دحلان في الأردن..قاعدة انطلاق وتأثير

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
دحلان في الأردن..
قاعدة انطلاق وتأثير

عمان/أحمد أمين

مقدمة

قالت مصادر فلسطينية مطلعة إنه يجري التحضير لإعداد العضو السابق والمفصول من اللجنة المركزية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني «فتح»، محمد دحلان، للعب دور سياسي بارز في مشروع الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين.

يأتي هذا التحرك في الوقت الذي فشلت فيه جهود قادتها دول عربية وشخصيات سياسية وإعلامية أردنية وفلسطينية لتلميع صورة دحلان وتهيئته ليخلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

بيد أن دحلان لاقى رفضاً واسعاً من قبل أعضاء كثر في اللجنة المركزية لحركة فتح، بالإضافة إلى أن معظم التنظيمات الفلسطينية ترفض التعامل مع شخصية مثل دحلان، وهم يصفونه برجل «المهمات القذرة»، وهذا لفظ أطلقه الرئيس الراحل ياسر عرفات على بعض من حوله.

ويعود ذكر العضو المفصول من اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان في الأردن مع دخول موسم الانتخابات، حيث يتردد أن كتلة المواطنة التي فاز مرشحها حازم قشوع بمقعد نيابي في الانتخابات الأردنية الأخيرة، مدعومة من دحلان.

وقالت مصادر مطلعة، فضلت عدم الإشارة إليها، إن دحلان قدّم دعماً مادياً وسياسياً لكتلة «المواطنة» برئاسة حازم قشوع.

وكشفت المصادر أن مرشحين مستقلين من أصول فلسطينية تلقوا دعماً مادياً من محمد دحلان، نجح أحدهم بالوصول إلى قبة البرلمان، حيث أثارت تصريحاته الأخيرة في البرلمان حول «المواطنة» جدلاً واسعاً في الساحة الأردنية.

وتقول المصادر إن تحركات دحلان في الساحة المحلية الأردنية تنحصر في تقديم الدعم المادي لبعض السياسيين والإعلاميين، من خلال «شراء الذمم» واستخدامها وقت الحاجة.

وكشفت المصادر أن دحلان يملك موقعاً إلكترونياً أردنياً مؤثراً في الساحة المحلية.

ويلقى دحلان، بحسب المصادر، دعماً مادياً وسياسياً من دولة الإمارات، كما ويحظى بدعم من بعض النخب السياسية والأمنية في الأردن، كما يدير استثمارات من خلال أخيه أحمد دحلان المقيم في عمان.

وعادة ما يلتقي دحلان عند زيارته للأردن بالنائب خليل عطية، ويلتقي أيضاً ببعض الشخصيات الإعلامية، في محاولة لتحسين صورته من ضابط أمني ينسق مع الاحتلال الصهيوني لضرب المقاومة إلى دبلوماسي وسياسي يسعى إلى التقارب مع القوى الفلسطينية الفاعلة.

الترشّح للانتخابات

وبحسب المصادر، فإن دحلان عقد عدة لقاءات نهاية العام الماضي في الأردن، بين قيادات من حركة «فتح» من الضفة والقطاع، محسوبة عليه، نوقش خلالها شكل التحالفات والتحركات خلال الفترة المقبلة في حال جرت الانتخابات الفلسطينية.

ونُقل أن دحلان أبلغ مقربيه في الحركة خلال تلك اللقاءات أنه سيخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في كل الظروف، ولكنه لن يخوضها منفرداً، بل ضمن قائمة عريضة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، تعبّر عما سمّاه «التطلعات الحقيقية لشباب حركة فتح».

وأكد المصدر أن دحلان ومناصريه شرعوا خلال تلك اللقاءات بالاتصال بقيادات من حركة «فتح» من أجل استمالتهم للتحالف الجديد، مؤكدين أن دحلان هو «الرئيس القادم»، وأن عليهم العودة للمراهنة عليه لأنه قادم مجدداً لممارسة دور كبير.

وفي المقابل تثير تحركات القيادي الفلسطيني المثير للجدل غضب طبقة من السياسيين والإعلاميين في الأردن الذين يتهمونه بأنه أحد أدوات المشروع الأمريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية.

وعبّرت الطبقة السياسية عن خشيتها من أن تكون أجهزة في الدولة الأردنية ضالعة في مشروع إعادة تأهيل دحلان والمراهنة عليه مجدداً، في الوقت الذي يلقى فيه دعماً خليجياً غير مسبوق وخصوصاً من الإمارات، حيث يتردد اسم الإمارات كلما ذُكر دحلان.

وقالت المصادر إن محاولات تغيير صورة دحلان باءت بالفشل إثر ما يتردد عن أدواره «القذرة» في إثارة الفتن في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.

بالإضافة إلى الوقيعة بين بعض الشخصيات في السلطة الوطنية الفلسطينية، وشراء ذمم بعضها الآخر، كما ويتهمه الإسلاميون في مصر بمحاولة إشعال الساحة المصرية وإثارة الفتن وإلصاقها بحركة حماس.

وفي سياق متصل، بثت قناة الحافظ المصرية مؤخراً خبراً يؤكد وجود عناصر تابعة لحركة فتح يديرها محمد دحلان في مصر من الإمارات، وتدعي أنها تابعة لحركة حماس، يمارسون أعمالاً إجرامية في الساحة المصرية، ويلصقون التهم بحركة حماس.

وأضافت القناة أن محمد دحلان المتهم في قتل الرئيس ياسر عرفات، يمول تلك العصابات بدعم من شخصية أمنية عربية.

مافيا وتجسّس

وكان القيادي في المجلس الثوري لحركة «فتح»، بسام زكارنه، اتهم في تصريح صحفي له أواخر العام الماضي، القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان بإدارة شبكة مافيا وتجسس عالمية، انطلاقاً من مقر إقامته في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات، مشيراً إلى أن جزءاً من «أفراد عصابته» يعملون في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال بسام زكارنة «إن دحلان مستمر بممارسة دور سيئ ضد أبناء الشعب الفلسطيني، سواء كانوا من «فتح» أو «حماس»، ويسعى بشكل دائم لتخريب جهود المصالحة، كما ويعمل ضد الإخوان المسلمين بمصر، وممارساته خطيرة ومشبوهة، ويحاول ضرب وحدة حركة «فتح» من خلال محاولة شراء بعض الأشخاص أو ابتزازهم من خلال صور أو مواقف مشينة».

وأضاف زكارنة، الذي أعلن عن تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مجموعة تعمل لحساب دحلان في دبي بداية هذا العام، أن دحلان لا يزال يمول مجموعات تتبع له في الضفة الغربية وقطاع غزة وتنفذ أجندته, مشيراً إلى أن المجموعة التي حاولت اغتياله في دبي تعود لدحلان، ومعروفون بالأسماء ومتهمون بممارسة جرائم قتل في غزة أثناء تواجد دحلان.

وتابع «يسعى دحلان للعودة إلى الضفة لتولي منصب سياسي كبير, ويحاول شراء الذمم ويستخدم علاقاته ومعلوماته الأمنية السابقة من خلال تقديمها لأجهزة مخابرات دولية لتحقيق أهدافه», لافتاً النظر في الوقت ذاته إلى أن حوالى ألف شخص يعملون بالضفة والقطاع لمصلحة دحلان.

وبيّن بسام زكارنة، الذي يشغل منصب نقيب الموظفين العموميين بالسلطة الفلسطينية برام الله، أن مجموعة هاجمت ندوة كانت تقام في القنصلية الفلسطينية بدبي وهددته بالقتل لأنه هاجم «القائد محمد دحلان» -حسب قولهم- خلال لقاء تلفزيوني سابق، وأن مجموعة من الحراس والشخصيات الموجودة أخرجت أفراد المجموعة من القاعة.