين بعدها يجب أن يأتي غيره، وهذا ما حصل معي ومع الذين من قبلي، فالقضية أصبحت هنا من الثوابت وتحديد هذه القضية يحسدنا عليها الآخرون.
ونحن أيضا نفتح الحوار مع الآخر ومع الجميع، وبصورة واقعية سلمية لا عنف فيها، بل أعطينا مثلاً كبيرًا لتحمل المسئولية في أصعب الظروف، ومع ذلك والحمد لله الآن رغم قضاء الانتخابات الأخيرة، إلا أننا الحزب المعارض الأول والقوة الرئيسية في الأردن باعتراف الحكومة وباعتراف الأحزاب المعارضة التي معنا، والكل يقول: لولا الحركة الإسلامية في الأردن لما كان هناك أحزاب، ولا كانت هناك حريات ولا مسيرة ديمقراطية، فالحمد لله وضعنا خطًا واضحًا نجحنا به، وأصبحنا قدوةً يتبعها الآخرون من كل الأطياف اليسارية والقومية والوطنية.

الحوار السياسي

  • كيف تديرون الحوار مع كل هذه القوى والأطياف السياسية؟
نحن منفتحون على كل الناس، سواءً كان حكومةً أو كان أحزاب أخرى معارضة أو غير معارضة، سواءً كان فئات فكريةً أو أناس آخرين من الغرب أو من الشرق، نحن نلتقي مع كل الناس، ونفتح بابًا للحوار، وقد كان في السابق يخشى الإسلاميون أن يلتقوا مع أي إنسان مختلف عنهم، وأنا أعلل هذا بأنه عدم وضوح رؤية..، فلماذا لا يكون الحوار سبيلاً لمعرفة الآخر والالتقاء عند نقاط اتفاق؟ و الآن يأتينا كبار السياسيين في العالم وكبار الصحفيين في العالم ويناقشوننا في أمر الإسلام وحقوق الإسلام، ونقدم لهم معلومات يذهلون منها فيعرفون الإسلام لأول مرة بأنه بهذه الصورة وبهذا الانفتاح.
هذا الحزب تأسس بعد قانون الأحزاب السياسية عام 1992، و كنت رئيس المجلس النيابي في ذلك الوقت وبمجرد صدور القانون أسسنا حزب جبهة العمل الإسلامي، بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي لها وضع خاص، فهي ليست حزبًا سياسيًا ولا جمعيةً خيريةً، وبهذا فهي جماعة عامة تدعو إلى الإسلام بكل معانيه، ولها مراكزها في كل أنحاء الأردن.

أسباب الصدام

  • إذن ما أسباب الصدام بينكم وبين الحكومة والتي كثيرًا ما تحدث بشأن القضايا العامة؟
كثيرًا ما حصل هذا لأننا نقف في صفوف المعارضة، ونتفق ونختلف مع الحكومة في سياساتها، فدخلنا مجلس النواب ونحن نعارض.. ونناصر قضايا أمتنا ونقول للمحسن أحسنت، ونقول للمسيء أسأت, نقف مع كل القضايا التي تدعم مصلحة الأردن والأمة، ولهذا أحيانًا نلتقي مع الحكومة في قضايا جيدة، وأحيانا نختلف معها ونقف موقفًا صلبًا، لكن نبقى ضمن إطار المعارضة الإيجابية التي لا تكسر العظم ولا تقبل العنف، وتقبل ما هو موزون من العمل التربوي السلمي التطوعي الإصلاحي، ولهذا زجوا بنا في السجون، وفصلنا من الوظائف والجامعات، وقاومونا ووضعت قوانين خاصة لإقصائنا،ولكننا لم نقبل الدنية في ديننا؛ لأن المصالح الشخصية تزول في النهاية، وقد عرضت علينا الوزارات ولا نقبل، حيث نجد أنها ليست في الصالح، وأحيانًا نشترك إذا وجدنا أنها في صالح بلدنا وأمتنا.
لهذا تحدث الاعتقالات في الجامعات وفي صفوف الأساتذة والطلاب وفي النقابات، وصارت الحكومة تغير في قوانين الانتخابات؛ لمواجهة النجاحات الساحقة للإخوان في الاتحادات الطلابية، ولكي يصبح التعيين بدلاً من الانتخابات، والآن الحكومة لا تجرى الانتخابات النيابية خشية ما حدث في الانتخابات البلدية، حيث دخلنا مائة مرشح نجح منا ثمانين، كما أن المراقب العام دخل السجن آخر مرة لمدة ستة أشهر.
  • وهل هناك تحرك من قبل الجبهة للوقوف أمام الحكومة في قضية الاعتقالات؟
نتقدم بمذكراتنا و بياناتنا المتواصلة ومؤتمراتنا الصحفية وملتقياتنا الوطنية في إطار القانون، ولذلك غيروا قانون المجتمعات العامة خصيصًا، إذ كان القانون رقم 60 لسنة 53 يسمح لنا بذلك، ولكننا الآن داخل مقر الحزب أيضًا نعقد ما نشاء، ونقول ما نشاء، وبكل صراحة وبكل وضوح، ونطالب بمسيرات ومظاهرات وملتقيات وطنية، وأحيانًا يسمح لنا وأحيانًا لا يسمح، لكن أيضًا نحن مستمرون في دعم القضية الفلسطينية، وفي دعم العراق، وفي الوقوف مع قضايا أمتنا المختلفة، ولا نوقف نشاطًا، والانتفاضة في فلسطين هي شغلنا الشاغل، وهى عملنا اليومي الذي لا ينقطع، ولن ينقطع بإذن الله؛ لأننا نشعر أن إخواننا الفلسطينيين منا ونحن منهم.
  • وما موقف المواطن الأردني العادي من هذه الفعاليات التي تقومون بها؟
في جميع الدراسات الاستراتيجية والبحثية والاستبيانات التي توزع، أعطيت للحركة الإسلامية نسبة عالية ممن يعرفون الحركة ويعلمون ببرامجها، وكل الأحزاب المعارضة وغير المعارضة والحكومة والقوى الوطنية جميعًا تشهد بأن الحركة الإسلامية لها الدور الفعال على الساحة الأردنية.

الأستاذ مصطفي مشهور

  • عرفتم الأستاذ مصطفي مشهور- رحمه الله- عن قرب فماذا رأيتم في شخصيته؟
الأستاذ مصطفي مشهور عرفنا عنه الكثير قبل أن نلتقي به، من خلال موقعه المسئول في الدعوة، فقد سمعنا وقرأنا عن المعاناة التي عايشها هو وإخوانه في السجون، وما بعد السجون، ثم رأيناه خارج السجون صابرًا محتسبًا، لم يغير منه العنت الذي لاقاه، لا في منهج عمله، ولا في نفسيته ولا في أسلوبه، بل زاده ذلك إيمانًا واحتسابًا، وزاد في حكمته وهدوئه ومنهجه التربوي الذي يتعامل به مع جميع الناس، كما عرفناه من خلال كتاباته وجولاته في العالم الإسلامي كله، وأول ما التقيت به كان في الولايات المتحدة الأمريكية عندما كنا في زيارة إلى هناك، وأثناء الدراسة أيضًا هناك قبل حوالي عشرين عامًا، حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه في التربية من أمريكا.
ثم تعمقت معرفتي به من خلال لقاءات مباشرة ورأينا منه الرجل الحكيم، وقد زارنا في الأردن بعد الانتخابات في أوائل التسعينات، والتقينا معه أكثر من مرة، واستمعنا إليه، فكان نعم المربي الذي منحه الله سبحانه وتعالى هذه الصفة التي نشعر أنها والحمد لله من مؤهلات المؤمنين الدعاة الصالحين، فرحمه الله رحمةً واسعةً، لقد بقي يحمل الرسالة، فلم يتغير رغم كل الصعوبات، وكل المغريات، وكل المعوقات التي واجهها، ورأيناه في موقعه بين إخوانه، رأيناه مسئولاً محليًا وعالميًا، رأيناه في مواقع متقدمة لم يتغير، بقي على تواضعه وحرصه على دعوته، ولقي الله سبحانه وتعالى وهو على هذه الحال.
  • بعد وفاة الأستاذ مصطفي مشهور تحدثت بعض الصحف والفضائيات حول خلافات داخل الصف، وأن هناك صراعًا بين الأجيال، ففي مصر يقولون: صراع بين الشباب والشيوخ، وفي الأردن يقولون: العصر الذهبي والفضي وما شابه ذلك.. ما تعليقكم؟
الحقيقة أن بعض وسائل الإعلام موجه إلى اتجاهات ومصالح قوى أخرى، وبعضهم ينطبق عليه " إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا "، ونحن نسميهم" العيابين" الذين لا يبحثون إلا عن العيب، فإن لم يجدوه صنعوه، والكتابات من هذا النوع، مهما كان فيها من التشويه والتزوير والتحريف للواقع الموجود، تبقى الحقائق واضحةً وضوح الشمس، أما بالنسبة للحوار داخل الجماعة فهذا كلام نحن تجاوزناه، ونؤمن بالرأي والرأي الآخر، وعندما يصدر القرار التنظيمي يلتزم به الكل ولا يخالف توجهات الجماعة، فنحن نلتزم بديننا، نلتزم بالعهود التي قمنا عليها في دعوتنا، ونشعر أننا جميعًا مهما اختلفنا في الرأي أو في مسألة أخرى نلتقي في النهاية على ما فيه صالح دعوتنا، وهذا أمر طبيعي، وأمر مجرب أكثر من مرة، ولا أخشى من ذلك.

ما رؤيتكم للعمل الإخواني بشكل خاص، والعمل الدعوي بشكل عام في العالم الإسلامي؟

دعوة الإخوان دعوة واضحة المعالم يعرفها أصدقاؤها وأعداؤها… وأصدقاؤها يدعمونها بكل الوسائل، وأعداؤها يعملون على إعاقتها بكل الوسائل، لكنها بفضل الله، ثم إخلاص رجالها، أصبحت منتشرةً في العالم كله، وأصبحت منبع الفهم الحقيقي للإسلام.
وأعداؤنا يقدرون ما هي القوة الحقيقية التي تقود العمل الإسلامي، فمهما حاولوا التشويه، هم يعرفون الحقيقة، والإسلام بطبيعته ينمو ويكبر ويتطور، وعندما يصبح هناك احتكاك وتحدي، يكتسب العمل الدعوى الخبرات، وبالتحدي نكبر ونزيد، ففي شتى أنحاء العالم دعوة الإخوان جوبهت بمخططات رهيبة وبقوى لا رحمة فيها ولا إنسانية لديها، واستخدموا كل الأسلحة، ومع ذلك بقي انتصار الدعوة على الأعداء الذين عليهم أن يعترفوا بها، ويتحاوروا معها بأفضل الطرق، ولهذا نقول بأن دعوة الإخوان دعوة إسلامية ربانية، وإن شاء الله فجرها قريب، والمبشرات كثيرة، كما حدث في انتخابات باكستان و المغرب و البحرين و تركيا.
وأي مكان تجرى فيه الانتخابات بحرية ونزاهة، فإن الحركة الإسلامية تفوز، وبنسب عالية، أما بالنسبة لمواجهة الحرب على الإسلام والمسلمين، فهذا يتوقف على مقدار وعي المسلمين بواقعهم ومصادر قوتهم المادية والروحية التي لو أحسنا استغلالها لأصبحنا أكبر قوة في العالم، أما عن الإرهاب فأقول: إنه يمارس ضد المسلمين وليس هم الذين يمارسونه، ويكفي أن 80 % من اللاجئين في العالم هم مسلمون، وهم الذين يتعرضون لإرهاب الآخرين.

نصيحة

  • هل هناك من نصيحة توجهونها لشباب الأمة الإسلامية ؟
نحن مقبلون على تغيرات وتحديات كبيرة بدأ تنفيذها، ومخططات رهيبة تستهدف إعاقة الإسلام، وتعطيل مسيرته، وهذا يتطلب من شباب الأمة بذل الجهد، الذي يجعل الأمة في مقدمة سلم الرقي الحضاري والوعي واليقظة، وما على أبناء الإسلام إلا أن يعدوا أنفسهم لهذا التحدي وأن يطبقوا الإسلام على حقيقته، وألا يتورطوا في أمور تعود عليهم بالفشل آجلاً أم عاجلاً، وأن يوقنوا أن النصر للإسلام، مهما بغى الباطل وتجبر، فقد جاء التتار فهدموا وأفسدوا، ثم أسلموا وحملوا الإسلام، ثم جاء المغول فطغوا، ثم فهموا الإسلام وحملوه إلى العالم، والآن أمريكا شاءت أم أبت ستجهض حملتها هذه على الإسلام والمسلمين وستسلم أمريكا والقوى العالمية، وتعترف بالإسلام، لأن هذه هي طبيعة الإسلام.

المصدر