حوار مع أمين الحزب الحاكم في السودان
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
[11-10-2004]
محتويات
مقدمة
- قرنق يدعم متمردي دارفور بالسلاح
- نرفض بشدة منح دارفور حكمًا ذاتيًّا
- جغرافي يهودي خطط لتمزيق السودان منذ الخمسينيات
حوار: محمود سمير
قضية السلام في السودان تشغيل الجميع الآن، إلا أنَّ مراوغات المتمردين تعرقل أي تقدم يحدث في المسيرة السلمية، فعلى الرغم من التوصل مع حركة التمرد في جنوب السودان إلى بروتوكولات السلام الستة إلا أنَّ جون قرنق مازال يمارس هوايته في التلاعب والتعنت والمماطلة، فهو يسعى لامتلاك جميع الأوراق في السودان بدءًا من ورقة الجنوب مرورًا بدارفور، وحتى حوار الحكومة مع تجمع المعارضة، حول قضايا السلام مع الجنوب ومتمردي دارفور، والوضع في السودان، يدور الحوار التالي مع إبراهيم أحمد عمر الأمين العام للمؤتمر الوطني السوداني.
نص الحوار
- كلما مرَّ الوقت تزداد مشكلة دارفور الإنسانية تعقيدًا، فماذا فعلت الحكومة لمواجهة هذه المشاكل؟
- الحكومة بدأت بالفعل حل القضايا الإنسانية في دارفور، وقد ذكرت الإحصاءات أن الحكومة أنفقت 50% من حجم المساعدات على دارفور، وأصبح الإقليم آمنًا غذائيًّا، وتقدمت الخدمات بشكل أشادت به المنظمات الدولية في المجالات الصحية والغذائية والبيئية، والمشكلة التي مازالت تواجهنا هي هجوم المتمردين على بعض المناطق في دارفور، وتسعى الحكومة لمحاصرتهم.
- هذا غير أننا مازلنا نجد عنتًا ومعاندة من بعض الجهات التي تمنع عودة المواطنين إلى قراهم لأسباب سياسية معروفة، ومع ذلك هناك عودة طوعية لبعض أهالي دارفور.
- هناك تصريحات متضاربة لمسئولين دوليين حول دارفور، فنسمع التصريح وضده من مسئول واحد.. ماذا يعني ذلك من وجهة نظره؟
- زار السودان وزاء خارجية بريطانيا وأمريكا وإسبانيا وألمانيا، وهؤلاء جميعًا سمعنا منهم كلامًا جميلاً في الخرطوم فيما يخص الجانب الأمني والإنساني في دارفور، وهو كلام في صالح الحكومة ثم نفاجأ بأنهم عندما يعودون إلى بلادهم يصرحون بعكس ما صرحوا به في الخرطوم، ويتهمون حكومة السودان بأنها تقوم بإبادة جماعية في دارفور، وهم يفعلون ذلك لتهيئة السودان للتدخل الأجنبي، والواضح أنهم يستهدفون توريط الحكومة أو بالأحرى إطار حكومة السودان بعدم الإلتزام بالقرارات الدولية، رغم أن العديد من المنظمات الغربية نفت أن يكون هناك أي نوع من انتهاك حقوق الإنسان.
متمردي دارفور

- مازال المتمردون يهددونكم، وهذا يعني أنكم لم تنزعوا أسلحتهم كما وعدتم من قبل؟
- نحن نسعى جاهدين لتجريد كل الميليشيات من أسلحتها، وأقصد بالميليشيات جنجويد وحركات التمرد، وليس جنجويد فقط، ولكن رغم جهود الحكومة في هذا المجال إلا أن المتمردين مازالوا يتلقون مساعدات عسكرية من جهات معروفة بغرض عرقلة جهود الحكومة في هذا المجال.
- هل تتهمون جهات بعينها بتسليح المتمردين في دارفور؟
- أصابع الاتهام تشير إلى حركة التمرد في جنوب السودان بقيادة جون قرنق الذي يدعم متمردي دارفور بالسلاح لمساعدتهم على الاستمرار في تمردهم، وفي المقابل يتهم الحكومة بتسليح القبائل، كما كانت تفعل في الجنوب على حد قوله، ليس ذلك فقط بل يردد مزاعم كولن باول وزير الخارجية الأمريكي حول الإبادة الجماعية في الإقليم.
- بمناسبة توجيه الاتهام إلى قرنق بتسليح متمردي دارفور، أرى أنَّ السلام في السودان يواجه عراقيل عديدة، فهل مازلتم في الطريق نحو السلام؟
- بكل تأكيد، فالسلام خيارنا، وهي قضية منتهية بالنسبة لنا، وإنْ كانت مسيرته تبدو متوقفة بعد توقيع اتفاق نيروبي مع جون قرنق في يونيو الماضي، إلا أن ذلك ليس صحيحًا فاللجان الفنية لا تزال تعمل في تفاصيل البروتوكولات الستة للسلام، وكان مفروضًا أن تنتهي في يوليو أو أغسطس الماضيين يبدأ أطراف السلام بعدها مراجعة ما تمَّ الإتفاق عليه؛ تمهيدًا لاستئناف المباحثات المؤجلة وصولاً إلى الاتفاق النهائي وإلى بدء التنفيذ مصحوبًا بتغيرات واسعة أول يناير المقبل.
- يطالب البعض بمنح إقليم دارفور حكمًا ذاتيًّا، ما تعليقكم على هذه الدعوات؟
- نرفض بشدة هذه الدعوات التي تطالب بمنح دارفور حكمًا ذاتيًّا، ونحن ملتزمون بالنظام الفدرالي الذي لا يزال ساريًا على كل الولايات والأقاليم السودانية، والسودان الآن يتحول إلى مزيدٍ من الحكم المحلي، ونستهدف من وراء ذلك تعبئة السكان المحليين من خلال السماح لزعماء القبائل بتطبيق القوانين المحلية التقليدية، وبالنسبة لدارفور فإن وضعها النهائي سيتحدد خلال جولة مفاوضات السلام المقبلة في العاصمة النيجيرية أبوجا في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر الجاري.
- إذن أنتم ملتزمون بحل سلمي لمشكلة دارفور؟
- نعم.. نحن ملتزمون بالاتفاقيات التي وقعناها مع متمردي دارفور للتوصل إلى تسوية سياسية، وهذا واضح من التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة التمرد في دارفور، كما أسلفنا فإن مسألة الحرب في دارفور ستحل من خلال الحوار والمفاوضات خلال الجولة الثانية من مفاوضات السلام في أيوجا.
دور المؤتمر الشعبي المعارض
- ما أبعاد المحاولة الانقلابية الأخيرة؟ وهل ثبت ضلوع المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه الترابي فيها؟
- هذه المحاولة هي إحدى محاولات تخريب الوطن، التي تهدف إلى إظهار البلاد في حالة عدم استقرار، وإظهار الدولة بأنها غير أمنية، ومحاولة الانقلاب لم تكن وليدة اللحظة؛ بل امتداد لتخطيط طويل المدى، ولا يمكن فصلها عن الأحداث الجارية في دارفور، وهو مسعى قُصِدَ منه أيضًا وضع الحكومة في موقف ضعف، أما المجتمع الدولي فيسارع بدوره في الإطاحة بالحكومة عن طريق الاستعانة بالتمردين سواء في دارفور أو الخرطوم، ويكفي أن الأدلة والاعترافات قد طالت حركة العدل والمساواة التي تعمل في دارفور، ويترأسها خليل إبراهيم أحد مساعدي الترابي، وتعد الحركة هي الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي، والقضية مازالت منظورة أمام النيابة التي تتولى التحقيق فيها.
- عقد أول شهر أكتوبر الجاري في الخرطوم مؤتمر مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في دورته العشرين.. فكيف ترون دور المنظمة في دعم السودان في ظل الظروف الحالية؟
- لابد أن نشير في البداية إلى الجهود التي تبذلها منظمة الدعوة الإسلامية في ترسيخ دعائم العمل الإسلامي في السودان، ونحن في الحكومة نقدر النموذج الذي تقدمه المنظمة في سبيل الدعوة والعمل الطوعي لتحقيق معنى التراحم، والمنظمة تمثل نموذجًا للعمل الخيري، ونحن مطمئنون على أنَّ المؤامرات على الإسلام لن يردها إلا تكاتف المسلمين وتعاونهم، ونحن- المسلمين- يشكل العمل الطوعي الخيري سمة أصيلة في ديننا الحنيف، ومن هنا فجهود المنظمة تشكل ركيزة مهمة لصد المؤامرات الغربية على بلادنا.
- نعم هناك برامج إغاثية لمنظمة الدعوة الإسلامية تمَّ إعدادها لتنطلق في تنفيذها في جنوب السودان عقب الانتهاء من توقيع اتفاقية السلام.
دارفور تنصير أم حقوق إنسان؟!

- يردد البعض أن البترول كان سببًا رئيسيًّا في هذا التصعيد ضد السودان؟
- لابد أن نضع في حساباتنا أن دول الاستكبار تقود أكبر حملة من الأكاذيب والتضليل حول قضية دارفور، وإن كان البترول أحد عوامل هذه الحملة التي تقودها الولايات المتحدة؛ لأن الهدف الرئيسي كان صرف الانظار على ما يجري في العراق وفلسطين، وهو هجوم على الإسلام والمسلمين قبل كل شيء، أيضًا الهدف من الهجوم على السودان هو كون السودان بلد مسلم، وهل دارفور جميعهم مسلمون ونحن نأتي كمحطة من محطات التآمر ضد الإسلام والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م.
- الحديث عن البترول يدفعنا إلى التساؤل.. كيف واجه السودان التحدي واستطاع استخراج البترول رغم الضغوط الدولية؟
- استطعنا استخراج البترول عن طريق الصين وباكستان والهند واليابان وماليزيا، واستطاع السودان في أقل من سنة استخراج 300 ألف برميل يوميًّا تزيد بعد سنة إلى 500 ألف برميل يوميًّا، ومن المتوقع أن نصل بإنتاجنا من البترول إلى مليون برميل يوميًّا؛ فالسودان يعوم على بحيرة بترول.
- لابد أن تعلم أن السودان ليس مستهدفًا الآن فقط، ولكنه مستهدف منذ زمن بعيد، وهناك جغرافي يهودي كان لديه طرح منذ خمسينيات القرن الماضي يهدف لتمزيق السودان بحلول عام 2000م. ولعل المتابع يتسائل لماذا كانت ترسل ألمانيا بعثة كل عام إلى دارفور لدارسة الوضع هناك منذ عام 1984م حتى الآن؟ والهدف واضح بالطبع ما بين التمزيق وامتصاص خيرات السودان التي لا يسمح له باستغلالها.
المصدر
- حوار: حوار مع أمين الحزب الحاكم في السودان موقع اخوان اون لاين