حبيب وهويدي ينفيان الخلاف بين الإخوان والأقباط

كتب-ياسر هادي
أكد المشاركون في الندوة التي عقدها مركزُ سواسية لحقوق الإنسان- لمناقشة وثيقة بعض الأقباط عن مطالبهم من جماعة الإخوان بعد فوزهم بنسبة 20% من البرلمان- أنه ليس هناك مشكلةٌ بين الأقباط والإخوان، وأن المشكلة افتعلها النظام المصري لترسيخ التنافر بين أبناء الوطن.
وقال المشاركون في الندوة التي شهدت إقبالاً كبيرًا من الباحثين والخبراء ووسائل الإعلام العالمية، وعُقدت مساء الثلاثاء 20/12/2005، إنه لم يكن هناك حدثٌ يستدعي هذا التخوفَ والقلق عن فوز الإخوان، مؤكدين أن القضية سياسية وليست متعلقة بموقف جماعة الإخوان من الأقباط.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد السيد حبيب- نائب المرشد العام للإخوان المسلمين- أن المناخ السياسي الفاسد بمصر هو الذي دفع لهذه المخاوف، واصفًا هذا المناخَ بأنه مريض وغير صحي ويسوده ثقافة الشك والريبة، مطالبًا بضرورة نشر الشفافية بشكلٍ مباشر بين كل الأطراف في الوطن بمن فيهم الإخوان والأقباط.
مؤكدًا أن هذا هو الحل لكثيرٍ من مشاكل مصر من بينها مشاكل الأقباط باعتبارهم جزء من الوطن، واتهم حبيبُ النظامَ المصري بأنه يقوم بتغذية ثقافة الشك والريبة وتوسيع دائرتها عن طريق التقوُّل ضد كل من الطرفين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يستدعي إصلاحًا سياسيًا حقيقيًا، وتضافرَ كل الجهود للوصول لهذا الإصلاح المنشود.
واعترض حبيب على ما ذهب إليه البعض من أن نجاح الإخوان في الانتخابات إنما كان بسبب الحرية التي يعملون بها، متعجبًا من أصحاب هذا الرأي، وقال إن الإخوان أكثر القوى السياسية اضطهادًا من قِبل الدولة ولم يتم اعتقال إلا أنصار الجماعة، مشيرًا إلى أن رأس الجماعة نفسه وهو المرشد العام يتحرك وسط حراسة أمنية مشددة مما يعوق حركته.
على جانبٍ آخر أكد الكاتب الكبير فهمي هويدي أنه لم يكن هناك داعٍ لإثارة هذه الأزمة عن موقف الإخوان من الأقباط، واصفًا إياها بأنها أزمة مفتعلة اعتبارًا بأنه لم يكن هناك حدث يبررها في وقتٍ توجد فيه قضايا أخري أكثر إلحاحًا من المفترض أنها تتعلق بواقع ومستقبل مصر.
وأضاف هويدي أنه ليس من المعقول أن يكون مجرد سطر في حوارٍ نُشر منذ عدة سنوات في جريدةٍ بغير اللغة العربية، وممكن أن يكون هناك خطأ في الترجمة بشأنها- في إشارةٍ لحوار المرشد الراحل مصطفي مشهور- مازالت هي المشكلة حتى الآن وتثير هذه الضجة عن موقف الإخوان من الأقباط، في الوقت الذي يوجد فيه تراث مكتوب لا يستطيع أحد أن ينكره سواء الأقباط أو الإخوان أو غيرهم وهو ما قاله الإمام الليث بن سعد "أن جميع الكنائس التي في مصر بُنيت بعد الإسلام".
وطالب هويدي الأقباطَ الذين ينادون الإخوان بمراجعة مواقفهم من الآخر، أن يراجعوا هم أنفسهم وقبل غيرهم مواقفهم من الآخر أيضًا حتى يصل الجميع لاتفاقٍ من شأنه الارتقاء بالوطن.
وفي مشاركته قال الدكتور سيف عبد الفتاح- الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية-: إن مبادرة سمير مرقص عن مطالب الأقباط إنما جاءت نتيجة ضغوط الظروف ولذلك فهي عبارة عن تجميعٍ لما يُقال في الشارع القبطي، موضحًا أنه كان يجب أن تثار هذه القضية عندما يوجد حدث متعلق بها، مؤكدًا أن فوز الإخوان لم يكن هو الحدث الملائم لإثارة هذه القضية.
المصدر
- خبر: حبيب وهويدي ينفيان الخلاف بين الإخوان والأقباط موقع اخوان اون لاين