حول الاعتقالات الأخيرة لقيادات الإخوان المسلمين
مقدمة
2010-10-02
قامت قوَّات الأمن المصرية فجر الإثنين الموافق 8 من فبراير 2010م بإلقاء القبض على ستة عشرة (16) من قيادات الإخوان المسلمين، على رأسهم الأستاذ الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، وثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد: (د. عصام العريان، د. محيي حامد، د. عبد الرحمن البر)، بالإضافة إلى اثني عشر (12) آخرين من قيادات الجماعة ورموزها المعروفة في المجتمع المصري؛ الأمر الذي يؤكد منهج النظام الحاكم وقوات أمنه في الإقصاء، ورفْض المشاركة مع القوى والحركات الشعبية والسياسية ذات الانتشار الواسع والمتجذِّر في الأمة بكل أطيافها؛ وخاصةً في الانتخابات التشريعية القادمة لمجلسَي الشورى والشعب.
وتأتي هذه الاعتقالات في سياق استمرار بطش وفساد النظام القائم، دون التفات إلى التحديات الكبرى التي تواجه الدولة؛ داخليًّا وخارجيًّا، وكان الأولى أن تأخذ هذه الأمور العناية الكافية من جانب السلطات؛ توطئة لتهدئة التوتر الاجتماعي، وتجاوز الأزمة الاقتصادية، والبدء بخطوات المصالحة الشاملة بين النظام وكافة شرائح المجتمع.
وتجري هذه الاعتقالات بعد إنجاز الجماعة انتخاباتها الداخلية، التي حَظِيَت باحترام وتقدير المراقبين المنصفين في الداخل والخارج، وهو ما يشير إلى أن نضج الحركات الاجتماعية والسياسية وترسيخ العمل السلمي لا يروق لفريق في السلطة يسعى إلى إثارة التوتر وعدم الاستقرار، كما أنه يرسِّخ قواعد انتهاك الحريات.
كما جاءت في سياق تحديات تواجه القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية للعالم العربي والإسلامي، التي تقف الآن على مفترق طرق، ويبدو أن هناك من يسعى إلى إجهاض وتقويض كلِّ عناصر القوة الداعمة للشعب الفلسطيني والمقاومة ضد الصهاينة؛ لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وهذه السياسة ليست وليدة اليوم، وإنما هي سياسةٌ امتدَّت عبر عقود من الزمان.
ونودُّ أن نؤكد ما يلي
1- أن جماعة الإخوان المسلمين إنما قامت من أجل الإصلاح على أساس الإسلام الصحيح الكامل، وأنها تمارس ذلك بكل الوسائل السلمية، فنحن ندعو الناس إلى الإسلام، والحكومة جزءٌ منه، والحرية فريضة من فرائضه، وأولى بالنظام أن يولي اهتمامه إلى معاول الهدم التي تحاول النَّيل من هوية الشعب المصري وثقافته وحضارته.
2- أن هذه الحملات الظالمة لن تفتَّ في عضدنا، ولن تصرفنا عن دعوتنا أو تعوِّق مسيرتنا، فضلاً عن أن تستفزَّنا للخروج عن منهجنا وطريقنا في الإصلاح والتغيير السلمي المتدرِّج، وستظلُّ إستراتيجيتنا الأساسية في المرحلة المقبلة هي استمرارَ عمل الجماعة وجهودها الفعالة والمؤثرة؛ لضمان تحقيق الغاية والرسالة والأهداف التي تسعى إليها بكل وسائل وصور النضال الدستوري السلمي، واستمرار مدِّ الجسور والحوار مع جميع الأطراف الداخلية بما يحقق المصلحة العليا للوطن.
3- أنَّ استمرار الاعتقالات والافتراءات الظالمة ضد الإخوان المسلمين، ومحاربة الأسر في أرزاقهم، واستخدام الأساليب الهمجية التي تمثل إرهاب الدولة لا يحقِّق مصلحة الوطن، ويؤدي إلى عدم الاستقرار، ويقوِّي الفساد، ويصبُّ في مصلحة الصهاينة.
4- أن هذه الاعتقالات قُصد بها إسكات صوت كل المعارضين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وبالتالي فنحن ندعو كل القوى الوطنية إلى إدانة هذه الحملات وفضحها، والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الاستبداد والفساد.
5- أن هذه الاعتقالات ردٌّ قاطعٌ على من يزعم أن [[جماعة الإخوان]ي بها انشقاقاتٌ وتياراتٌ وأجنحةٌ، أطلق عليها البعض ألفاظًا من شاكلة "إصلاحيين" و"محافظين" و"حمائم" و"صقور"، وتأتي هذه الاعتقالات لتردَّ على الأقلام المسمومة التي زعمت أن هناك صفقةً تمَّ إبرامها بين الإخوان وهذا النظام الفاسد.
6- أن هذه الإجراءات الجائرة المتكررة والمستمرة إنما تؤكد المأزق الذي يعيشه النظام، وفشل سياساته، وما أدَّت إليه من أزمات ومشكلات حياتية يعاني منها المواطن المصري.
7- أن هذه الإجراءات تُسيء إلى سمعة مصر وكرامتها، وتحرم صفوةً من أبنائها من القيام بدورهم المبدع في خدمة أمتهم ووطنهم، وتهدف إلى تمرير أمور تُبيَّت بليل ضد مصلحة الشعب والوطن؛ من أجل البقاء في المناصب، واستمرار الفساد والاستبداد، والاستيلاء على مقدرات وثروات هذا الوطن لحساب قلة، كما أنها تتم إرضاءً لأصحاب الهيمنة العالمية (الأمريكان والصهاينة)، وهذا ما لن نقبله أو نتغاضى عنه.
المصدر
- مقال:حول الاعتقالات الأخيرة لقيادات الإخوان المسلمينإخوان أون لاين