خطوة واحدة على نهايتك ياسيسي يابن العلقمي
بقلم : د/ إبراهيم كامل محمد
(14/05/2014)
الحمد لله والصلاة والسلام على الرحمة المهداه وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
لقد فضح الله الخائنين في كتابه " ولاتجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لايحب من كان خوانا أثيما . يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالايرضى من القول وكان الله بمايعملون محيطا " النساء 107 - 108
والخيانة مصطلح تفوح منه رائحة الانقلابيين السيسيين والتي تتصف بالغدر والجهل والحقد الأسود والغِل .
وكان الأمين المؤتَمَن صلى الله عليه وسلم يحذرنا من الخيانة مع كل خطبة يخطبها , للحديث الذي رواه أنس رضي الله عنه : ماخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال : " لاإيمان لمن لاأمانة له ولادين لمن لاعهد له " رواه أحمد وانظر صحيح الجامع وصحيح الترغيب
يقول تعالى " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشْهِدُ اللهَ على مافي قلبه وهو ألد الخصام . وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد . وإذا قيل له اتق الله أخذته العِزةُ بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " البقرة 204 – 206 .
ومن ألد هؤلاء المجرمين الذين قصموا ظهر الدولة الإسلامية ، شيطان من شياطين الإنس ويُدعَى ب " ابن العلقميّ " ومن آخر سلالته هذا الهاشتاج السيسي .وابن العلقميّ من متعصبي الروافض الشيعيين , يُظهر الإسلام ، ويُبطِن الحقد والغل، وهو الراعي الأكبر لمشروع " الانقضاض على كل ماهو إسلامي " ( لذا يعتبرونه الشيعة المتعصبة من قادتهم الأوائل ، يمجدونه كما يمجدون أبا لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر رضي الله عنه ، وهم يعدون تدبيره لإيقاع القتل العام بالمسلمين من أعظم مناقبه – انظر الكُنى والألقاب للقمّي 1/356
نعم :غدروا بالمسلمين ومصوا دماءهم ليشبِعوا به نهمهم ، ولم يكتفوا بمافعلوه ، بل زرعوا فتيل الفتنة بين الأسرة الواحدة من خلال دعاتهم المخمورين كمظهر شاهين اللعين المارق من الدين ، وقضاتهم الخونة الخاسرين ، بل أصبح الرجل الآن لايأمن على نفسه من جليسه للحديث : " ومتى أيام الهرْج ؟ قال : " حين لايأمن الرجل جليسه " حديث صحيح . والهرج هنا بمعنى القتل .ويصف الرسول الكريم الذي لاينطق عن الهوى في الحديث الذي يرويه أبوموسى الأشعري رضي الله عنه " إن بين يدي الساعة الهرْج . قالوا ومالهرج ؟ قال : القتل ، إنه ليس بقَتلِكم المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضا ، - حتى يقتل الرجل جاره ، ويقتل أخاه ، ويقتل عمه ، ويقتل ابن عمه – قالوا : ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال : إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخَلَّفُ له هباءٌ من الناس ، يحسِب أكثرهم أنهم على شيء ، وليسوا على شيئ " حديث صحيح
ولونظرنا إلى هؤلاء السيسيين الخونة لرأيناهم قد خانوا العقيدة ، وخانوا المؤمنين ، وخانوا الشريعة , وخانوا الأعراض ، وخانوا القيادات المسلمة ، وخانوا العهود والمواثيق ، وخانوا الأَيْمان ، وخانوا أنفسهم وأهليهم ..... ومرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ، ثم عَمَدوا إلى كتاب الله فحرَّقوه في ميدان رابعة والنهضة وغيرها من الميادين ، وقطعوا الطريق على كل معروف ، وخوَّفوا الناس من صنائعه التي تقِي مصارع السوء
ومن القصص العربية الشهيرة
أن رجلاً كانت عنده فرس معروفه بأصالتها، سمع به رجل فأراد أن يسرقها منه، واحتال لذلك بأن أظهر نفسه بمظهر المنقطع في الطريق عند مرور صاحب الفرس، فلما رآه نزل إليه وسقاه ثم حمله وأركبه فرسه، فلما تمكن منه أناخ بها جانبا وقال له: الفرس فرسي وقد نجحت خطتي وحيلتي، فقال له صاحب الفرس: لي طلب عندك، قال: وما هو؟ قال: إذا سألك أحد: كيف حصلت على الفرس؟ فلا تقل له: احتلت بحيلة كذا وكذا، ولكن قل: صاحب الفرس أهداها لي، فقال الرجل: لماذا ؟ فقال صاحب الفرس: حتى لا ينقطع المعروف بين الناس، فإذا مرّ قوم برجل منقطع حقيقة يقولون: لا تساعِدوه لأن فلانًا قد ساعد فلانًا فغدر به. فنزل الرجل عن الفرس وسلمها لصاحبها واعتذر إليه ومضى. (أما هؤلاء الانقلابيون لايرقبون في مؤمن إلاًّ ولاذمة ، وغلبت عليهم شِقوتهم )
والسيرة الذاتية لابن العلقميّ هي :
الاسم : أبوطالب محمد بن أحمد بن علي الأسدي البغدادي الرافضي " المسمى بمؤيد الدين " والدين منه ومن ابنه السيسي بريئ كبراءة الخليل إبراهيم من المشركين " إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومماتعبدون من دون الله كفرنا بكم " الممتحنة 4
وأما مايتعلق بوظيفته ، فقد كان مسئولالرعاية دار الخلافة العباسية وصيانتها وتوفير مايلزم لهم
ومن هنا بدأ الحاقد يلعب الدور المرسوم له والمخطط له - من أسياده القردة والخنازير - .
حيث استغل هذا الخبيث موقعه وقربه من هذه الدار وعمل على إسقاطها من خلال مسرحية إجرامية تتكون من أربعة فصول هي نفس خطة المجرم السيسي .
الفصل الأول : إضعاف الجيش ومضايقة الناس ، وقال عنه ابن كثير " وكان الوزير ابن العلقمي يجتهد في صرف الجيوش ، وإسقاط اسمهم من الديوان ، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر بالله قريبا من مائة ألف مقاتل ، فلم يزل يجتهد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف " البداية والنهاية 13/202 " ( وهذا الذي فعله السيسي تماما )
الفصل الثاني : صرف المسلمين عن الجهاد في سبيل الله تعالى ، وتم تنفيذ هذا المخطط من خطوتين :
الخطوة الأولى : مكاتبة التتار ، ويقول ابن كثير " ثمَّ كاتب التتار ، وأطْمعهم في أخذ البلاد ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقة الحال ، وكشف لهم ضعف الرجال " المصدر السابق نفسه " ( وهو نفس الدرب الذي سار عليه السيسي الخائن لمَّا جدَّد بنود كامب ديفيد سرا ، والتي اختنقت في عهد فخامة الرئيس مرسي وكادت أن تموت ويُرمَى بها في مزابل التاريخ )
الخطوة الثانية : تثبيط الخليفة والناس عن قتال التتار( كما فعل السيسي بتزيين إسرائيل أنها شقيقة وحامية لمصرنا , وأن أهل فلسطين إرهابيون وخطر على مصر ، فعلم بمكره من علم وجهله من جهل )
و نهى الجيش والعامة عن قتال التتار ، وأوهم الخليفة أن ملك التتار يريد مصالحتهم ، وفي ذلك يقول ابن كثير " وأوهم – أي ابن العلقمي – الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم ، وأشار على الخليفة بالخروج إليه ، والمثول بين يديه لتقع المصالحة ، على أن يكون نصف خراج العراق لهم ، ونصفه للخليفة ، فخرج الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان "
الفصل الثالث : التخلص من أهل السنة ( وهي نفس خطة السيسي للتخلص من أهل السنة في مصر )
ويصف ابن كثير هذا الجُرم والحقد " ثم مالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار ابن العلقمي الرافضي....... وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن ، وتعطلت المساجد والجماعات والجُمعات مدة شهور ببغداد " البداية والنهاية 13/ 202 – 203 . ( فهل ترون – بالله عليكم – أدنى تغيير في خطة ولده المجرم ، حيث قام بعد قتل الآلاف من أهل السنة بتسريح الشرفاء من الأئمة وأغلق آلاف المساجد والزوايا بمصر ، في الوقت الذي لم يقترب من كنيسة واحدة بل ذهب إليها بالأمس ليجدد لهم البيعة وأعلن عن هويته بشكل قبيح )ويقول ابن تيمية " وقد قتلوا من المسلمين مايقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أوأكثر أوأقل ، ولم يُر في الإسلام ملحمة مثل ملحمة التَّتَر ، وقتلوا الهاشميين ، وسَبُوا نساء العباسيين وغير العباسيين ، فهل يكون مواليا لآل رسول – صلى الله عليه وسلم – من يسلط الكفارَ على قتلهم وسبيهم وعلى سائر المسلمين " منهاج السُّنة 3/38 .
وتم تدمير مكتبة بغداد الضخمة العظيمة – وهي أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك ، حتى قيل أن الفارس التتري إذا أراد العبور إلى الضفة الأخرى ، كان يعبر فوق هذه المجلدات . انظر محنة الإسلام الكبرى – مصطفى طه – وكان هدفه إزالة السنة بالكلية وإظهار الرافضة المبتدعة
الفصل الرابع ونهاية المسرحية : نهايته في ولايته
حيث أصدر هولاكو قرارا بتعيين ابن العلقمي الشيعي حاكما من قِبَل التتار على بغداد شريطة أن يكون "طرطورا" فقط ، وكانت تنهال عليه الإهانات من صغار جنود التتار ، وذلك لتحطيم نفسيته ( كما فعل بوتين مع السيسي ابن العلقمي ) ويقول السبكي في طبقاته " وأما ابن العلقمي فإنه لم يحصل على ماأمل وصار عندهم أخس من الذباب ، وندم حيث لاينفعه الندم ، ويحكى أنه طُلِبَ منه يوما شعيرا ، فركب الفرس بنفسه ومضى ليحصله لهم ، وهذا يشتمه ، وهذا يأخذه بيده ، وهذا يصفعه ، بعد أن كانت السلاطين تأتي فتقَبِّل عتبة داره ، والعساكر تمشي في خدمته حيث سار ليله ونهاره ، وإذا بامرأة تراه من طاق – أي طاقة تنظر منها – فقالت له : " يابن العلقمي ، هكذا كنت تُرْكَب في أيام أمير المؤمنين " فخجل وسكت " طبقاتالشافعية للسبكي 8/159 .
وأخيرا : ظن ابن العلقمي أنه هيأ لنفسه كل شيئ - حلمه بالرئاسة وبالساعة الأوميجا وبالسيف المكتوب عليه بالأحمر وغيره من الأُمنيات .
لكن المفاجأة الكبرى أنه كما قال القائل عن النملة التي انقض عليها صقر كبير " فلاماجمَّعت أكلت ولاماأمَّلت نالت "
حيث انقض عليه الموت وأهلكه بعد شهور قصيرة جدا من نفس السنة التي دخل فيها التتار بغداد ولم يستمتع بحكم ولابساعة أوميجا ليكون بذلك عبرة لولده من بعده ولكن صدق الله تعالى فيه وفي أمثاله " فإنك لاتُسمع الموتى ولاتُسمِعُ الصُّمَّ الدعاء إذا ولوا مدبرين . وماأنت بهاد العُمْىَ عن ضلالتهم إن تُسمِعُ إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون " الروم 52-53 .
وقال تعالى "إن الله يُسمِعُ من يشاء وماأنت بمُسمع من في القبور " فاطر 22
وستكون نهاية الانقلابي السيسي عن قريب بإذن الله وقدرته ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
واللـــــــــــــــــــــــــــه أكبــــــــــــــر ولله الحمد
المصدر
- مقال:خطوة واحدة على نهايتك ياسيسي يابن العلقمي موقع:نافذة مصر