دور دحلان "المطرود من فتح" بوثيقة "النهضة" يفضح فشل دبلوماسية الانقلاب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
دور دحلان "المطرود من فتح" بوثيقة "النهضة" يفضح فشل دبلوماسية الانقلاب


دور دحلان المطرود من فتح.jpg

(05/05/2015)

فشلت الدبلوماسية المصرية منذ الانقلاب الفاشي على ثورة 25 يناير ومكتسباتها، في الترويج لاستيلاء العسكر على السلطة أمام دول العالم الحر، وشرعنة عبور قائد الانقلاب إلى القصر على أشلاء الثوار، وفشلت في رسم صورة مغايرة عن حقوق الإنسان المهدرة والمعتقلات العامرة بأحرار الوطن أمام المحافل الدولية، وسقطت بامتياز في كافة الاختبارات الخارجية لتضيع حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وغاز المتوسط، وغيرهما من الملفات الشائكة.

فقدت مصر في ظل دبلوماسية السيسي العاجزة دورها كلاعب أساسي ومحوري في القضايا الإقليمية بعدما نجحت دول أخرى في سحب البساط من تحت أقدام العسكر المشغول بالتحرك فقط من أجل جلب مزيد من "الرز". وباتت "الشقيقة الكبرى" تتحرك وفقًا لرؤى دول الخليج، وتدخل في عداوات من حركات وفصائل، وتتصاغر أمام طموحات "الكفيل"، وتستنجد بـ"شركات علاقات عامة دولية" وتستعين بـ"صديق" في القضايا المستعصية.

فضحت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية الدور الذي لعبة رجل العمليات القذرة محمد دحلان، القيادي المطرود من حركة فتح الفلسطينية، ومستشار عراب الانقلاب محمد بن زايد -الحاكم الفعلي لدولة الإمارات-، فى تقريب وجهات النظر بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة، والإشراف على إعداد "وثيقة الخراب" التي اعترفت بحق إثيوبيا في بناء السد وتنازلت عن حصة مصر التاريخية في مياه النيل.

مزاعم تدخل الخبير الأمني الفتحاوي المطرود، لم ينفها دحلان، وإنما خرج فى زهو ليعلن عن دوره الرائد في إنقاذ الدبلوماسية المصرية من عثرتها مع بلدان حوض النيل خاصة إثيوبيا، والمساهمة في التوصل إلى توقيع الوثيقة الثلاثية. وكشف مصدر مقرب من دحلان عن كواليس الاتفاقية، قائلًا: "دعانا رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريم ديسالين وكنا حريصين على الحضور، وقمنا بوضع أسس الاتفاق بناء على طلبٍ من السيسي أيضًا".

التقرير الصادر عن المجلة الأمريكية، لم يعجب بطبيعة الحال الجانب الإثيوبي، فخرج بدوره ليكشف عن فضيحة جديدة لم تنفِ سابقتها بقدر ما كشفت عن تنامي حضور نجل قائد الانقلاب "محمود" في دولة السيسي، ومشاركته ضمن الوفد المصري الذي زار أديس أبابا في يناير الماضي، في مشهد يعيد للأذهان دولة المخلوع مبارك وإقحام نجله جمال في الواقع السياسي.

السيناريو الهزلي كشف عن أن خيبة توقيع وثيقة الخراب، لم يكن سوى مشهد مبكي في دراما الدولة التابعة، حيث كشف الجانب الإثيوبي -فى معرض نفيه القاطع لدور دحلان في المفاوضات- أن دحلان حضر بالفعل إلى أديس أبابا في 27 يناير الماضي برفقة رئيس جهاز الاستخبارات خالد فوزي، ونجل قائد الانقلاب محمود عبد الفتاح السيسي، على متن طائرة إماراتية.

واستنكر الجانب الإثيوبي مزاعم فضل دحلان على دول الأزمة، وطالبت جهات حكومية في أديس أبابا إيضاحات من "من رجل العمليات القذرة" حول التصريحات المنسوبة إليه حول دوره في توقيع اتفاقية إعلان المبادئ المتعلقة بسد النهضة في مارس الماضي بالخرطوم. وفي إطار متصل، كشف دبلوماسي عربي -في تصريحات صحفية- أن دحلان قام بزيارة إثيوبيا في إطار الإعداد لزيارة السيسي للمشاركة في القمة الإفريقية، وقدم نفسه لمسئول البلد الإفريقي كمستشار خاص لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد..

تواجد دحلان غير المبرر، دفع مصادر دبلوماسية للتأكيد على دور ولي عهد أبو ظبي في تقريب المسافات بين أديس أبابا والقاهرة، فضلا عن جهود مسئولين كويتيين من أجل عودة مصر إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، وتطبيع علاقاتها مع دول منبع نهر النيل. نفى الدبلوماسية المصرية بدوره خرج على استحياء وعلى وقع تأكيدات سابقة بأن الوفد الثلاثي خرج فى سرية تامة، ودون التنسيق مع وزير خارجية مصر سامح شكري، الذي كان يومها في أديس أبابا يشارك في اجتماعات المجلس الوزاري، تمهيداً للقمة الإفريقية التي انطلقت في 30 يناير.

الخارجية استعانة بتأكيدات الجانب الإثيوبي أن ملف مياه النيل وسد النهضة ملفات سيادية وحساسة غير مسموح تناولها مع أفراد ودول، وأن الاتفاق تم التوصل إليه بين البلدان الثلاثة بعد مفاوضات ماراثونية استمرت 7 جولات، شارك فيها خبراء وفنيون وطنيون ووزراء الري والخارجية إلى أن توجدت من قبل رؤساء الدول الثلاثة في الخرطوم.

السفير إبراهيم يسري علق على تدخل دحلان -المقرب من السيسي- بأنه مؤشر خطير، ويشكل تدنيا لوضع مصر في إفريقيا، معتبرًا تكليف السيسي لدحلان يُعدّ تفريطًا كبيرًا في السيادة المصرية، فضلا عن لعب الإمارات دور الوسيط استنادًا على استثماراتها في إثيوبيا رغم كونها إحدى الدول المستفيدة من بناء سد النهضة.

وتابع يسري -في تصريحات صحفية- "هل عجزت مصر عن حلّ أزماتها مع دول المنطقة بشكل جيد وحكيم؟" لافتا إلى أن "ما يقوم به السيسي، بداية من طلب وساطة دحلان لدى إثيوبيا، وتوقيع عن إعلان المبادئ حول سدّ النهضة، يُعدّ أمرًا خطيرًا جدًا، وله تداعياته على مصر في المستقبل القريب خاصة في ظل توقيع الوثيقة في غياب البرلمان.من جهته، اعتبر الخبير الاستراتيجي

اللواء عادل سليمان أن توسط دحلان بموافقة الإمارات في التدخل لحل أزمة سد النهضة أمر مبالغ فيه، زاعما أن للإمارات استثمارات كبيرة في إثيوبيا، ومن ثم فمن الطبيعي جدًّا وجود جلسات مناقشات، سواء فيها أو في إثيوبيا. لم يستبعد سليمان تدخل دحلان بموافقة الإمارات للتوسط لحل أزمة سد النهضة، ولكن ليس بالصورة التي انتشر بها الخبر، خصوصاً أنه من الطبيعي، في ظلّ العلاقات التي تتمتع بها الإمارات مع مصر وإثيوبيا، التدخل لمحاولة حل الأزمة.

وجود دحلان ودعم بن زايد وجهود الكويتيين، كشف عجز الدبلوماسية المصرية التى طالما صالت وجالت فى فترات سابقة فى حل القضايا الخارجية، والاستعانة بـ دول كانت حتى زمن قريب تنظر بانبهار إلى الشقيقة الكبري، ولكن يبدو أن الشقيقة شاخت وتساقطت أسنانها وباتت فى حاجة إلى الصغار والأصاغر من أجل إقالتها من عثرتها.

المصدر