حوار القاهرة يعاني "مأزقاً حقيقياً"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

حوار القاهرة يعاني "مأزقاً حقيقياً"

د. محمد نزال - قيادي بحركة حماس

غزة – فلسطين الآن – وكالات – أكد محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحوار الفلسطيني يهدف إلى إخراج حركته من المشهد السياسي وهو- ويقصد الحوار- اليوم يعيش في مأزق ، وإن الجلسات الخمس في العاصمة المصرية القاهرة لم تتناول حتى اللحظة قضية إعمار قطاع غزة ، إضافة إلى أن ملاحقة المقاومة لا تزال مستمرة من قبل أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة.


وشدد نزال على أن حركته حاولت في مرات عدة رفع الحصار دون جدوى بسبب تواطؤ دول عربية وإسلامية، ترى في بقاء حماس على الحكم خطراً داهما يتهددها، كما أشار إلى أن أحداث قلقيلية هي رسالة وجهها "عباس" و"فياض" للأمريكيين والإسرائيليين بأنهما يقومان بتطبيق خارطة الطريق التي تنص على تصفية المقاومة وملاحقتها، قبل الحصول على أي شيء مما يطالبان به.


وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته معه صحيفة "فلسطين" عبر الأثير من دمشق مع محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس .



حوار لاستبعاد حماس

" بكل صراحة، خلال الجولات الخمس للحوار، كان من الواضح أن المقصود من الحوار هو الأخذ وليس العطاء، فهم يريدون أن يأخذوا من حركة حماس كل شيء، وليسوا على استعداد لإعطائها أي شيء ". بهذه العبارة بدأ نزال حديثه ردا على سؤال، يتعلق بمسألة الحوار الفلسطيني في القاهرة.


وقال: " لم يتم إطلاق قضية إعادة الإعمار حتى الآن، فيما لازالت الاعتقالات متواصلة في الضفة الغربية على قدم وساق، وملاحقة المقاومة لا تزال مستمرة، وبالتالي يمكن القول إن الحوار الآن يعيش في مأزق، وهناك محاولة لإنقاذه من قبل القيادة المصرية".


وتابع:" لقد لمست حماس أن هذا الحوار يستهدف إخراجها من المشهد السياسي الفلسطيني، وفي الوقت الذي تجري الأمور على أرض الواقع باتجاه محاصرتها، ومحاولة تأليب الشارع الفلسطيني عليها، خصوصا في قطاع غزة، عبر الحصار الاقتصادي الذي لا زال قائما، كما أن سكان القطاع لا يستطيعون السفر والتنقل بحرية خارج القطاع بسبب إغلاق المعابر ".


وكرر نزال بأن مطالب حركة حماس لا زالت ثابتة وهي تشكيل حكومة فلسطينية انتقالية تقوم على إعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، حيث إنه لا يجوز ربط هاتين القضيتين الإنسانيتين ببرنامج الحكومة وبتشكيلها من عدمه، كما سيكون على هذه الحكومة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وإذا لم يتم تشكيلها، وبقيت حكومة سلام فياض " غير الشرعية "، عندها سيبقى الوضع كما هو عليه، من استمرار للحصار وتوقف مرحلة إعادة الإعمار، وستبقى الأزمة الفلسطينية مستحكمة، على حد قوله.


ويضيف نزال: "وهناك أمور أخرى لا بد من التوصل إلى اتفاقات بشأنها، وخصوصا مسألة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، التي يبدو جليا أنهم يحاولون إعادة هيكلتها في قطاع غزة وحده دون الضفة الغربية، وهذا ما لم ولن تقبل به حركة حماس ، وإلا فإن " الفزاعة " التي كانوا يتحدثون عنها دائما وهي أنهم ضد انفصال الضفة عن غزة ، وما يسمونها هم بـ " جناحي الوطن " - بعد أن تجاهلوا الجناح الثالث وهي الأراضي المحتلة عام 48- ، ومحاولاتهم لنقل " التجربة الدايتونية " بالضفة إلى القطاع محاولات فاشلة، ولن يكتب لها النجاح، لأننا لا يمكن أن نسلم رقابنا إلى دايتون وعملائه ".



بعد أحداث قلقيلية

وفيما يخص أحداث قلقيلية، يؤكد نزال أن تلك الأحداث أتت في سياق حرص الرئيس المنتهية ولايته، عباس، ورئيس وزرائه سلام فياض، على توجيه رسالة للأمريكيين والإسرائيليين بأنهما يقومان بتطبيق خارطة الطريق التي تنص على تصفية المقاومة وملاحقتها، قبل الحصول على أي شيء مما يطالبان به.


وأكمل نزال: " إن التوجيهات التي وجهناها إلى هؤلاء أن يدافعوا عن أنفسهم حتى لو اقتضى ذلك أن يموتوا شهداء، حتى لا يسلموا أنفسهم لهذه الأجهزة التي وضعت نفسها في خدمة الأمريكيين والإسرائيليين، ومن قام بقتل هؤلاء الشبان إنما أكدوا من جديد على أن ما نقوله عنهم ليس مجرد اتهامات، وإنما نقول بكل صراحة إنه يجب أن نفضح المهام التي يقوم بها هؤلاء " الخونة "، ولم يكن الأمر مثلما ادعت سلطة " رام الله " بأن هؤلاء الشباب أرادوا أن ينفذوا عملية " حسم جديدة " مثلما حدث في قطاع غزة ".


وحول ادعاء البعض بأن ما يحدث في الضفة تأجيج للفتنة وليست سوى " مواجهة خاسرة "، أجاب نزال: " هذه ليست مواجهة يا أخي، بل عملية دفاع عن النفس، فلا يوجد أي شخص طلب من كتائب القسام أن تعلن الحرب على الأجهزة الأمنية أو أن تدخل في مواجهات معها، وإنما طلب من هؤلاء الشباب أن يدافعوا عن أنفسهم، وهو تماما ما جرى في غزة، التي لم تكن مطلقا عملية هجومية بل " وقائية "، فحكومة إسماعيل هنية الشرعية أرادت أن تدافع عن شرعيتها ووجودها، لأن " التيار الدحلاني المدحور " حاول إسقاط هذه الحكومة مستخدما بعض قيادات وكوادر وعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية ".


ويوضح نزال: " الفارق الموجود بين ما يحدث في الضفة وما حدث في غزة هو أن كوادر حماس بالضفة اختارت الشهادة على أن يتم اعتقالها وإدخالها إلى " مسالخ " الأجهزة الأمنية التي وضعت نفسها في خدمة المشروع الإسرائيلي، وبالتالي لا يمكن لأي حر شريف أن يضع رقبته عند هذه الأجهزة التي تنفذ " المشروع الدايتوني ".



سلة حزب العمل

يرى نزال أن تشكيل حكومة إسرائيلية برئاسة " الإرهابي " بنيامين نتنياهو ومعه مجموعة من "عتاة وغلاة " المجرمين " والإرهابيين "، من أمثال أفيغدور ليبرمان وبيني فيغن، إنما يعطي دليلا على المزاج الذي يتجه نحوه المجتمع الصهيوني، ويقدم أدلة واضحة لا تقبل الشك على أنه مجتمع يتجه نحو التشدد ويختار أمثال هؤلاء المجرمين ليحكموه ويسيّروا أموره.


أما عن موقف حركته، فيقول نزال: " حماس لم تفاجأ بهذا الاختيار، لأنها تدرك جيدا أنها المزاج الذي يعيشه المجتمع الصهيوني، وهي لم ولن تراهن على أي شخصية أو حكومة إسرائيلية، ولم تضع البيض في سلة حزب العمل، ولا في سلة حزب كاديما ولا لدى حزب الليكود، إنما راهنت على نفسها وإمكانياتها وإمكانات شعبها في مقاومة الاحتلال، لهذا أقول إن قدوم حكومة كحكومة نتنياهو لن يغير من الأمر شيئا بالنسبة لنا، فمقاومة الاحتلال ينبغي أن تستمر إلى أن يتم دحره إن شاء الله من أرضنا المباركة ".


وفي معرض رده على سؤال حول شن حرب إسرائيلية جديدة على غزة أجاب نزال: " لا بد من الإشارة هنا إلى أن الحرب على الفلسطينيين مستمرة وتأخذ أشكالا مختلفة، فالحصار مثلا هو شكل من أشكال الحرب التي يموت فيها الفلسطيني ببطء. كما أن عمليات الاغتيال التي تتم ضد قيادات وكوادر وقوى المقاومة هي جزء من الحرب المعلنة على الشعب الفلسطيني. أما الحرب العسكرية على غرار ما جرى في غزة ، فهذه قضية يمكن أن تقع في أي لحظة، ولا خيار أمامنا سوى أن نواجهها ببسالة واقتدار، ونظن أن فصائل المقاومة أثبتت وجودها وحضورها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة ".


ويتابع: " أعتقد أن تجربة " الترويكا " أولمرت وليفني وباراك أثبتت أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يكن لقمة سائغة، وأن كل التهديدات الإسرائيلية بسحق الشعب الفلسطيني وبالقضاء عليه وبإجباره على الرضوخ والاستسلام لم تثمر شيئا، ولهذا أقول إن هذه التهديدات التي يطلقها نتنياهو ستضاف إلى الكثير من التهديدات التي يطلقها العدو، وسيلقن الشعب الفلسطيني في غزة الإسرائيليين دروسا جديدة، كما فعلوا في الحرب السابقة ".



تهدئة جديدة

ورغم التهديدات الإسرائيلية بحرب قادمة، تساءلت " فلسطين " عما إذا كانت هناك مباحثات حول تهدئة جديدة بين (إسرائيل) وحركة حماس ، فقال نزال: " يعلم الجميع أنه وبعد أن وضعت الحرب على غزة أوزارها، كان هناك جهد مصري لاتفاق تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث رفض الإسرائيليون التهدئة، مشترطين الإفراج عن جلعاد شاليط للتوصل إلى أي اتفاق للتهدئة، وبالتالي فإن الكرة ليست في ملعب الفلسطينيين، ولقد أبدينا وجهة نظرنا وموقفنا من الموضوع ".


وبالنسبة لقضية شاليط، قال نزال: " من الواضح أن صفقة تبادل الأسرى تشهد جمودا، خصوصا مع قدوم حكومة إسرائيلية جديدة، ولكن ليس مستبعدا استئناف عملية التفاوض لتبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الأسير جلعاد شاليط، ولكن ما ينبغي أن يكون واضحا أن حركة حماس وفصائل المقاومة لن تفرج عن شاليط بثمن بخس، والثمن الذي أعلنت عنه سيبقى موجودا لأن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني من أجل إطلاق سراح أسراه القابعين في سجون الاحتلال لا يمكن أن ننساها ".



حصار بتواطؤ إقليمي

حصار غزة كان ولا زال إحدى أخطر الملفات الموجودة لدى قادة حركة حماس ، الذين حاولوا مرارا حل هذه القضية دون جدوى، أو هذا ما يؤكده نزال، الذي أضاف أيضا: " ينبغي بأن ندرك بأن حصار قطاع غزة يمثل عملية ابتزاز رخيصة لكي يرضخ الشعب الفلسطيني ويقبل بالشروط الأمريكية – الإسرائيلية. وحركة حماس بوصفها الفصيل الذي حاز على ثقة الشعب الفلسطيني خلال انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة تحملت هذه المسئولية، وعملت خلال السنوات الماضية بكل ما أوتيت من جهد لرفع الحصار عن قطاع غزة ".


ويستطرد نزال: " ولكن من المؤسف أن أقول إن قرار استمرار الحصار هو قرار دولي وإقليمي، وإن هناك أطرافا عربية وإسلامية متواطئة في استمرار هذا الحصار لأنهم يراهنون على أن الحصار يمكن أن يدفع بالشعب الفلسطيني إلى الانقلاب على هذه الحكومة الشرعية، وعلى إخراج حركة حماس من المشهد السياسي عبر ثورة شعبية، ولكننا نقول لهم إن مراهناتهم سقطت وستسقط إن شاء الله، وإن الشعب الفلسطيني سيبقى صابرا مرابطا ثابتا، لن يدفع هذا الحصار المأساوي الجائر إلى أن يبيع الفلسطيني وطنه ويفرط بحقوقه كما فرط بها الكثيرون ".

المصدر:فلسطين الأن