حتى لا نكتفي بالوقوف على الأطلال

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حتى لا نكتفي بالوقوف على الأطلال
اسبوع مقاومة.jpg


بقلم : معتصم حمادة

من الطبيعي أن يتحول مخيم نهر البارد إلى مزار, يرتاده الضيوف من رجال السياسة, والمؤسسات الدولية, والمعنيين بالملف الفلسطيني عامة, وبقضية اللاجئين خاصة.

وأخر الزوار كان السيدة كارين أبي زيد, المفوض العام لوكالة الـ(أونروا), وكانت زيارتها واجبا عليها لتطلع ميدانياً على ما يعانيه مخيم البارد وسكانه النازحون.

أبي زيد, ادعت أمام الحاضرين أن عدد من الملفات الخاصة بأبناء البارد لم تعرض عليها, وليست على علم بها, منها على سبيل المثال التوصية بمنح الطلبة الجامعيين والثانويين من أبناء البارد التكاليف الكاملة للعام الدراسي الحالي, خاصة وأن أهاليهم يعيشون على المساعدات, وأن مدارس وكالة الغوث لا تعمل في المرحلة الثانوية, أما الجامعات في لبنان ـ كل الجامعات ـ تفرض على طلبتها رسوماً مالية فضلاً عن الحاجة إلى الكتب والمراجع, والتنقلات بين البداوي وأماكن النزوح وبين مدينة طرابلس أو بيروت حيث مقر الجامعة.

ويمكن اعتبار قضية الطلبة واحدة من القضايا الجزئية, على أهميتها الفائقة ـ إذا ما قورنت بمسألة إعادة إعمار مخيم البارد القديم.

والمخيم القديم هو المخيم <<الأصلي>>, وهو الذي بنته وكالة الغوث فوق الأرض المعترف بها مخيماً.

أما المخيم الجديد ـ فحسب علمنا هو أراضٍ لأصحابها, هم اشتروها, وهم بنوا منازلهم عليها, وصارت على صلة بالمخيم القديم فأطلق عليها مجازا المخيم الجديد.

إذن <<المخيم الحقيقي>> ما زال حتى الآن ركاما. لم يعمل على رفع الركام منه بذرائع شتى. وبالتالي فإن ورشة اعماره ما زالت معطلة.

هناك من يقول أن الأمر لا يتعلق بنزع الألغام والمتفجرات حرصا على من سيعملون في إعادة بنائه, وهناك من يقول أن التمويل لم يتوفر, ليست لإعمار المخيم فحسب, بل وكذلك لما هو أقل من ذلك أي رفع الركام. بالتالي, وبين أخذ ورد يلاحظ أن مصير المخيم بات في مهب الريح.

وكالة الغوث تقول أنها لا تمتلك مالا لإعادة الإعمار.

والحكومة اللبنانية تقول أنها ما زالت بانتظار وصول أموال الجهات المانحة.

وممثلية م.ت.ف تضع كل ثقتها في الحكومة اللبنانية, وتعيش هي الأخرى حالة انتظار.

واللجنة التنفيذية في م.ت.ف تضع كل ثقتها بممثلية م.ت.ف في بيروت.

والنازحون فقدوا الثقة بالجميع دون استثناء. وهكذا يدور المخيم المدمر في حلقة مفرغة لا ندري من أين سيكون مدخلها.

سكان المخيم لم يكفوا عن الاعتصام, وسوف يواصلون. ولكن هذا الضغط غير كافٍ. لا بد من ضغط أقوى, يقوم به كل الفلسطينيين في لبنان.

وهذا ما يجب العمل على أساسه والاعتماد على ممثلية م.ت.ف. في بيروت لا يكفي وحده ـ على أهميته ـ بل من واجب اللجنة التنفيذية أن تتحرك على كل المستويات.

لا بد من تحرك لإعادة اعمار المخيم حتى لا يتحول إلى أطلال, لا تصلح سوى أن نقف فوقها ونقول لأحفادنا: هنا, كان يوماً, مخيم اسمه نهر البارد.

المصدر