دلائل استهداف جيش السيسي لمجسم أحد بيوت الله
(22/07/2016)
كتب: بكار النوبي
محتويات
مقدمة
منذ بضعة شهور قام الجيش البريطاني بعمل تدريب عسكري للاشتباك مع إرهابيين، وتسبب هذا في مشكلة كبيرة وقتها لأنهم جعلوا واحدًا ممن يقوم بدور الإرهابيين يصرخ ويقول "الله أكبر" وقت تنفيذ الهجوم، الأمر الذي دفع المنظمات الإسلامية تعترض وتطالب باعتذار رسمي وتغيير شكل التدريب؛ لأنه يربط بشكل مباشر بين الإرهاب والإسلام، خاصة أن جملة "الله أكبر" ملك لكل المسلمين وليس للإرهابيين. وانتهى الأمر باعتذار الجيش البريطاني وحذف هذا المشهد من التدريب.
السيسي فعل أكثر من ذلك حيث استهدفت طائرات حربية مصرية في مناورة تحاكي عملية لمحاربة "الإرهاب"، قصف مجسم مسجد بحجة أنه يؤوي إرهابيين.المناورة تمت بالذخيرة الحية خلال الاحتفال بتخريج دفعة "المشير الجمسي" رقم 83 بالقوات الجوية بحضور قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وكبار قيادات الجيش.
ويوثق تسجيل فيديو جانبا من الحفل، حيث يقول مقدم الحفل: "سيتم عرض بيان عن قدرة القوات لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب من خلال القضاء على إحدى البؤر الإرهابية؛ استطاعت التسلل لتنفيذ أعمال تخريبية داخل مدينة حدودية ساحلية مأهولة بالسكان والتأثير على الملاحة البحرية القريبة من الساحل". ويظهر في واجهة المنطقة المستهدفة مسجم مسجد يتم استهدافه بشكل مباشر وتدميره، واستخدمت في المناورة عدة مروحيات من أنواع مختلفة، إضافة إلى مجموعات قتالية من وحدات المظلات.
غضب واسع
وبمجرد انتشار الخبر تصاعدت حدة الغضب بين جموع المسلمين من تصرفات جنرالات العسكر في مصر وحربهم الفاجرة على بيوت الله حيث كتبت الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تغريدة عبر تويتر: ""لم أنشر هذه الصورة ظناً مني أنها "فوتوشوب"، حتى تأكدتُ أنها لـ"خير أجناد الأرض" يتدربون على قتل"الإرهابيين"داخل مسجد".
وعلق الشيخ محمد الصغير:
- "ضباط يطلقون النار على مجسم لمسجد أثناء عرض عسكري لتخريج دفعة بحضور السيسي لبيان قدرة المتدربين على مواجهة الإرهاب!!".
وغرد إبراهيم الملحم:
- "أين علماء الأمة الربانيون مما يفعله الـ... السيسي!!؟ يجعل لقواته مسجدا هدفا لرصاصاتهم!؟ أي نصر نريده وأنتم سكوت؟".
واستنكر الكاتب السعودي خالد المهاوش إطلاق النار على "مجسم مسجد" وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر": "جنود يطلقون النار على "مجسم مسجد" بذريعة الإرهاب في حفل تخرج بالكلية الجوية بمصر لا أصدق أن يكون هذا بدولة مسلمة".
تغير خطير في عقيدة الجيش
من جانبه تساءل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين جمال حشمت، هل نفهم من تدريب الجيش المصري الأخير في حضرة أركان دولة الانقلابية العسكرية واستهداف المساجد باعتبارها أوكارًا إرهابية هو تطور في العقيدة القتالية التي تغيرت بشكل واضح بعد معاهدة كامب ديفيد عام ١٩٧٧ باستبعاد العدو الاستراتيجي وبشكل صريح بعد الانقلاب العسكري عام ٢٠١٣ باستهداف الإخوان المسلمين وأفصحت بعد هذا التدريب في يوليو ٢٠١٦ باستهداف الإسلام كدين وما يترتب علي ذلك!؟.
وأوضح حشمت أن نتائج استهداف الإسلام كدين هو تطور في اتجاه الغرب الذي رفع شعار مكافحة الإرهاب وتصفية الإرهابيين دون أي محاكمات، مما جعل الضحايا المسلمين لا قيمة لهم لو قتلوا بالملايين.. بينما غيرهم لو شاكته شوكة انتفض له العالم. وأضاف أن هذا يجعل هناك تخوف من الذهاب للمساجد علي العموم (لان المساجد ليست هم الإخوان المستهدف قبل الأخير) فقد ارتبط المسجد في وعي المتخرجين وأسرهم وكل من يشاهد توجه الدولة الجديد بالإرهاب والحظر والتخويف.
وأوضح حشمت أن ما حدث يفسر كل ما مر بمصر الفترة الماضية من تصريحات وقرارات ومواقف ضد الاسلام وعقيدته وشعائره من العميل الخائن وشيوخ الازهر ودراويش وزارة الأوقاف والمثقفين والفنانين الذين أبدوا آراء او مواقف شاذة ضد الاسلام واهله حسب تعبير.
وأكد حشمت أن هذا الوضوح وتلك الصراحة في استهداف الاسلام من ورائها أهداف خبيثة بل قد تعد لاعتداءات اكثر فجورا في محاولة لوأد كل فكر إسلامي صحيح او حراك إسلامي من اي نوع أو التمهيد للتخلص من الفكر السني للجماعة باختلاق معركة مع الشيعة والبهرة الذين ستفتح لهم الأبواب علي مصراعيها الفترة القادمة لشراء ولاءات وسط شعب فقير محتاج محاصر في وطنه وهذا اخطر ما يمكن ان يحدث لخدمة المشروع العالمي لإقصاء الاسلام السني من الصدارة في كل مكان.
واختتم حشمت منشورة قائلا إن استهداف المسجد في مناورات الجيش المصري حدث يحتاج ان تفرد له دراسات لمعرفة الأسوأ القادم في ظل هذا الانقلاب العسكري الفاشي الدموي في مصر.
فعلها من قبل في رابعة وسيناء
المتابع لممارسات السيسي يدرك جيدا أنه جاء حربا على بيوت الله ولا ينسى المسلمون في بقاع الأرض أن السيسي ارتكب أبشع جريمة في تاريخ مصر عندنا قتل أكثر من 3 آلاف مسلم في ميدان رابعة وأحرق جثثهم وقصف مسجد رابعة بالمدفعية ودمره تماما. وقامت مليشيات السيسي كذلك بالاعتداء على مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية والذي ظل مغلقا عدة شهور بعد انقلاب 30 يونيو المشئوم.
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، إن صورة أفراد من الجيش المصري في حفل التخرج أمام السيسي وهم يطلقون الرصاص على مجسم لمسجد تحت دعوى محاربة الإرهاب كارثة ومصيبة. وأضاف أبوخليل في منشور له على "فيس بوك"، أن المفروض يكون في خلفكم المسجد للدفاع عنه وليس في مواجهتكم..؟ متسائلا: "حصل إيه لعقولكم وضمائركم".
وأوضح أبوخليل أنه لم يكن خطأ في عرض تخريج دفعة عسكرية.. بل واقع حدث كثيرًا في سيناء. فقوات الجيش المتمركزة بحاجز أبو رفاعي جنوب مدينة الشيخ زويد قصفت مأذنة مسجد القرية بقذيفتين من مدفعية من نوع هاوتزر للمرة الثانية فى أقل من عام.
نسف قدسية المسجد
الكاتب الصحفي صلاح بدوي يرى أن "تنشين" العسكريين على مجسم مسجد خلال التدريبات هو بروفة تستهدف محو قدسيته من نفوس الجنود والضباط، وذلك في خضم الاعداد لمخطط كبير....ينفذه رجال موساد الذين يهيمنون على القرار بالجيش، ونعتقد أن الوقت قد حان لحل المؤسسة العسكرية المصرية وبنائها من جديد على أسس تراعي حرمة دم الشعب ومقدساته وتحدد من هم الأعداء الحقيقيون له.
أما الدكتور محمد محسوب الوزير السابق بحكومة الدكتور هشام قنديل، فأكد أنه لا يذكر تاريخ أي جيش تدرب على استهداف مجسم لمسجد أو كنيسة أو معبد، مؤكدًا أن الانقلاب صانع الإرهاب، وضع مآذن مساجدنا مقابل بنادقه، مآذننا ستنتصر وبنادقه ستنكسر.
المصدر
- تقرير: دلائل استهداف جيش السيسي لمجسم أحد بيوت الله موقع بوابة الحرية والعدالة