حماس بانطلاقتها غيرت وجه المقاومة والقضية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث


حماس بانطلاقتها غيرت وجه المقاومة والقضية

د.يونس الأسطل- نائب عن حماس

خان يونس-فلسطين الآن- أكد الدكتور يونس الأسطل النائب عن حركة المقاومة الإسلامية حماس في خان يونس جنوب القطاع أن حماس غيرت وجه المقاومة و القضية الفلسطينية "حيث إن مقاومة الاحتلال كانت قبل ذلك ذات طابع يساري أو علماني بينما شهدت الانتفاضة الأولى ميلاد حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أدخلت الدين و العقيدة سلاحا في المعركة"

واعتبر الدكتور النائب الأسطل في حديث للمكتب الإعلامي أن من بركات انتصار المقاومة على الاحتلال أن يبايع الشعب الفلسطيني حركة حماس في الانتخابات البلدية و التشريعية و قد نتج عن ذلك حصارا تعدد الأشكال غير أن الله عز وجل قد أعان الحركة على تخطي تلك العقبات جميعا وكان انتصار الحركة في مواجهتها لا يقل عن انتصارها عسكريا على الاحتلال وسياسيا في الانتخابات و تشكيل الحكومة الفلسطينية" .

وفي الذكرى الـ22 لانطلاقة حركة حماس تحدث الدكتور الأسطل باستفاضة عن بداية الانتفاضة الفلسطينية ومشاركة جماعة الأخوان المسلمين في المواجهات ضد قوات الاحتلال ، كما بين أهم العقبات التي واجهت حركته مع انطلاقتها عام 87.

كما تطرق إلى مواقف مشرفة لقيادات من حركة المقاومة الإسلامية حماس مع بداية ميلادها

يشار إلى أن الدكتور النائب الأسطل هو أحد الدعاة المعروفين بخانيونس ، ومحاضر سابق بالجامعة الإسلامية ، وعضو في رابطة علماء فلسطين

إليكم الحوار كاملا

*بداية ماذا تقول في ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس ؟

الدين و العقيدة سلاحا في المعركة لذلك فقط كتب للانتفاضة الأولى أن تعمر 7 سنين ولولا ذلك لبقيت مظاهرات مؤمنة تخبوا بعد يوم أو يومين أو في أسبوع على الأكثر كالحال في عشرات المرات التي كانت قبل تاريخ الثامن من كانون الأول عام 1987 م.

و شاء الله أن تتصاعد المقاومة من الحجر إلى السكين إلى الرشاش ثم العمليات الاستشهادية و السيارات المفخخة في سنوات معدودة وهو جعل الصهاينة يدركون انه من المستحيل القضاء على المقاومة المتصاعدة و لو بأبعاد 400 من قادتها . وقد دفعه ذلك للقبول بإنشاء السلطة الوطنية متعهدتا بأمن الاحتلال و أيضا المقاومة ، وقد تمكنوا في الفترة ما بين عام 1990 - 2000 من تحجيم المقامة إلى حد كبير ، إلى أن قيد الله عزوجل بانتفاضة الأقصى أن تندلع من جديد فدخلت الحركة فيها بقوة وكان لابد من تطوير و سائل المقاومة فظهرت أولا قذائف الهاون ثم القذائف الصاروخية تم اهتدينا إلى حرب الأنفاق و العبوات الناسفة و هو ما جعل الاحتلال يفر من قطاع غزة في أقل خمس سنين كما هرب بليل من جنوب لبنان عام 2000 م .

وقد كان من بركات انتصار المقاومة على الاحتلال أن يبايع الشعب الفلسطيني حركة حماس في الانتخابات البلدية و التشريعية و قد نتج عن ذلك حصارا تعدد الأشكال غير أن الله عزوجل قد أعان الحركة على تخطي تلك العقبات جميعا و كان انتصار الحركة في مواجهتها لا يقل عن انتصارها عسكريا على الاحتلال وسياسيا في الانتخابات و تشكيل الحكومة الفلسطينية .

إن اندلاع الانتفاضة كان عفويا بسبب حادث المقطورة الشهير الذي راح ضحيته4 شهداء من جباليا ، و ما أن تصاعدت المظاهرات حتى التئمت قيادة الأخوان المسلمين في غزة و قررت تشكيل جناح عسكري ليقود الانتفاضة و يساعد في تأجيجها لذلك فقد كان الإعلان عن انطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس في يوم 14-12-1987 م .

ثم كان فرز العمل المسلح باسم خاص حمل لقب كتائب الشهيد عز الدين القسام ليبقى اسم الحركة شاملا أنشطتها الدعوية و الاجتماعية و غيرها ، و باعتقادي أنه لولا انطلاقة حماس لتوقفت الانتفاضة الأولى في بضع أسابيع أن لم يكن في أيام معدودة .

عقبات ومواقف مشرفة

*هل يمكن التحدث عن أهم العقبات التي واجهت الحركة عند نشأتها ؟

يمكن الإشارة إلى أهم العقبات التي واجهت الحركة في بداياتها في النقاط التالية :

1. أقدام الصهاينة على مواجهة الحجارة بالرصاص الحي في كثير من الأحيان مما وضع تحديا إمام الحركة في ضرورة الحصول على السلام .

2. أقدام الصهاينة على اعتقالات واسعة بين الحين و الأخر في صفوف الحركة كانت تصل أحياننا إلى ألف شخص خلال فترة قصيرة جدا .

3. أقدام الصهاينة على أبعاد النخبة القيادية في الصف الأول و الثاني بصورة شبة كاملة ، مما يربك المقاومة لفترة لا تزيد على الشهر حثي يتم لملمة التنظيم من جديد .

4. صعوبة الحصول على السلاح نظرا لقلة الموارد من ناحية و من ناحية أخرى عدم تيسره بسهولة .

5. وجود فصائل أخرى ترى في تمدد حماس شعبيا خطر عليها ، مما جعلنا نعاني كثيرا في السجون و خارجها ، لأنهم يصنفوننا في رأس قائمة أعدائهم أن لم نكن العدو الأوحد .

6. ضعف التغطية الإعلامية للحركة مما جعل في بعض الفصائل الأخرى تقوم بسرقة عمليات القسام و تنسبها لنفسها حتى تكسب المزيد من الأنصار .

7. نشاط الجواسيس بصورة كبيرة و هو مما جعل الحركة مطره لملاحقتهم و هذا يؤدي إلى خصومة مع عائلاتهم و تنظيماتهم .

8. ارتفاع عدد كبير من الشهداء و غياب المئات من الأسرى مما جعل الحركة تتحمل أعباء مالية و اجتماعية في كفالة أولادهم و أهلهم ، رغم ضيق ذات اليد .

*بعض المواقف المشرفة لقادة الحركة عند تأسيسها ؟

و من المواقف المشرفة لقادة الحركة و جنودها نلخصها في النقاط التالية :

1. معظم قيادات الحركة قد تعرضوا للاعتقال و الاغتيال و تقديم أبنائهم شهداء .

2. قدرة المجاهدين على مواجهة الاحتلال رغم قلة الإمكانيات و الظروف الأمنية العسيرة مع عجز الاحتلال عن القبض عليهم رغم المطاردة لسنين طويلة .

3. كان تصعيد الصهاينة لأدوات القمع و تكسير العظام و المواجهة بالرصاص دافعا لتطوير وسائل المقاومة و هو ما وصل إلى حد السيارات المفخخة .

4. تطهير المجتمع من الرذيلة و العملاء إلى حد كبير .

5. نجاح المبعدين في الصمود في مرج الزهور و إصرارهم على العودة حتى تحقق لهم ذلك في غضون سنة واحده هذا بالاضافة إلى أن وجودهم في مرج الزهور مثل موقعا إعلاميا متقدما للحركة و المقاومة و القضية الفلسطينية .

*هل تحدثنا عن كيفت مرور الذكرى الأولى للحركة عام 1988 م ؟

إن الذكرى الأولى للانطلاقة في أواخر عام 1988 فقد كانت الحركة فيها في محنة بسبب الاعتقالات الواسعة و ازدياد عدد الشهداء و الجرحى و المطاردين ، من هنا فإن سنوات الانتفاضة الأولى لم تكن تشهد احتفالات بذكرى الانطلاقة إلا من خلال البيانات أو بإعلان الإضراب الذي يشل الحركة تماما ، فلا السيارات تتحرك و لا الأسواق تفتح أبوابها و هو ما كان يغيظ الاحتلال بصورة كبيرة حتى ذهب الاحتلال لفتح المحال التجارية بالقوة لمنع الإضراب .

مؤسسو حماس

*من هم مؤسسين الحركة ، أذكر لما أسمائهم ؟

من المؤسسين الرئيسين لحركة حماس بفلسطين الشيخ الشهيد أحمد ياسين والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة ، الدكتور عطا الله أبو السبح ، المهندس عيسى النشار ، الأستاذ عبد الفتاح دخان ، الأستاذ محمد طه ، الأستاذ محمد شمعه ، الشيخ محمد النجار وآخرون .

*أبرز المؤسسين الأوائل للحركة بخانيونس ، وهل من نبده مختصرة عنه ؟

كان من أبرز رموز خان يونس في قيادة الحركة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي و هو يحمل الماجستير في طب الأطفال و كان قد لمع نجمه حينما رفض أن يدفع الضرائب للعيادة الخاصة به لقوات الاحتلال مما جعلهم يداهمون عيادته و يصادرون أجهزته و أدواته و اعتقاله عدة مرات ، و كان يقاوم الاعتقال بالاشتباك اليدوي مع الضباط الصهاينة فضلا عن تميزه كطبيب متفوقا علميا و أخلاقيا و دعويا ، حيث كان يكتفي من المرضى بما تيسر من الأجرة و من علم حاجته كان يرفض أخد مكافأة على علاجه ثم انه يتسم بالجرأة في الحق و حب المغامرة و هو ما أهله ليكون في الموقع القيادي الأول في محافظة خان يونس مع أخوان كرام من أمثال مجدي عقيل و خليل أبو ليلة و محمد شبير و آخرين .

*مستقبل حركة المقاومة الإسلامية حماس في المرحلة القادمة ؟

أما عن المستقبل فنحن نعتقد أن حماس تؤسس اليوم للخلافة الإسلامية الراشدة التي ستكون في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس ثم تزحف بفتوحاتها الدعوية و زحوفها العسكرية حتى تبلغ ما بلغ الليل و النهار و لن يبقى بيت مذر و لا وبر إلا و يصبح خاضعا للإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل ، و قد حققت الحركة نجاحا كبيرا فر عمرها القصير بفضل الله عزوجل و معيته و هو ما يبشر بتصاعد الإنجازات و استمرارها حتى نصل إلى إعلاء هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون .

مرحلة الانتخابات و الحكومة و مدى تأثيرها على الحركة ؟

لعل النجاح الكبير في القدرة على إزاحة الصهاينة عن كاهل قطاع غزة ثم التصدي للتوغلات شبة اليومية في مناطق القطاع المختلفة و مؤخرا القدرة على صد الهجمة الصهيونية الجنونية فيما يسمى بمعركة الفرقان ، كل ذلك جعل الشعب الفلسطيني ملتفا حول الحركة ، فقد أعطاها الثقة في الانتخابات التشريعية و دعم الحكومة العاشرة و الحادية عشر للصمود و احتمال الحصار و ضيق الحال فضلا عن الجود بالأبناء و الرجال ، لذلك باءت كل محاولات إسقاط الحكومتين بالفشل و الحصار و إن كان لا زال قائما غير أنه يتفكك يوما بعد يوم ، لأن الجهود الدبلوماسية للحركة في الداخل و الخارج استطاعت أن تقنع كثيرا من أحرار العالم بأننا نملك الشرعية التي لا يكاد يوجد لها مثيل ،لا من حيث نزاهتها و لا من حيث نسبة الأصوات التي حصلت عليها الحركة ،ولطالما راهن أعدائنا من الاحتلال ومن بني جلدتنا ومن قوى إقليمية ودولية معادية على هبة الشعب الفلسطيني في وجه الحكومة ، لكن ذلك لم يزد الشعب إلا التفافا حول الحركة و تأيد الحكومة و باءت كل المحاولات بالفشل الذريع .

رسالتان

* لمن توجه الرسائل في ذكرى الانطلاقة ؟

الرسالة الأولى للشعب الفلسطيني أن حركة حماس ليست حركة سياسية فحسب ، بل هي حركة دعوية ، لا تبحث عن الدنيا و لا عن المناصب إلا بمقدار ما تسخر كل ذلك في خدمة الإسلام و المقاومة و الشعب و القضية ، لذلك أقدم النصيحة الصادقة بوجوب الاستمرار في دعم هذه الحركة حتى يتحقق التحرير و الحرية و الكرامة أن شاء الله تعالى ، فاصبروا و صابروا ورابطوا فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، و العاقبة للمتقين و عسى ربكم أن يهلك عدوكم ة يستخلفكم في الأرض ، فلينظر كيف تفعلون .

أما الرسالة الثانية فهي لحركة حماس و أبناءها فأنني أتوجه أليكم بضرورة إخلاص الجهاد لله ، ومزيدا من أعداد القوة مع التوكل مع الله وحده و الاستمرار في الالتحام بالشعب الفلسطيني و الأمة الإسلامية و في مقدمتها الشعوب العربية مع الصبر على الأذى و الصمود في وجه التحديات فإن أمال

الأمة الإسلامية بعامة و الشعب الفلسطيني نجاحه أضحت معقودة عليكم ، إذ إن معظم تلك الشعوب واقعة تحت اضطهاد حكومتها المدعية الشرعية و الوطنية وهي المحاصرة في حريتها و كرامتها و عزها تنتظر منكم أن تكسروا ذلك القيد عن معاصمهم بل عن أعناقهم ، ولا بد من استفزاز كامل الطاقات و تجير كل الإمكانيات في معركة المقاومة من ناحية و تقوية أركان النظام السياسي من

ناحية أخرى ، دون أن ننتظر جزاء أو شكورا ، فالآخرة خيرا و أبقى ، و المغفرة و الجنة و رضوان الله الأكبر هي المكافأة وما عدا ذلك فإنه لا يساوي عند الله جناح بعوضة.

المصدر:فلسطين الأن