حوار مع ممثل حماس في لجنة إضراب الأسرى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حوار مع ممثل حماس في لجنة إضراب الأسرى

[03-09-2004]

مقدمة

- الإضراب كان حياةً أو موتًا بالنسبة للأسرى

- زيارة عمر سليمان يمكنها أن تُنهي أزمة الأسرى المضربين

- لو استمر الإضراب أسبوعًا آخر لسقط العديد من الشهداء

حوار/ استشهاد عز الدين

دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية يومه الثامن عشر، والذي بدأوه في منتصف شهر أغسطس الماضي مطالبين بتحسين أوضاعهم داخل أماكن الاحتجاز بعد تدهور هذه الأوضاع على إثر اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة في الثامن والعشرين من سبتمبر2000م.
حيث عمدت إدارة السجون الصهيونية إلى سياسة العزل الانفرادي ومنع زيارات الأهل ووضع الحواجز الزجاجية بين الأسير وأهله أثناء الزيارة ومصادرة الأجهزة الكهربائية والتفتيش المستمر للزنازين وتحطيم محتوياتها، فضلاً عن سياسة التفتيش العاري للأسرى الذين بلغ عددهم 7200 أسير يعانون العديد من المشاكل الاجتماعية والصحية داخل السجون في ظل غياب الرعاية المطلوبة.
وحول الإضراب وتداعياته وما صاحبه من ردود أفعال على المستويات الرسمية والشعبية، العربية والدولية، فضلاً عن العملية الاستشهادية الأخيرة، وأثرها على مستقبل إضراب الأسرى كان لـ(إخوان أون لاين) هذا الحوار مع السيد "نبيل نصار" ممثل حماس في لجنة الإشراف على إضراب الأسرى الفلسطينيين.


نص الحوار

  • الإضراب كوسيلة ضغط لتحقيق أهداف محددة.. كيف يتم التخطيط له إستراتيجيًّا واتخاذ قرار تنفيذه؟
الإضراب ليس ورقة ضغط فقط، بينما هو السلاح الوحيد والأخير للأسير، وعندما يحرم الأسرى من مميزات حققوها بدمائهم وتضحيات العديد منهم عبر سنين طويلة من الاحتلال والأسْر والإضرابات، وتتدهور الأحوال داخل السجون لتصل لأسوء مستوياتها منذ وطئت أقدام الصهاينة أرضنا كان لابد من اتخاذ مثل هذا القرار، والذي يسبقه نوع من التعبئة العامة داخل وخارج السجون، واستفتاء داخل السجن بين الفصائل المختلفة يستمر لأكثر من شهرين؛ حيث يتم تكوين قيادة موحدة للإضراب داخل السجون، ووضع خطة له تحدد أهدافه ومراحله ووسائله وخطواته الإستراتيجية والتكتيكية وتوزيع بيانات داخل السجون حول كيفية التعامل مع الإضراب.
وكذلك يتم توزيع الأسرى أصحاب الخبرة في الإضرابات، والذين خاضوها من قبل على زنازين المستجدين ليشدوا من أزرهم، ويعطوهم خبراتهم، فإن من خاض إضرابًا ولو مرة واحدة يمكنه خوضه مئات المرات الأخرى، وقد سُجِنتُ من قبل ما يزيد عن عشر سنوات خضت خلالها خمسة إضرابات أحدها في سجن الرملة، واستمر سنة كاملة.
03333333.gif
  • هل يتم الإضراب على مراحل بمعنى أن يبدأ الأقوى من الأسرى، ثم ينضم إليهم الآخرون على فترات متلاحقة؟
كلا.. من الممكن أن يبدأ سجن ثم يتلوه آخر، لكن لا يمكن أن يبدأ عدد من النزلاء في السجن الواحد الإضراب، ثم يتبعهم الباقون، يجب أن يضرب السجن كله مرة واحدة حتى لا يمثل غير المضربين ضغطًا نفسيًا على إخوانهم المضربين، وكذلك ليمثلوا ضغطًا حقيقيًّا على إدارة السجن، فلا يمكنها الضغط على الفئة المضربة فقط، بل تشعر أنها تواجه السجن كله.
  • هل ترى أن الظرف السياسي ملائمًا لهذا الإضراب؟
لقد كان رأينا عندما طالب الإخوة في السجون بالإذن في إعلان الإضراب أن الوقت والظرف السياسي غير ملائمين، ولكن قادة الإضراب داخل السجن اتخذوا قرارهم بالإضراب معربين عن شدة معاناتهم، وأن الإضراب إذا كان موتًا سريعًا، فهو خير من الموت البطيء الذي يعانونه في ظل ممارسات إدارة السجون الصهيونية، وأننا إن لم ندعمهم في الخارج فسيخوضون الإضراب وحدهم على أية حال.


الأوضاع داخل السجن

  • بعد ثمانية عشر يومًا من الإضراب، ما الأوضاع الآن داخل السجون؟
الوضع داخل السجون الآن سيء للغاية، والأسرى في خطر شديد، فلأول مرة منذ بداية الاحتلال تواجه إدارة السجن مثل هذه الإضرابات بهذه القسوة والتسلط ، فبالرغم من أن المحكمة الصهيونية أقرت أحقية المضربين في تناول الملح والسوائل، إلا أن الإدارة تصادر هذه المواد في محاولة لكسر معنويات المضربين وهزيمة إرادتهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى العيادات أيضًا، فعندما يسقط الأسرى إعياءً نتيجة الإضراب، ويتم حملهم إلى العيادة يساومونهم على العلاج مقابل وقف الإضراب، ويسكبون أمامهم الأطعمة الشهية ذات الروائح النفاذة، فإن أبى الأسير وقف الإضراب يعيدونه إلى زنزانته دون تقديم أي علاج.
  • هل تمَّ تسجيل حالات وفاة في صفوف الأسرى المضربين؟
بعد 15 يومًا من الإضراب تبدأ آثار الإعياء والجفاف في الظهور على المضربين، ويتساقط بعضهم مغشيًا عليه، وتتأثر الرؤية والتفكير والقدرة على الحركة، وقد بلغ عدد المتساقطين إعياءً وتمَّ تحويلهم إلى العيادات 20% من الأسرى المضربين، أما حالات الوفاة فلم تسجل سوى حالة واحدة بين أهالي الأسرى المعتصمين بخيمة الاعتصام بنابلس هي السيدة عائشة والدة الشهيد عمار الزبن.
  • ما الإجراءات التعسفية التي اتخذتها إدارة السجن لمواجهة الإضراب؟
العديد من الخطوات مثل التفتيش اليومي، وتحطم كل ما تصل إليه أيديهم داخل الزنازين والتفتيش العاري ومصادرة الأدوات الكهربائية وأدوات الطهي والملابس والوسائد والأغطية والمفروشات والأقلام والمصاحف والأوراق والجوالات المهربة.
  • ما مدى حقيقة ما أذيع حول توقف 800 أسير في سجن عسقلان عن الإضراب؟
هي دعاية صهيونية محضة، وللأسف الشديد تناولتها وسائل الإعلام العربية وروجتها دون تبين لوجه الحقيقة، وخاصةً قناة الجزيرة إلا أنها عادت ونفت هذا الأمر، وحقيقة الأمر أنه لا يوجد بسجن عسقلان سوى 300أسير فلسطيني، والباقي جنائيين يهود، ولقد عرضت إدارة السجن على المضربين هناك تعليق الإضراب لمدة ثلاثة أيام، وبعدها يتم مناقشة مطالبهم كالدراسة في الجامعات الفلسطينية، ورفع الحواجز أثناء زيارات الأهل، وغيرها من الأمور، وبالفعل قام الإخوة هناك بتعليق الإضراب لمدة ثلاثة أيام تناولوا خلالها السوائل، وهو أمر مسموح به للمضربين ولا يخرجهم عن الإضراب، وبعدها لم تفِ إدارة السجن بوعدها ولم يتم مناقشة أي مطلب للأسرى فعادوا إلى إضرابهم من جديد.


موقف السلطة الفلسطينية والدول العربية من الأضراب

مظاهرات للتضامن مع الأسرى
  • ما تقييمكم لموقف السلطة الفلسطينية والدول العربية من قضية إضراب الأسرى؟
لقد أحرج الإضراب السلطة الفلسطينية، خاصةً في ظل إجراءات محاربة الفساد التي شغلت بها في الآونة الأخيرة، ومَن ثمَّ صار همها همين فلم تعد متفرغة لنا، أما التضامن من جهة الدول العربية فهو ضعيف جدًا للأسف الشديد إلا من بعض المواقف للمؤسسات المدنية، ومع احترامنا للفنانين العرب إلا أننا لا نتلقى اتصالات في خيمة الاعتصام تقريبًا إلا منهم، وكأن القضية أخذت منحى إعلامي ودعائي، فأين المثقفون والمهتمون بالقضية من حاملي الفكر والأحزاب السياسية؟! نحن نحتاج إلى تضامن الجميع ليس من الدول العربية فقط، ولكن من أوروبا أيضًا.
ولقد زارنا مؤخرًا في خيمة الاعتصام السفير المصري، وأبدى توصيات الرئيس مبارك بتقديم كافة الوسائل التضامنية لنا، وأعتقد أنه لو تدخل الوزير عمر سليمان سيسرع من إنهاء الأزمة.
  • هل كان لهذه المواقف تأثير على إدارة السجون الصهيونية؟
إلى حد ما كان هناك تأثير، خاصةً بعد تصريحات وزير الأمن الداخلي الصهيوني الذي قال: "فليضرب الأسرى حتى الموت؛ حيث أحرجت الحكومة الصهيونية التي لا يجيز قانونها ذلك، ومن ثم تحاول الحكومة الصهيونية إنهاء الإضراب بأية وسيلة، وتقوم بعدد من المفاوضات مع السجون الصغيرة كشطة وعسقلان وشارون، في حين قامت بعزل معظم قيادات الإضراب في سجن سبع، وهدريم عزلاً انفراديًا، وحاولت التفاوض مع المضربين في سجن نفحة، أكبر السجون وأكثرها عددًا، ويعد السجن المركزي في الإضراب إلا أنهم أبوا أي مفاوضات إلا في ظل وجود قياداتهم وعودتهم إلى سجونهم.


عوامل نجاح الأضراب

  • ما عوامل نجاح هذا الإضراب وعوامل فشله من وجهة نظرك؟
كما تعلمون فلدينا ما يقرب من 12 فصيلاً فلسطينيًّا لو اتحدوا على قلب رجل واحد في موقفهم من الإضراب داخل السجن على الأقل سيكون هذا سببًا رئيسيًا في نجاحه، فضلاً عن مؤازرتنا جميعًا لهم في الخارج، وتسيير المسيرات والاعتصامات ورسائل الاحتجاج للجهات والمنظمات المختلفة، أما عمَّا قد يؤدي لفشله فهو التفرق والنزاع بين الفصائل داخل السجون أو أن يستطيع الاحتلال مساومة سجن سجن وإغراء البعض بتحقيق مطالب أقل أهمية ليتوقفوا عن الإضراب، فحتى لو خذلناهم نحن في الخارج، ولكنهم تماسكوا داخل السجون لتمكنوا من الاستمرار والنجاح.
  • كيف تتوقعون أن تؤثر العملية الأخيرة التي قامت بها كتائب القسام على قضية إضراب الأسرى؟
الأمر له جانبان، أولاً هي تمثل نوع من الضغط على الجانب الصهيوني وتهديد له ليسرع في حل قضية الأسرى، ولكن على الجانب الآخر فتوقيتها قد تسبب في خطف الأنظار بعيدًا عن الإضراب، ولكننا بوجه عام نأمل أن يكون لها تأثير إيجابي على سير القضية ورفع معنويات المضربين.

المصدر