حينما تتحدث زوجة الشهيد الشافعي " رسالة حب إلى زوجى "
(11/3/2014)
ننقل إحدي رسائل زوجة الشهيد ايمن الشافعي شهيد مجزرة رابعة , وابن محافظة الغربية , في دلتا مصر
فى مثل هذا اليوم199311/3/أشرق على مملكتى وجه جميل أنار الكون من حولنا وأضفى السعادة والبهجه فى اركان حياتنا - - - شديد الشبه بابيه حاملا لطباعه والكثير من صفاته
واليوم ها هو ذا يبلغ اليوم سن الرشد 21 عام ويشاء الله أن يتخذ أباه شهيدا فلا يكون معنا لاول مره فى يوم ميلاد الحبيب أحمد
يستوقفنى فى هذا اليوم مشهدا وجدتنى حريصه على تسجيله حتى يتذكره ابنائى دائما ويدركوا حقيقة البيعه التى عقدها أباهم مع الله
- رأى احد احباب زوجى رؤيه أن زوجى يحمل شعله كبيره هائله متقده مضييئه ويمضى بها مهرولا ليسلمها إلى سيدنا ابراهيم
احترت فى تفسير الرؤيا ولكن شئ ما وقر فى قلبى فقد كان ايمن زوجى كسيدنا ابراهيم وأحمد كسيدنا اسماعيل
خرج زوجى من الميدان قبل الفض بدقائق معدوده - -ليستريح من عناء يوم طويل وعلم بانباء الفض قرب الظهيره - - وسافر أحمد ابنى بمجرد علمه بالفض ليلحق بابيه مصمما على دخول الميدان لنصرة الحق ونجدة اخوانه
والدفاع المستميت حتى النهايه
أريدكم أحبابى ان تتاملوا المشهد لتفهموا حقيقة المقصد من روايتى
المشهد كله قتل وحرق وقنص وتجريف ودمار شامل وجرائم بشعه لا توصف وآله إباده جهنميه تأخذ ما أمامها من بشر وشجر وحجر ورغم هذا المشهد الدامى يستخير زوجى ويقرر دخول الميدات فى وقت تواردت فيه الانباء أن كل من يدخل اويخرج يقتل فىل الحال
لو كان زوجى يأخذ قرارا لنفسه لكان أمرهينا عليه فقد باع نفسه لله منذ زمن طويل ولكن المفارقه أن ياخذ معه قرة عينه ولده الاكبر الحبيب القريب الى قلبه والنسخه المصغره منه
يدخل الميدان ويتركه ليتقدم الصفوف الاماميه ويندفع نحو بوابات التامين بعد احتضاته بقوه وعينه كلها لهفه وخوف وحب وقلق على الحبيب فى لحظة تجرد غاليه تجسد فيها معانى ايمان عميق لا يتزعزع وتضحيه بكل غال ونفيس وثبات على الحق لا هوادة فيه
ترك الوالد ولده وترك الابن اباه وقلبيهما يعتصران مخافة الفراق الابدى ولكن ما وهنوا وما استكانوا وانطلقوا يلبوا نداء الحق الباحث عن الحريه فى زمن اللئام - - لحظة افتراقهم كل فى طريقه أظنها الاقوى والأحسم فى حياة حبيبى كلها - - لحظه بكل لحظات العمر - - - كانت عينيه تبوح بانه لن يرى فلذة كبده وقرة عينه ورفيقه مرة اخرى وكان يظن فقده فإذا بالإبن هو من يفقدأباه
لجظة يتجسد فيها معنى التسليم وتمام الخلوص لله والانفلات التام من جواذب الارض لآفاق لا يعلم سرها إلا من ذاق حق اليقين وتعلق قلبه بالسماء وعظم حب الله فى قلبه عن كل حب حتى لو كان حب الحبيب أحمد هذا اعظم اختبار إجتازه زوجى وحبيبى ولهذا استحق الشهاده واستحق ان ينطق كلمة القبول حال استشهاده{فزت ورب الكعبه}
فزت ياأيمن وتركتنا نتلمس خطاك من بعدك لنكتشفك كل يوم جديد ونتنفس مآثرك واخلاقك ومواقفك الرائعه التى تزيدنا يوما بعد يوم فخرا بك وامتنانا على انتمائنا لك - - - لله درك حبيبى اما انت يا احمد فستظل الحبيب والسند والرفيق السائر على درب ابيه حتى نحقق حلم الحريه ويجمعنا الله بشهيدنا الغالى فى جنته
بارك الله فى عمرك وسدد خطاك ورضى عنك ورزقك فوزا وشهاده {بسم الله عليك يااحمد إن ربى على كل شئ حفيظا}
المصدر
- خبر: حينما تتحدث زوجة الشهيد الشافعي " رسالة حب إلى زوجى " موقع نافذة مصر