حوار مع دكتورة زينب عبد العزيز

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حوار مع دكتورة زينب عبد العزيز

[30/08/2003]

مقدمة

أمريكا لن تنفذ خارطة الطريق

الغرب يعادي الإسلام؛ لأنه دين التوحيد والعدالة

أكدت الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذ اللغة الفرنسية بجامعة المنوفية أن العدوان الأمريكي على العراق، واحتلال أراضيه يأتي في إطار الحروب الصليبية التي لم تنتهِ بعد، ومن يقول غير ذلك فهو واهم ومناقض للواقع.

وأضافت في حوارها لـ "إخوان أون لاين" أن ما يتم حاليًا جزء من مخطط كنَسي تم وضعه منذ عام 1965 م في إطار ما يسمونه "عملية التنصير الثانية للعالم"، بعد العملية الأولى التي كانت في أوائل انتشار المسيحية، كما تناولت عددًا من القضايا الهامة المتعلقة بالصراع بين الإسلام والغرب وتاريخ الحروب الصليبية وغيرها من الموضوعات في هذا الحوار..

نص الحوار

  • بداية بم تفسرين العدوان الأمريكي الحالي على العراق؟
العدوان الأمريكي البريطاني الحالي على العراق هو حرب صليبية بكل المقاييس، وعيب أن يحاول البعض نفي هذه الحقيقة الجلية، حيث تم الترتيب لما يحدث اليوم في مجمع الفاتيكان الثاني منذ عام 1965، والذي كان من ضمن قراراته تبرئة اليهود من دم المسيح عليه السلام، والاعتراف بالكيان الصهيوني، ثم السياسات التي ترتبت عليه بعد ذلك باقتلاع اليسار خلال ثمانينيات القرن العشرين، ثم العمل على اقتلاع الإسلام في العقد الذي تلاه لتنصير العالم كله وتطبيق رؤية "هرمجدون"، وتوحيد الكنائس تحت كاثوليكية روما، وفرض عملية التنصير على كل المسيحيين الكنسيين العلمانيين وهي أول مرة تَتحذ فيها الكنيسة قرارًا يخص العلمانيين!!
كما أعقب ذلك المجمع عدة مؤتمرات لتنصير العالم تحت شعار (العملية الثانية لتنصير العالم) حيث كانت العملية الأولى بعد تأليه السيد المسيح، واختلاق لعبة الثالوث، وغرق الكهنوت المسيحي في التطرف والشرك بالله وفرض المسيحية بالسلاح والسيف، ثم إنهم يعتبرون - كما ذكرت لك - ما يفعلونه الآن جزء من عملية التنصير الثانية في التاريخ.

حملات التنصير في العراق

  • وهل يفسر ذلك الأخبار التي وردت عن قدوم جماعات تنصيرية مع قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراق؟
بالطبع يفسر ذلك، وفي ظني أن أحداث 11 سبتمبر كانت مسرحية لشن حملة على الدول الإسلامية، حيث سبقها عمليات إبادة مسلمي أوروبا في البوسنة وكوسوفا، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني حينئذ أنهم لن يسمحوا بقيام دولة إسلامية في أوروبا، ثم تلا ذلك بعد 11 سبتمبر ضرب الإسلام في عقر داره بدءًا من أفغانستان ثم العراق، وبعدها ستكون سوريا وإيران والسعودية ومصر، والاستراتيجية المعلنة أن تنصير الدولة يسهل من إدارتها!!.
وقد أكد مسئولو المنظمات التنصيرية هذا الكلام في المؤتمر المعمداني الجنوبي البروتستانتى، و"فرانكلين جراهام" و"ساماريتانس بيرس" الأمريكيتين في تصريحاتهم التي أوردتها وكالات الأنباء وبعض مواقع الإنترنت "إن أعضاءهما متواجدون حاليًا على الحدود العراقية الأردنية في انتظار الدخول إلى الأراضي العراقية عندما تستقر الأوضاع الأمنية، وأعلنوا أن من أولوياتهما تقديم الطعام والمأوى والاحتياجات الأخرى للعراقيين المتضررين من الحرب، وأنهما ستنشران المسيحية بين العراقيين.
وأكد ذلك "فرانكلين جراهام" نفسه يوم 25-3-2003 بأن أعضاء منظمته سيتوجهون إلى العراق؛ لتولي مهمة التبشير، وقال: "أعتقد أننا عندما نبدأ العمل فسوف يمنحنا الرب فرصًا لنخبر الآخرين عن ابنه"، وقال: إن فريق العمل يهدف إلى الوصول إلى العراق؛ لإنقاذ العراقيين"، مشيرًا إلى أنه كمسيحي يفعل ذلك باسم المسيح، كما ردد "فرانكلين" افتراءاته السابقة: إن القرآن يعلّم العنف وليس السلام، وكما هو معروف فإنه قد صرح لشبكة" إن بي سي" في نوفمبر 2001 :"إن الإسلام دين شرير".
وأعلن "فرانكلين" من قبل أن منظمته على اتصال دائم بما أطلقت عليه وكالات الإدارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان؛ لتنفيذ خططها، بينما أعلن "سام بورتر" مدير إغاثة الكوارث بالمؤتمر العام المعمداني في أوكلاهوما أن المنظمة تستعد أيضًا للقيام بما أطلق عليه "أعمال إغاثة" في العراق، وأشار إلى أن القيام بذلك النشاط ليس فرصة كبيرة للقيام بأعمال إنسانية فقط، ولكن لنشر "محبة الرب" على حد وصفه.
ومعروف أيضًا أن "فرانكلين جراهام" تربطه بالرئيس الأمريكي جورج بوش علاقات قوية، حيث أدى صلاة في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي والمؤتمر المعمداني الجنوبي الذي يعد أحد المؤيدين السياسيين الموالين له.

دور العالم العربي والأسلامي

  • وأين دور المسئولين في العالم العربي والإسلامي لمواجهة تلك المخططات؟
أنا أرى أن كل هذه العمليات تتم بسبب تخاذل أصحاب القرار من المسلمين عن صيانة الأمانة الملقاة في أعناقهم بحماية دين الأمة ومقدراتها!! كما أن التاريخ يعيد نفسه والمفروض على هؤلاء أن يدافعوا عن دينهم كحمايتهم لكراسي الحكم، وعدم تقديم تنازلات من جهتهم وبإرادتهم – كما هو حادث اليوم – .
  • وما هو دور علماء الأمة ومفكريها في مواجهة هذه الهجمة التنصيرية على عالمنا الإسلامي اليوم؟
بلا شك أنه يجب أن يقوم الوعاة من أبناء الأمة الإسلامية بخطورة تلك المخططات، بتبصير الأمة وتوعيتها، واتخاذ اجراءات تنفيذية؛ لمواجهة ما يحاك لنا، ويجب أن نرفض أن نخضع لاحتلال تحت أي مسمًَّى، أو أن يتم اقتلاع ديننا، بل يجب أن نوضح للجميع زيف معتقدات هؤلاء المعتدين ودينهم، وأن الكارثة بدأت بتأليه المسيح عليه السلام.. فهؤلاء المعتدون يريدون اقتلاع الإسلام؛ لأننا نوحد الله أكثر من 60 مرة في اليوم في أذاننا وصلاتنا وأذكارنا، ونرفض تأليه المسيح، ونرفض الاحتفال بأعيادهم؛ لأن احتفالنا بعيد الميلاد يعني الاحتفال بعيد ميلاد ربنا؛ لأن المسيح يمثل لهم الإله، وكذا الاحتفال بعيد القيامة يعني اعترافنا بأن الله –تعالى عما يقولون –مات ثلاثة أيام ثم قام مرة أخرى.
وعملية التنصير التي يقومون بها قام "الفاتيكان" بتكليف الكنائس المحلية في كل بلد بتنفيذ مخطط التنصير؛ فلذا ليس من المستغريب أن تجد توسعًا في بناء وتوسعة الكنائس في بعض دولنا الإسلامية؛ لكى تستوعب من سيتم تنصيرهم قسرًا أو طوعًا من أبنائنا.
  • ولكن أزمة العراق شهدت اختلافًا بين الدول الغربية حول الموقف من العدوان الأمريكي على العراق بين مؤيد ورافض؟
أمريكا والغرب كله محور شر ضد الإسلام والمسلمين، والاختلاف بينهم على الأنصبة والأدوار فقط، ولكنهم متفقون ومتحدون ضد الإسلام، وهذا بنص كلام "الفاتيكان" فيما يخص طبيعة العلاقة بين دول الغرب.
  • ولكن هذا يخالف العلمانية المعلنة في الغرب؟
لا يوجد تناقض، فالغرب فعلاً اكتشف بالفعل كل عمليات التحريف في وثائقه التي ارتكبتها الكنيسة، وقامت فرنسا بالفعل بفصل الدين عن الدولة، وبدأ عصر التنوير والنهضة في أوروبا باكتشاف تلك الحقيقة، وهو مالم يحدث عندنا؛ لأن مؤسساتنا الدينية والاسلام ذاته لم يفعل ما فعلته الكنيسة؛ فلذلك لا يصح أن يتم إطلاق نفس المصطلح الغربي علينا (التنوير)بعملية إبعاد الدين عن الدنيا.
أما لماذا هذا الموقف الغربي من الإسلام، رغم اكتشاف حقيقة الكنيسة؟؟؛ فسببه أن الإسلام يهدم 2000 سنة تقريبًا من تاريخ الغرب برفضه لكل الأسس التي قامت عليها حضارتهم وسياساتهم، ومنها التثليث وتأليه المسيح والحروب الدينية وغيرها.
إذن رغم كل ذلك... لماذا عادت الكنيسة قوية مرة أخرى في الغرب؟
لسبب بسيط وهو أننا لا نفعل شيئًا دفاعًا عن إسلامنا، ولالتقاء مصالح الكنيسة مع المطامع الغربية.
وهل ستقبل حكوماتنا الاستسلام لتلك المخططات، والتي تجلت في تعيين حاكم عسكري يهودي أمريكي للعراق؟
نعم أرى أن حكوماتنا ستقبل أية حكومة عميلة في العراق أو غيره.. ألم يقل سياسي مقرب من السلطة في مصر (دكتور مصطفى الفقي) أنه طالما قدمنا لأمريكا ما تريده، فلن يمسنا الضرر؟!

المصالح الامريكية من غزو العراق

ولكن البعض يدعي أن العدوان الأمريكي استهدف العراق فقط، ومن الصعب أن يمتد لدول أخرى؟
العدوان بدأ على الأمة من قمتها –وقتذاك في تركيا- منذ المسألة الشرقية التي كانت تعني اقتلاع الإسلام من أوروبا، ونجحوا في إلغاء اللغة العربية من تركيا، وسمعت أن إحدى الدول العربية أعلنت مؤخرًا عن تغيير لغة الدراسة فيها من العربية إلى الإنجليزية، وسيمتد العدوان بعد ذلك -بعد الانتهاء من العراق وقبلها أفغانستان- إلى سوريا وإيران ثم باقي الدول العربية والإسلامية.
البعض يدعي أيضًا أن هدف أمريكا من عدوانها على العراق هو استئصال النظام الموجود والسيطرة على منابع النفط؟
بوش أعلنها صراحة يوم 19 مارس الماضي أنه" لو تنحى صدام حسين عن الحكم في العراق فإنه –أي بوش –سيجتاح العراق؛ لتنصيرها أو لفرض العلمانية، واقتلاع ذلك الدين منها الذى يتمخض عنه الإرهاب في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره". فالمسألة واضحة وجلية، ولا تحتاج لتفسير.
أمر آخر أذاعته وكالات الأنباء، وهو الاجتماع السنوي لاتحاد المنظمات اليهودية في أمريكا (إيباك) الذي حضرته مستشارة الأمن القومي الأمريكي "كوندوليزا رايس" وطلب منها قادة الاتحاد رفض مشروع خارطة الطريق، ووافقتهم.... وفي نفس الاجتماع تم عرض الدول التي لابد أن تجتاحها أمريكا في الشرق الأوسط؛ لتغيير خريطة المنطقة وتحقيق حلم (إسرائيل الكبرى)
والأيام ستثبت أن أمريكا لن تضع موعدًا محددًا لتنفيذ خارطة الطريق؛ لتدع الفرصة للصهاينة؛ لتصفية الفلسطينيين، وستحقق لهم مطلبهم الثاني باجتياح دول أخرى في المنطقة؛ لتحقيق مخطط إسرائيل الكبرى.
أليس هناك أمل..؟ وهل نستسلم لتلك المخططات الغربية الكنسية؟
سنة الله في ذلك واضحة "إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"؛ ولكي نحقق ذلك ونواجه ما يحاك ضدنا، علينا أن نتحلى بالشجاعة، ونترك ما نحن فيه من جبن ومداهنة للشر.

المصدر