خيارات أبومازن ... تاج أو مصالحة
بقلم / وائل الحدينى
نحن نتمنى نجاح جهودالوساطة والمصالحة ، نتمنى ان تتوحد الصفوف الفلسطينية فى المواجهة ، سلمية وغير سلمية .
فكل الفلسطينين ولدوا من رحم المعاناة ، احتلت ارضهم وصودرت بساتينهم واشجارهم، وهُجروا ، وشُردوا ، وضاقت بهم الارض فى أحيان كثيرة واتسعت فى اخرى ، فلاتتقابل العلائلات الواحدة لأعوام وربما لعقود "موسى ابومرزوق حُرم من رؤية امه (30سنة) حتى قاربت العجوزالمائة" .
ومن مشاهد العار التي ستكتب فى سجل التاريخ ان الفلسطينين على اختلاف هوياتهم كانوا أهدافاً للقتل بدم بارد بالصواريخ والاباتشي ، استهدف جمال سليم وجمال منصور فى عمارة سكنية ، وتقاطع صاروخين على مقعدابوعلى مصطفى ، ودمر حي الدرج بنسائه واطفاله لاغتيال صلاح شحاده ، واغتيل الرنتيسي ، والمقادمه ، واسماعيل ابوشنب فى ساعات الذروة وسط الزحام وبين العوام ! واستهدف الشيخ ياسين فجراً بين المصلين !
قصفت غزة باطنان الذخائر وتستباح الضفة جهاراً نهاراً !
كل ذلك والعالم الذي يدعي التحضر يخفى ناظريه واذا تكلم يطفح بالكراهية والحقد ، والتبرير والزعم !
الحقيقة ان الفلسطينيين كانوا دوماً وحدهم لاناصرولامعين لهم . الا من خلال التأرجح بلاوعي من دولة لأخرى ، فكلهم بالقضية الفلسطينية يساومون ، ويرتدون لباس الزعامة وقناع الحكمة .
اليس كل ذلك مدعاة للتقارب ، وسبيل للتوحد ؟ بلى والكل يدرك ذلك . لذا استبشركثيرون من تكوين اللجان وتنظيم اللقاءات ، وتوزيع الابتسامات فكلها علامات اعطت جرعات من الامل ودفعات من الطمأنينة..
ربما على عكس الكثيرين وأكاد أجزم : انا لا اتوقع من ذلك كله شيئاً !
فالسلطة المترهلة بالفساد، الحالمة بالتاج ، لن تقدم تنازلات ، ربما تثرثر بعبارات التسامح نهاراً ، وتفرط فى اعطاء الوعود والعهود ، لكن ليلاً لا تتوقف المداهمات والاعتقالات والاتصالات المشبوهة مع العدو الاحقر فى التاريخ ، لم ولن تتوقف المقابلات مع الجناة وايديهم مازالت تقطربالدم ، ثم الاشتراطات تصب فى خانة التصعيب والتشديد ، والا فمامعنى ان يطلب البهائي المنتهية ولايته ان تعترف حماس بشروط الرباعية !
هل اوقفت الرباعية عنه عدواناً او تصدت لمظلمة او اعادت حق ! هل استنكرت مداهمات واعتقالات اوشجبت بناء مستوطنة اوتجريف ارض ؟
هل يتوقعون ان تبيع حماس كما باعوا وتتورط كماتورطوا !
الكل يدرك ان احتفالية الشرم كرنفالاً هذلياً بحق وان استحقاقات الضحايا لم تكن حافزاً للتجمع ، فالضحكات والغمزات واللمزات لا تليق بمتطلبات الاغاثة والاعمار يدلل على وجود قتل وهدم !
الكل يدرك ان الاحتفاء بعباس وكيل المدح له والثناء ماهوإلا انقلاب على اللجان واللقاءات والتفهمات وتدمير لمشروع الوحدة والمصالحة .
ربما ازعم ان رسم خريطة اعادة الاعمار وتسيس معاناة أهل غزة خطة تم التوافق عليها بعد نفاذ بنك الاهداف الاسرائيلية وفشل عمليات القصف ، اثناء البحث عن مخرج سياسي من مستنقع غزة !
كما ازعم ان الذي خان فى الضيق والعسر وتواطئ فى الدم لن يجد حرجاً فى العودة على اطنان الحديد والاسمنت ، بعد ان فشل فى العودة على دبابة كيت دايتون اوقاذفات الاحتلال .
هم تاجروا فى الاسمنت واوصلوه للاحتلال لبناء الجدارالعازل الذي قطّع الارض وفتتها ومزقها ، واغترفوا من اموال المعونات والهبات وثبتوا اقدامهم فى آبار الفساد ووحل الخيانة .
قد تغفر حماس لهم التواطؤ والجاهزية على حدود رفح لاجتياح غزة واستعادة السلطة بضمان الاحتلال ومباركة الاعوان .
قد تغفر حماس الردح والقذف اثناء المذابح وكيل الاكاذيب وبث السموم والإشاعات ، لكنها لن تعيد اليهم السلطة و تنقلب على استحقاقات النصر، فالمنتصر يفرض شروطه والطابور الخامس يتراجع خيبة . من حق الولايات المتحدة واسرائيل ومصر والاتحاد الاوربي ان يطلبوا عباس نموذجاً لايرضون عنه بديلاً ، فمايمثله من ضمانة لمصالحهم تستوجب تاجاً وعرشاً ونفخاً حتى دوي الانفجار!
لكن عباس لن يرضى بأقل من اموال الاعمار يسيل عليها لعابه ولعاب الشرذمة من حوله ، ولن يرضى بأقل من غزة يبسط عليها نفوذه بعد ان زاحمه الاحتلال فى الضفة والقادم نتنياهوسيبنى عليها عشرات الالاف من الوحدات الاستيطانية ويسمح له على فتاتها بكردون منقوص السيادة . وحلفائه لن يرضوا بمصالحة !
فأيهما اسهل :
الانقلاب على حماس والعالم كل العالم معه ، ام مجابهة نتينياهو وحده؟
يدرك عباس انه فرس رهان واهن وضعيف ، كما يدرك ـ رغم ضعف بصيرته ـ ان كم الرهان كله عليه ، لذا لن يجد غضاضة فى ان يطلب استئصال المنافس وقتله وقضمه !
أما حماس فهي تعد وجبة عصية على الهضم .
المصدر : نافذة مصر