دور المجلس الأعلى العالمي للمساجد
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
جريدة عكاظ
لتقت «عكاظ» بالشيخ عبد الله عقيل سليمان العقيل – الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي لشؤون المساجد - وقد تطرق في حديثه إلى إنجازات المجلس الأعلى العالمي للمساجد، وأبرز مشروعاته القادمة، وأهمية تعميق روح الأخوة:
* ما الذي حققه المجلس في الفترات السابقة؟
- لا شك أن ما أنجزه المجلس كان تأثيره واضحًا، فمثلاً استطاع المجلس بفضل الله (عز وجل) أن يدعم معهد الأئمة والدعاه بمكة الذي خرج العديد من الدعاة إلى الله (عز وجل) على مستوى راق بعد أن زودوا بالعلم وأساليب الدعوة إلى الله، كذلك كان له أثره وجهوده في دعم المسلمين في المناطق المختلفة ودعم المساجد بالذات في مناطق الصين - الدول الاشتراكية، وهناك توجه جديد للمجلس، وهو أن نعطي هذه الدول الاشتراكية التي بدأت تنفض عنها رداء الشيوعية مزيدًا من العناية ليأخذ المسلمون دورهم في تلك الأماكن بعد انهيار الجدار الحديدي الذي كان موضوعًا دونهم ودون إخوانهم في أنحاء العالم، كذلك كان لنا دور طيب في التنسيق في إقامة الدورات في أكثر من مكان في أنحاء العالم، بل لنا دور في التعاون مع الجهات المعنية بأمور الدعوة كالأزهر الشريف ومركز الدعوة الإسلامية واتحادات الجمعيات الإسلامية في أماكن مختلفة في العالم، وقد أعطت هذه الدورات ثمارها الطيبة، هذا بالإضافة إلى دورات الأئمة والمدرسين والدعاة التي نظمت في مناطق مختلفة، وقام المجلس بإصدار كتيبات استعرض فيها هذه الدورات، منها: مذكرة رسالة المسجد، والتقرير السنوي الجديد، ودليل المسجد، وكل هذه الأمور كانت بناء على قرارات سابقة أخذت طريقها إلى التنفيذ، فضلاً عن الزيارات الميدانية التي يقوم بها الأمين العام معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف، والأمين المساعد لشؤون المساجد، وهي زيارات ميدانية تعنى بأوضاع المسلمين وأموال المساجد وتقديم التقارير اللازمة ومدها بالعون المستطاع. أما فيما يتعلق بالاهتمام ببناء المساجد في مناطق المهاجرين واللاجئين المسلمين والأقليات الإسلامية، فقد وفق الله (عز وجل) إلى جهد مشكور.
* إذن ما البرامج والمشروعات القادمة؟
- فيما يتعلق بخططنا المستقبلية، فنحن نراعي عنصر الزمن، ونأخذ في الاعتبار الإمكانات المتوفرة ونضع في الحسبان أيضًا الطاقة البشرية القادرة على تنفيذ هذه الخطط، وطموحاتنا أننا نتحرك من الواقع الذي نعيشه والإمكانات التي نملكها، مطورين ذلك إلى مجالات أوسع وأرحب، مستعينين في ذلك بتوفير إمكانات أكثر تساعدنا على الانطلاقة، وبعد هذا المنطلق نحن نضع خططنا المستقبلية بعد مراجعة تقويمية سنوية نستعرض فيها السلبيات والإيجابيات، بحيث نلاحظ في تقويمنا، أي الأماكن كان يستحق أن تكون له الأولوية، وأي المشاريع كانت تقتضي أن تكون لها الصدارة دون غيرها فتعطى لها الأولوية، ونحن متوجهون بفضل الله (عز وجل)، ونأمل أن يحقق الله ذلك المسعى في أن يكون المجلس الأعلى العالمي للمساجد ـ وهو قد خطا خطوات طيبة ـ صورة صادقة عن العاملين في المساجد في جميع أنحاء العالم، ونحن نشعر بأهمية هذا الدور من خلال الرسائل التي نتلقاها، ومن خلال الزيارات التي تقوم بها الوفود، ومن خلال المؤتمرات التي نعقدها، ومن خلال زياراتنا الميدانية، فالجميع مجمع على أن المجلس الأعلى العالمي للمساجد يعتبر المرجع والأم بالنسبة للنشاط العالمي في جميع المساجد سواء كانت مساجد تتبع لجهات رسمية أو شبه رسمية أو أهلية، وهذا يقتضي منا أن نسعى في المشاركة في الرأي والاستفادة من خبرات الجميع؛ لكي نطور في الأساليب ونتخذ الوسائل العلمية الحديثة والمراجع التقويمية السنوية، ولذلك نحن حينما نقدم دراستنا في اجتماعنا السنوي نوضح ما قامت به الأمانة العامة للمساجد، ثم تقويم الأعضاء لهذا المجهود والسلبيات والإيجابيات والمقترحات وبعد الخطة المستقبلية من خلال الحوار، وإن كان هناك ثمة نقاط وموضوعات لها صفة الديمومة والاستمرارية، فقضية الشروع في بناء المساجد التي تحتاج إليها المناطق مستمرة ولا تتوقف، وكذلك صيانة المساجد التي تحتاج إلى الصيانة، وكل هذا يؤخذ في الاعتبار.
* وكيف ترى أهمية مثل هذه اللقاءات السنوية؟
- لا شك أن هذه اللقاءات التي تعقد بين الحين والآخر، والتي تضم قلة من العلماء والمسلمين ومفكريهم ودعاتهم العاملين في حقل الدعوة الإسلامية والمسؤولين، تعطي ثمارًا جيدة ونتائج طيبة، ومجرد اجتماع مثل هذه النخبة في هذه الأماكن المباركة لتدارس القضايا يؤدي إلى تعميق روح الأخوة الإسلامية، حيث يتم فيه الاهتمام بأمور المسلمين ودراسة قضاياهم ومشكلاتهم والبحث الجاد لتملس الحلول لهذه المشكلات والوصول إلى أفضل الطرق لعلاجها، ونحن نعتقد تمام الاعتقاد أن المسلم الذي يهتدي بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ويترسم خطى السلف، ويستمد سلوكه ومفاهيمه ونظرياته من منهج الإسلام وأصوله، لا شك أنه يتخذ الطريق الأصوب، وثمة طائفة من العلماء بفضل الله (عز وجل) حباهم الله العلم الواسع الغزير، ولهم إنتاجهم العلمي الجيد، مضافًا إليه ما اكتسبوه من خبرة ومران ودراية عملية في ميدان العمل الإسلامي؛ لأنه في الحقيقة ثمة فارق بين عالم يكون جهده وجهاده في مجال الاطلاع والتعليم وبين عالم يتعلم العلم ويعلمه ويعيش الحياة فيه، ويدعو الناس إلى منهج الله، فالحياة العملية تثري التجربة وتكسب الإنسان الكثير، ونحن نعلم أن مهمة الدعوة إلى الله (عز وجل) من أهم المهام المنوطة بكل مسلم؛ فهي واجبة على كل مسلم، والمسلم مطالب بأن يعمل بنية الدعوة إلى الله (فمن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين)، ونهج الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهو سيد الدعاة، وهو منهج الدعوة إلى الله؛ فلذلك أعتقد أن هذه المؤتمرات التي تستضيفها المملكة العربية السعودية تؤتي أكلها، ونأمل أن تعطي المردود الإيجابي والحسن، ولا نقول هذا من باب الآمال والطموحات، بل من واقع التجربة من خلال زياراتنا الميدانية لأماكن شتى في العالم، كما يلحظ الجميع هذا الاهتمام وما تقوم به المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين لتيسير سبل العمل لخدمة الإسلام والمسلمين.
ــــــــــــــــــ
(*) جريدة عكاظ، العدد 8598، غرة رجب 1410هـ, 27 من يناير 1990م.
المصدر
- مقال: دور المجلس الأعلى العالمي للمساجد موقع عبدالله العقيل