حوار مع أحد رهائن الأقصى عقب الإفراج

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حوار مع أحد رهائن الأقصى عقب الإفراج
08-02-2005

حوار- محمد هاني

- سليمان إغبارية: الصهاينه ساومونا على الأقصى مقابل الإفراج

- سنستمر في عملنا الإنساني رغم كل الضغوط

د.سليمان اغبارية

قال الدكتورسليمان إغبارية- من قياديي الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بعد إطلاق سراحه-: نحن كحركة إسلامية رفعنا سقف نشاطنا وعملنا بشكل أوسع على نطاق قُطري وعالمي، وهذا قضَّ مضاجع المخابرات الصهيونية.

وأضافَ أنهم لا يُريدون أن نُحافظ على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية، ولا يريدون أن نكون مجتمعًا عصاميًّا، قائلاً: إنَّ محاكمتنا كانت عبارة عن مؤامرة شارك فيها الشاباك والنيابة والقضاة، وآن الأوان لكي يتوقف الجهاز القضائي عن أن يكون أداةً طيعةً في أيدي المخابرات، مشيرًا إلى أنَّ عملية المحاكمة والاعتقال كانت مسرحية.

وأكد أنَّ الشاباك أعاد حساباته، فاستمرار المحاكمة هو بمثابة الخسارة له وتعزيز قوة ومكانة الحركة الإسلامية في صفوف العرب، فالشاباك خسر هذه المعركة..

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

  • ما المبررات والذرائع لاستمرار وتجديد عملية الاعتقال؟
دائمًا كانوا يقولون للقاضي إنَّ بحوزتهم مستندات ووثائق سرية تؤكد أن لنا- كجماعة- علاقات واتصالات مع جمعيات من الضفة وغزة وخارج البلاد؛ لذا كانوا يطالبون هيئة المحكمة بإمهالهم ثلاثة أشهر إضافية بادعاء أنَّهم يُريدون إخراج الجمعيات الفلسطينية خارج إطار القانون، والأمر يعني أن يقوم جهاز الشاباك والنيابة بنصب فخ للإيقاع بنا كجمعيات وكقيادات، وهيئة المحكمة كانت تستجيب لهذا الطلب، بعد انقضاء الثلاثة أشهر كانوا يمثلون مرةً أخرى أمام هيئة المحكمة، ويقولون أخرجنا هذه الجمعيات خارج القانون.. القضاة لم يطالبوا أفراد الشاباك حتى بتحذيرنا أو إعلامنا أنَّ هناك محاولات لإخراج هذه الجمعيات خارج القانون، وأنَّ علينا عدم التعامل معها.
  • مَن الجهات أو الشخصيات التي كانت تحقق معك؟
خلال 32 يومًا من عملية الاعتقال لم أجب على أسئلة المحققين، والتزمت الصمت.. كنا نخضع للتحقيق على أيدي أفراد الشرطة الصهيونية، لكن بحضور وإشراف أفراد المخابرات والشاباك، وأريد أن أؤكد أن محاكمتنا كانت عبارةً عن مؤامرة شارك فيها الشاباك والنيابة والقضاة؛ أفراد الشاباك أشرفوا على عملية، وقلتُ أكثر من مرة لهيئة المحكمة: أريد أن أعرف مَن يشرف ويدير ملفنا..؟‍ هل هي النيابة العامة أم جهاز المخابرات؟ ملفنا وقضيتنا يقف مِن ورائها جهاز المخابرات، وكما هو واضح فإن (الشاباك) عمل طويلاً لينصِّب لنا فخًا لإيقاعنا.
  • حسب رأيك- وبعد مرور عام ونصف على الاعتقال- ماذا تهدف المؤسسة الصهيونية من الاعتقال والمحاكمة الصورية؟‍
أعتقد أنَّ المخابرات رسمت دائرةً لعمل ونشاط الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، لكن نحن كحركة إسلامية رفعنا سقف نشاطنا وعملنا بشكل أوسع على نطاق قطري وعالمي؛ لذلك عندما اعتقلنا وخلال أول شهرين تمَّ احتجازنا في مراكز الشرطة، وأدخلوا لنا هواتف خلوية، وسمحوا لطواقم الدفاع بالجلوس معنا، بالمقابل أرادوا ابتزاز بعض المواقف منا، بعثوا لنا مرسالاً بُغيةَ أن نتنازل عن مهرجان الأقصي، ومطالبة الشيخ رائد صلاح بأن يكتب مقالات عن قضية القدس والتعايش هناك وفق وجهة نظرهم، والإعلان عن خوض الانتخابات للكنيست الصهيوني.
الشيخ رائد صلاح
  • لو وافق الشيخ رائد على ذلك لأُطلق سراحُكم؟
بالضبط، لو تمَّ التجاوب مع مرسالهم وطلباتهم لخرجنا بعد شهر من عملية الاعتقال، هم لا يريدون أن نحافظ على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية، ولا يُريدون أن نكون مجتمعًا عصاميًا، فهذا مرسال واضح وصلنا في الشهر الأول من الاعتقال وتنفيذ الطلبات من قبلنا كان يعني إطلاق سراحنا في حينه، جوابنا كان لهم: الأقصى في خطر أمر حقيقي، وباعتراف المحاكم الصهيونية وبتصريحات من رئيس الشاباك ووزير الأمن الداخلي لا يمكننا أن ننكر هذه الحقائق، وكيف لنا أن نتراجع عن ذلك، ولن نخوض الانتخابات للكنيست.
  • ما الذي جعل جهاز الشاباك يطرح هذه الصفقة؟
حسب وجهة نظرنا هم توصلوا إلى نتيجة ومعادلة الربح والخسارة، توصلوا إلى قناعة- وهذا كان موقف الشيخ رائد صلاح- أنَّه كلما استمرت المحاكمة لفترة أطول يعني أنهم يخسرون أكثر؛ لأن الناس والجماهير سيتعزَّز وعيُها وفهمُها، وسيكون لديها إدراكٌ حول حقيقة وخلفية هذا الملف.. عملية المحاكمة والاعتقال هي مسرحية، وقلت لهم هذا ملف سياسي وإرهاب سياسي، ونحن سنستمر في عملنا الإنساني.

المصدر