حرب الشوارع في مدينة العريش .. خيار استراتيجي أم تطور نوعي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حرب الشوارع في مدينة العريش .. خيار استراتيجي أم تطور نوعي
حرب العريش.jpg


أحمد سالم - اخر تحديث الخميس 04 فبراير 2016


مقدمة

مرت أربع سنوات منذ أن بدأ الجيش المصري حملته العسكرية للقضاء علي ما يسميه ارهابا في سيناء و من وقتها و هو يستخدم نفس الوسائل في معركته و ينتظر نتائج مختلفة ؛ وبدلا من ان تتقلص قدرات المسلحين و مساحة سيطرتهم تمددوا غربا باتجاه العريش ذات الكثافة السكانية المرتفعة التي تمثل المنطقة الحضرية بمحافظة شمال سيناء و فيها تقع كل المباني الحكومية السيادية مثل مبني المحافظة و مديرية الامن و الكتيبة 101 و مبني المخابرات العامة و الحربية و غيرها ؛ و ها نحن نعيش اليوم ارهاصات حرب الشوارع في مدينة العريش و السؤال الذي يدور في اذهان المتابعين هل سيقدم الجيش علي اجراءات عقاب جماعي تشمل المدنيين كما فعلها و ما زال مع اهالي رفح و الشيخ زويد ؟!

استراتيجية الجيش عانقت الفشل فوق رمال سيناء

كانت مهمة الجيش في بداية العمليات العسكرية هي تفكيك شبكة قوية تتكون من حوالي ألف من المسلحين الجهاديين المحليين علي اقصي تقدير الذين يعملون بين عدد سكان يبلغ حوالي نصف مليون نسمة في سيناء و بفضل المقاربة الأمنية الغير مبصرة نجح الجيش في تحويل مشكلة أمنية محلية الي تمرد مسلح ذو امتداد اقليمي ؛ حدث هذا بعدما بايعت جماعة انصار بيت المقدس تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في نوفمبر 2014 بعد احداث كمين كرم القواديس الشهيرة.


هنا في سيناء يعلم الجميع ان سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الجيش دفعت الكثيرين من شباب الشيخ زويد و رفح الي الالتحاق بتنظيم ولاية سيناء رغبة منهم في أخذ الثأر لأهلهم الذين قتلوا في عمليات قصف عشوائي او بالتصفية الميدانية بسبب الاشتباه.


تنظيم ولاية سيناء استفاد من نقطة ضعف في استراتيجية الجيش المصري في شرق سيناء المعتمدة بشكل اساسي علي الكمائن الثابتة او حملات امنية متحركة تسير في طرق محددة ؛ فنوع من تكتيكاته و اساليبه فاستهدف الكمائن الثابتة و زرع المتفجرات في طرق سير الحملات الامنية و احيانا ما كان يقتحم المقار الامنية بواسطة انتحاريين ؛


وفي اعتقادي ان نقطة الضعف التي بني عليها تنظيم ولاية سيناء استراتيجيته ترتكز علي نظرية عسكرية شهيرة تقول ان ( الجيوش النظامية اذا تمركزت فقدت السيطرة و علي العكس اذا انتشرت فقدت الفعالية) و بناء عليها فقد اصبح مهاجمة الارتكازات الامنية التي تحتوي علي اعداد محدودة من الجنود و المنتشرة علي مساحات كبيرة هدفا سهلا كعصفور يقف علي شجرة في فصل الخريف ؛ كما رأينا مثلا في عملية استهداف كمين كرم القواديس ؛ و لكن مع ذلك لا يمكن القول ان عملية الحصار و سياسة الارض المحروقة التي مارستها القوات الحكومية لم تؤثر في التنظيم و اجبرته علي تعديل خططه و تغيير قائمة اولوياته و ارباكه في بعض الاحيان.



المصدر