دولة الأمن المركزي سؤال يحتاج إلى جواب
هالني وهال كل إنسان، المنظر المتكررلجحافل الأمن المركزي، المرابطة في شوارع القاهرة، وخاصة وسط البلد، والتي دائمًا ما تتكرر في حالة الإعلان عن وقفة للصحفيين أو المحامين أو المهندسين أو الإخوان وكفاية والغد، ترى ألوفًا من العساكر المدرعين، هذه قوات أمن مركزي، وهذه قوات مكافحة الشغب، وهذه قوات خاصة، وهذه قوات مدنية تابعة لأمن الدولة، آلاف مؤلفة، لمنع وقفة لا يتعدى الحاضرون فيها عدد الأصابع.
والسؤال الذى يقلقنى ولا أجد له جوابا، ما هو دور وزار الداخلية؟
ولماذا تكونت تشكيلات الأمن المركزي؟ وما دورها؟ ومن أية نوعية رجالها؟
لقد أصبحت قوات الأمن المركزي في القطر المصري أكثر من قوات الجيش المصري، الموكل بمهمة الدفاع عن الوطن ضد أي اعتداء خارجي، لكن الناظر للأمور، يجد أن المهمة الموكل بها قوات الأمن المركزي، هي حماية السلطان ونظامه، أيًا كان هذا السلطان، فهو يتشكل ويسير في ركاب رأس النظام، وهذا يدفعنا للبحث عن نوعية البشر، التي تلحق بهذه القوات، وما السبب في اختيار هذه النوعيات خاصة، والتي لا تعرف الكتابة ولا القراءة وليس ذلك فحسب، بل لا يهمها من الحياة، إلا أن تأكل وتشرب، وتنام، وتسمع الكلام دون أي تفريق.
لقد عجبت أطرف البلاد بمراكز تدريب قوات الأمن المركزي على كيفية انتهاك حقوق الإنسان، وعلى عدم التفريق بين الأخ وأخيه، ولا الابن وأبيه.
ولم أر قوات الأمن المركزي تحركت بهذه الأعداد في أي لحظة من اللحظات للوقوف في المصائب التي يتعرض لها الشعب، كقطار يُحرق أو ينقلب، وعبارة تغرق أو مبيدات مسرطنة تقضي على الأرواح، أو سفاح ينتهك الأعراض، دون أي اعتراض.
لقد كانت قوات الأمن، التي تحاصر نقابة الصحفيين يوم الأحد 4 فبراير 2007م لمنع الوقفة التي نظمتها النقابة احتجاجًا على الاعتقالات أكثر ألف مرة من القوات التي تطارد السفاح، ولم تستطع إلقاء القبض عليه، أكثر من القوات التي ساعدت في رفع أنقاض قطار قليوب، أكثر من القوات التي ساهمت في إخماد نار مسرح بني سويف!!.
هل هذه الوقفة الضعيفة من شعب ضعيف تستحق كل هذه القوات وكل هذا التعنت؟.
لقد أصبح الإنسان منا يخشى السير حتى بجوار الحائط، كي لا يُتهم أنه كان يلصق منشورات، حتى باطن الحائط أصبح لا يسع.
أموال تصرف على هذه القوات لإعدادها إعدادًا جيدًا من ضباط وعساكر لكن لخدمة من؟ .. الكل يعرف أنها لا تخدم الشعب، بل تخدم النظام الحاكم وفقط.
ما دور هذه الجحافل الجرارة، فالجريمة كل يوم في زيادة، والقتل والسرقة والاغتصاب أصبح شيئًا طبيعيًا يحدث كل يوم لغياب الأمن، فأين إذًا هذه القوات التي قارب تعدادها تعداد القوات المسلحة، إن لم يزد؟
فكثير من دفعات الأمن المركزي، لا يحصل على تأجيل أو إعفاء من الخدمة بعكس ما يحدث في القوات المسلحة، فكثير من دفعاتها تحصل على تأجيل أو إعفاء، فهل أصبح النظام يخشى الجيش، فأخذ في تقليص عدده مع الزيادة في الأعداد التي تحمي النظام من الأمن المركزي؟ وإن كان الأمر كذلك، فإن ذلك ليس من مصلحة الوطن.
إن هذه القوات منذ أن كونها شعراوي جمعة، في بداية عهد السادات، لم تعد على البلاد بالمنفعة الكاملة، وفي الآونة الأخيرة، أصبح لا هم لها ولا دور إلا انتهاك آدمية الإنسان المصري.
والتعديلات الدستورية الجديدة تعطي الحق في زيادة نفوذها، وسيطرتها وإحكام قبضتها على مقدرات الأمور وتضييق الخناق على حرية الإنسان، وتحويل الوطن لسجن كبير فيه الحاكم والقاضي والسجان لا يفرقون بين معارض ووطني، فالوطني الذي وافق على هذه التعديلات، سيكون عما قريب خارج البرلمان، وتنفذ عليه هذه القوانين، وإن لم تنفذ عليه وتصيبه، ستنفذ على أبنائه وأحفاده، فالدنيا لا تدون لأحد، وقوات الأمن المركزي لا تفرق بين أخ وأخيه، ولا بين ابن وأبيه.
يجب أن تعرف هذه القوات أن دورها الحقيقي، ليس في ضرب أعزل وقف يهتف في مظاهرة أو اعتصام، ولا في اقتحام بيوت فجرًا لترويع الآمنين ولا في انتهاك آدمية الإنسان في أقسام الشرطة.
بل دورها مستمد من اسمها قوات الأمن، فهي لحفظ الأمن بل لإيجاد الأمن المفقود وللضرب على أيدي المفسدين، والقضاء على تجار المخدرات المجرمين، ولاكتشاف الجواسيس والمهربين، والذين يتاجرون في أعراض بناتنا في ظلمات الليل.
هذا هو دور قوات الأمن، والتي إن فعلت ذلك صدق فيهم قول الله عز وجل: "ترهبون به عدو الله وعدوكم" [الأنفال].
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه" وقوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نعم تحرس في سبيل الله، وخدمة عباد الله لا خدمة السلطان!!!!
المصدر
- مقال:دولة الأمن المركزي سؤال يحتاج إلى جوابموقع:الشبكة الدعوية