حصيلة "بيع مصر" مزاد الأذرع الإعلامية و90% ديونا وعودة دولة الخديوي
كتبه فريق التحرير
سيطرت حالة من التخبط على الأذرع الإعلامية للانقلاب العسكري في تناول حصيلة تسول 3 أيام لمؤتمر بيع مصر الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 13 حتى 15 مارس الجاري، بحضور 59 دولة من أفقر بلدان العالم وأكثر اضطرابا وتستعر بها الحروب الأهلية والصراع على السلطة.
ولم تشترك صحيفة انقلابية مع أخرى في رقم واحد يكشف حصيلة اليوم الثاني فقط من المؤتمر، في وضعية تعكس عدم ورود المنشور اليومي من مكتب عباس كامل مدير مكتب السيسي لانشغاله بفعاليات المؤتمر وجني الرز من شيوخ النفط، فافتتحت "المصري اليوم" المزاد بحصيلة بلغت 53 مليار دولار تمثل غلة التسول حتى اليوم الثاني، وارتفع سقف "الوطن" إلى 55.7 مليار دولار، وعلت "البوابة" على سابقيها بـ 85 مليار دولار.
وواصلت صحف الانقلاب العزف على وتر إرضاء العسكر بمبالغات رقمية من نسج خيال صاحبها، ودغدغة مشاعر الشعب، فزعمت "اليوم السابع" أن الحصيلة بلغت 90 مليار دولار، وزادت عليها الشروق إلى 93 مليار دولار، فيما قررت "الأخبار" أن تكسب المزاد وتغلق تعاملاتها على 100 مليار دولار.
واللافت في مؤتمر "بيع مصر" ما أكده خبراء المال والاقتصاد أن أكثر من 90% من مشروعات المؤتمر عبارة عن اتفاقيات ومذكرات تفاهم طرفها الدولة، إلا أن التمويلات التي تقدر جزافا بـ 130 مليارا سيقتص منها 92 مليارا كقروض، وذلك سيضاف إلى ديون مصر المثقلة، والموازنة التي تعاني العجز، وهذا ما يدل على انعدام "الأمل الحقيقي" وزيادة المعاناة المصرية على المدى القصير والمتوسط والطويل.
واعترف قائد الانقلاب في كلمته بحقيقة السير على خطى الخديو إسماعيل بإثقال كاهل الدولة بديون متراكمة في مقابل بيع مصر في إمتيازات طويلة الأمد، ويدفع ثمنا كاملا الأجيال القادمة، حيث زعم السيسي أن مصر تحتاج إلى 200 أو 300 مليار دولار لتنفيذ المشروعات المطلوبة، وشرح كيف بذل جهودا خارقة في التفاوض مع الشركات من أجل تقليل نسبة الفائدة وتأجيل مدة الدفع إلى 12 عاما.
الأهم في المؤتمر أن المشروعات التي طرحت لتنفيذها بالديون الخارجية، لا يوجد بها مشروع إنتاجي واحد أو مصنع واحد يمثل قيمة مضافة وبارقة أمل للشباب، بقدر من أعلن عن عاصمة جديدة -تبرأت منها شركة إعمار الإماراتية وفقا لخبر حذفته الشروق بعد دقائق- ومتنزهات وملاهي ومولات وفنادق ومنتجعات سياحية ومطارات لخدمة رجال الأعمال.
وبعد ختام فعاليات المؤتمر، كانت أولى النتائج الملموسة هى بطبيعة الحال زيادة رواتب ضباط وضباط صف الجيش والشرطة بنسبة 30 % وفقا لشبكة "bbc"، ليثبت السيسي يوما بعد آخر أنه "لا والله ما حكم عسكر".
المصدر
- تقرير: حصيلة "بيع مصر" مزاد الأذرع الإعلامية و90% ديونا وعودة دولة الخديوي موقع بوابة الحرية والعدالة