حماس تتمتع بالرشد والعقلانية
صفوت الزيات - خبير عسكري
القاهرة – فلسطين الآن – خاص – أكد خبير عسكري أن حركة المقاومة الإسلامية حماس وبعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة العام الفائت أثبتت أنها تتمتع بدرجة كبيرة وعالية من الرشد والعقلانية واستطاعت أن تفشل أهداف العدو الصهيوني في عدوانه على القطاع.
وقال العميد صفوت الزيات الخبير العسكري في تصريح خاص لشبكة فلسطين الآن الإخبارية: "الطرف الصهيوني وضع ثلاثة أهداف وقرر أن تكون أهداف الحرب التي شنها على قطاع غزة ، الهدف الأول هو عملية تقليص القوة العسكرية لحركة حماس ومن ثم تقويضها سياسياً والعمل على إنهاء وضعها كسلطة في قطاع غزة ، وقد فشل في ذلك كون حماس تعاظمت قوتها وأصبحت أكثر قدرة على العمل السياسي" .
إليكم نص الحوار:
في الذكرى الأولى للحرب على غزة ما هو تقييمك لأداء المقاومة في الحرب؟
نحن عندما نتحدث عن تقييمنا لأداء المقاومة سنتحدث عن ما هي الأهداف التي من أجلها شنت الحرب وبعد عام هل هذه الأهداف حققت نتائجها أو حققت الغاية منها أم لا؟ الطرف الإسرائيلي وضع ثلاثة أهداف وقرر أن تكون أهداف الحرب التي شنها على قطاع غزة الهدف الأول هو عملية تقليص القوة العسكرية لحركة حماس ومن ثم تقويضها سياسياً والعمل على إنهاء وضعها كسلطة في قطاع غزة ربما الهدف الثاني كان يتحدث عن الردع واستعادة مصداقية الردع الإسرائيلي من خلال هذه العملية التي استخدمت فيها الكثافة النيرانية بكثافة غير مسبوقة في أي صراع عربي إسرائيلي سابق، وثالث الأهداف كان الحديث عن جلعاد شاليط.. والإفراج عنه دون مقابل، أنا أتصور أن الثلاثة أهداف التي قررتها إسرائيل لم يتحقق شيء منها حتى الآن، ما زالت حماس لديها القدرة والسلطة في قطاع غزة وإن كان هناك تهدئة ولكن علينا أن نتذكر أنه على التوازي مع هذه التهدئة فإن هناك عملية إعادة تسليح وإعادة تدريب للكوادر القتالية لحماس ورفع مستويات القدرة القتالية لها، بالعكس أنا أتصور أن التهدئة كانت لصالح حماس بدرجة عالية للغاية بمعنى أنها استعادت مستوياتها من القدرات القتالية وطورتها بشهادة الإسرائيليين أنفسهم بوصول أنظمة جديدة لحركة حماس، العنصر الثالث وهو شاليط أنا أتصور أن حماس تدير مفاوضات جيدة للغاية وحتى الآن هي متمسكة بمطالبها وقد نشاهد خلال الأيام القادمة عملية مبادلة، وهذا يدل على أن الهدف السادس لإسرائيل لم يتحقق، إذاً نحن أمام حركة مقاومة إلى حد ما تتمتع بدرجة عالية من الرشد والعقلانية وأنها استطاعت أن تفشل الأهداف الثلاثة التي من أجلها شنت إسرائيل حملتها على قطاع غزة .
هذه القوة المدمرة لدى العدو ولم يحقق أهدافه، ماذا يعني تهديد العدو بحرب جديدة على غزة؟
أتصور أن الحديث عن التهديد بحرب جديدة، هو حديث ربما يفتقد المصداقية حتى الآن، الطرف الإسرائيلي على العكس بعد صدور تقرير القاضي ريتشارد غولدستون أنا أتصور أن هذا التقرير الأممي الذي أيدته الجمعية العامة للأمم المتحدة أصبح يطالب إسرائيل بالتحقيق فيما حدث في قطاع غزة، وبالتالي إسرائيل الآن في موقف دفاعي أكثر، لا يمكنها أن تشن عملية عسكرية، أو لن تملك هذه الدرجة من المصداقية لشن هذه العمليات العسكرية، هو تعبير عن عجز حتى الآن لم توقف عمليات إعادة التسليح وإعادة الترتيب ورفع مستويات القدرة القتالية لحركة المقاومة الإسلامية حماس وبالتالي هذا التلويح يفتقد قدر من المصداقية، وإسرائيل تعتمد دائماً على حصولها على ضوء أخضر من الطرف الأمريكي فأنا أعتقد أننا أمام إدارة الرئيس أوباما على نحو خاص، لم تمنحه الضوء الأخضر أمام استحقاق تقديم تقرير عن تحقيق داخلي عن ما جرى في غزة 2008 -2009 ، ولدينا الإدارة الأمريكية إلى حد كبير لم توفر له مثل هذا الضوء الأخضر الذي أعطته له قبل أن تهاجم في شتاء 2008-2009
ماذا برأيك الأوراق الرابحة لدى المقاومة خلال الحرب؟
أنا أتصور أن الأكثر ربح للمقاومة أنها أصبحت تدرك كيف تداري العملية القتالية، أصبحت تمتلك قدر من الكفاءة القتالية في حروب المدن، إلى حد كبير وصلت بأنظمتها الصاروخية إلى مناطق بعيدة في العمق الإسرائيلي لم تكن موجودة في أي صراعات، المقاومة الفلسطينية إلى حد كبير أصبحت قدرتها على إحداث تكلفة كبيرة في الطرف الإسرائيلي إلى نحو خاص، أجبرت على أن يعيد حساباته مرة أخرى لأنها فشلت في الدخول في مناطق ذات كثافة سكانية على نحو ما يتكرر الآن في الضفة الغربية، أصبحت ذات تكلفة عالية، أصبح الطرف الإسرائيلي إلى حد كبير ممتنع عنها بصورة أو بأخرى، هناك حديث لدى الإسرائيليين عن شبكة أنفاق ضخمة تقيمها المقاومة في غزة وفي خانيونس وفي رفح، هناك حديث عن أنفاق هجومية هناك حديث عن أعداد الصواريخ التي أصبحت لدى المقاومة يتحدثون عن أنها ربما تكون بالآلاف، ربما كل هذه الأمور جعلت من هذه القدرة البنائية الجديدة لدى حماس ما يعني أنها تترجم إلى تكلفة عالية في غير صالح الطرف العسكري الإسرائيلي على نحو خاص وبالتالي سيكون إلى حد كبير حذر في كل العمليات القتالية المستقبلية.....
الحرب القادمة إذا فكرت بشنها ستكون قصيرة للغاية وربما تعتمد بالدرجة الأولى على استخدام القوة الجوية، لتقليل الخسائر البشرية لدى جنوده.
هل شكلت صواريخ المقاومة توازن رعب في الحرب السابقة؟
مؤكد عندما تصل هذه الصواريخ إلى قواعد مثل بلمخايم في جنوب تل أبيب وهي القاعدة الصاروخية التي يتواجد فيها أحد أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، عندما قصفت قواعد جوية مثل حستاريم وحستور عندما تصل صواريخ المقاومة إلى مدينة بئر سبع وعندما تتجاوز عسقلان، عندما يصبح قرابة 750 ألف إلى مليون إسرائيلي تحت إجراءات الإنذار، ربما هذه الصواريخ الآن نستطيع أن المجتمع المدني الإسرائيلي أصبح هو نفسه يرتعب كما هو المجتمع المدني العربي، ويعرف ماذا تعني الحروب، كان هناك عقيدة لبنغريون مؤسسة الدولة الإسرائيلية وتحدث أن المجتمعات المدنية والمستوطنات الإسرائيلية خط أحمر واننا في أي حروب علينا أن ننقل عملياتنا إلى الجانب الآخر والطرف الآخر، ربما هذه العقيدة أصبحت لا يمكن أن تتحقق، المجمع المدني الإسرائيلي بدأ يدرك الآن أن الخطوط الحمراء والأنظمة الصاروخية للمقاومة بدأت تطوله.
المصدر:فلسطين الأن