حياة الدعاة المستقرة المبصرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بقلم / أسامه محمد مرسى


عبر الابتلاءات والمحن التي مرت بها جماعة الإخوان المسلمين رائدة الحركات الإصلاحية وحركات التحرر على مستوى العالم ، وعلى مدى عشرات السنين شارفت على القرن ظل كيان الجماعة صامداً صلداً لم تهزه عواصف النكبات ، ولم يضعف ثباته تعاقب الظالمين تلو الظالمين .

لكن يحاول النظام بإعلامه الأجير وأجهزته الممعنة في الفساد والإفساد وأمنه الذي يلهب ظهور المواطنين استخدام سياسة قديمة خبرها الإخوان ـ قيادة وصفاـ طويلا وأجادوا التعامل معها ، سياسة تهدف إلى إضعاف وحدة الصف سياسة "فرق تسد" .

النظام المفلس ـ الذي استحال الوطن تحت نير إشرافه سجنا كبيرا رواده هم أهل هذا الوطن وسجانوه هم زبانية هذا النظام ـ تسبب في إفراغ الإعلام من مضمونه وهويته ورسالته كنبض نابض للشارع والرأي العام ، وضيق آفاقه وحدد له خطوطا حمراء لم تجد معها حماسة الصحافة المغماة ثمراً أنضج من جماعة الإخوان المسلمين التي صارت الكتابة عنهم بسوء مطية للتزلف للنظام ومحاولة لإثبات الولاء ..

فتتوالى الحملات الإعلامية المناهضة للجماعة وسياساتها وأدائها ودورها الفاعل في المجتمع فتنسج السيناريوهات وتحاك القصص ، فتارة تسمع عن رواية غضب المرشد من أعضاء مكتب الإرشاد وانعزاله ، وعن فرقة الرأي بين قيادات الجماعة بشأن تصعيد الدكتور عصام العريان ـ الذي أحب أن أحييه كواحد من أروع الذين مثلوا الإخوان أمام العالم كله ـ لعضوية مكتب الإرشاد خلفا للأستاذ محمد هلال رحمه الله وروايات تباين الأجنحة والتيارات داخل الجماعة وغياب ثقة الإخوان في قيادتهم وغيره وغيره الكثير من المضحكات .

وفي يقيني أن الإخوان ـ جموع الإخوان ـ لا ينشغلون كثيرا بهذه التفاهات فرسالتهم أعمق وأبعد ..

هذه الحرب الإعلامية المنظمة طبيعية جدا ومنطقية أيضا ، نعم منطقية لا تتعجب !

فأي حركة من حركات التغيير والإصلاح أو حركات التحرر الوطني على مستوى العالم وعلى مدار التاريخ المكتوب للأمم بأكمله لم تلق الحرب نفسها ولم تجابه الافتراءات عينها ، هيهات أن تتحقق أهدافهم..

فالأمر الذي يجب على النظام إدراكه ووعيه بل واللعب على مستواه أيضا ، هو أن جمهور الإخوان وصفهم يقظ واع واثق في قيادة انتخبها ليست أبدا هي خير رجاله ، وإنما قد تكون أخبرهم ..

ويدرك صف الإخوان جيدا أن كثير من عظماء هذه الدعوة لم ينتسب يوماً لمكتب الإرشاد ولم ينقص ذلك أبدا من قدرهم ولم يحد من جهدهم وجدهم وجهادهم أمثال الشهيد سيد قطب والشيخ مناع القطان والدكتور القرضاوي والحاجفرج النجار والشيخ محمد صقر والمهندس سعدالدين لاشين والشيخ عبد الرحمن الرصد والمهندس يوسف ندا وغيرهم الكثير ..

جمهور الإخوان ـ في ظني ـ أنضج من من هذه الحياكة المهترئة ومن أن تحاك له مؤامرات لا تتناسب وخبرة وتاريخ هذا الجمهور .

وغاية ما يتمناه خصوم هذه الدعوة ـ في رأيي ـ أن ينشغل الإخوان بالصغائر وأن ينهزموا في معارك وعي خبروها وأن يلتفتوا عن خطتهم ويقصروا في حق دعوتهم ويتهاونوا بشأن قضية آمنوا بها وشعب وثق بهم وأمة تنتظر جهدهم لنصرتها .

شخصيا ... لا ولم ولن يشغلني أبدا أسماء أعضاء مكتب الإرشاد أو مجلس شورى الجماعة والمكاتب الإدارية أو حتى نواب الجماعة في مختلف برلمانات العالم اللهم إلا إطلاعا فحسب ، ولن يشكل فارقا جوهريا في جدولي اليومي أو أجندتي السنوية من صار مكان من ومن تبوأ ماذا ، وإنما سيفزعني ويؤلمني أن أرى يوما يلتفت فيه الإخوان عن مشروعهم النهضوي الحضاري الشامل إلى تفاصيل لست أحسبها بذات نفع أو جدوى .

وأنا على يقين أنه ستظل أخوة الإخوان وترابطهم مثالا يحتذى يعزفون سويا سيمفونية الترابط والمتانة والوعي والتفاني في نصرة الأمة السينفونية التي خطها الأستاذ المخضرم محفوظ النحناح عليه رحمة الله تعالى وهي تتردد في أذني لحظة كتابة هذه السطور :

              بنا ستشرق شمس الحق ساطعة    ويرحل الليل والآهات والحزن 
              وتمسح الأمة الشماء دمعتها    ولن ينام لنا عن جرحها جفن

المصدر : نافذة مصر