جريمة في سيناء

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
جريمة في سيناء

بقلم : أحمد القاعود

(21/02/2014)

مقتل عدد [5] فرد من العناصرالتكفيرية الخطرة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية والقبض على [3] آخرين .

ليس هذا جزء من بيان لشركة إبادة قوارض استأجرتها لحماية مزرعتك أو منزلك من فئران مزعجة ، و ليس جزءا من بيان لجيش الاحتلال الصهيوني حول عملية له ضد أهلنا في فلسطين المحتلة ، و ليس جزءا من بيان للجيش الأمريكي حول عملياته ضد المسلمين في عدة دول من أرجاء المعمورة .

إنه مقتطف من بيان للمتحدث العسكري باسم الجيش المصري ، الاثنين الماضي ، ليزف البشري لمتابعيه علي موقع فيس بوك أن قواته قتلت 5 مواطنين مصريين في سيناء . و لما لاحت البشارة سارع المتابعون والأنصار بالتهليل و التكبير و مدح الأيادي القاتلة وشد الأزر و الحث علي قتل المزيد .

و في سيناء ، كمصر كلها، يسود منطق الغابة ، القوي يقتل الضعيف ، و يتلذذ بتعذيبه ، لمجرد التعذيب لا لشيئ أخر .

لا دستورهم ، الأفضل بزعهم فيما يخص حقوق الانسان ، طبق ، ولا قانونا فرض و التزموا به . مصر الآن مسرحا للعبث ، تنتقل بسرعة من الهامش الذي أوجدت فيه قسرا ، إلي خارج السياق تماما . مصر الأن خارج الحضارة بالنسبة لبني البشر و مخاصمة للمنطق بالنسبة لأصحاب العقول .

في سيناء يموت المصريون بلا سبب وبلا منطق و بلا غاية إلا شهوة سادية للقتلة يتلذذون بها ، و سيناء بالضرورة جزء من الغابة الأكبر مصر ..

قبل أيام ظهر تسجيل قديم لقائد الانقلاب يتحدث فيه عن مخاطر التعامل الأمني و العسكري مع مواطني سيناء دون النظر أو حل مشاكلهم سياسيا و اجتماعيا . و بعد انقلابه الدموي هاهو يشن حملة إرهاب ضد شعب نفس المنطقة ، لا منطق فيها ولا عقل .

و عندما تذكر الحرب ضد أهل سيناء ، يجب التذكير بجنوب السودان ، تلك الأرض الواسعة من وطننا ، و انفصلت مؤخرا بسبب جرائم السلطات ، و ظروف أخري . و شن هذه الحرب علي جزء من مصر و محاصرته و وقف تنميته من قبل النظام الدموي ، هو عمل بالأساس لصالح الكيان الصهيوني و خدمة لدولة إسرائيل .

الجريمة المستمرة في سيناء منذ أشهر لم تجد حتي الآن من يتحدث عنها . الجميع خضع لقسوة البيادة وبطشها ، و إن لم تكن تصفق لعمليات القتل خارج القانون الانساني ، فالبتأكيد ستصمت ، حتي لا تطالك النيران . و كم من مؤسسة حقوقية في السابق أثارت الدنيا ضجيجا لمجرد إعتقال عدد من أبناء شبه الجزيرة ، و كم من ناشط وصف بالسيناوي تحدث عن معاناة أهل سيناء من الاعتقال و الخطف و التعذيب .

و الآن لا أحد يتحدث ، انطفيء نور الأعين لتعمي عن جرائم ضد الانسانية ، ليبصر به قائد الانقلاب " ألسنا نور عنيه " ؟!! الحناجر شلت كذلك .

أسوأ ما يمكن أن يحدث في مصر هو جرائم الدولة ضد المناطق ، و شنها حربا ضد الأهالي لمجرد سكنهم في مكانبعينه ، هذه الحرب المناطقية شنت علي قرية " دلجا " بالمنيا و مدينة كرداسة بالجيزة ، لمجرد أن تيارا عاما بين الأهالي يرفض إرهاب السلطة ، و سرقة إرادة الشعب لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .

أخطر هذه الحروب المستمرة منذ حوالي ثمانية أشهر هي الحرب علي أهل سيناء ، فكونك من أهل شبه الجزيرة هذه أو بدويامنها فأنت هدف لصواريخ و رصاص الانقلاب ، و بيتك هدفا للحرق و نساؤك سبايا للذكور القتلة ، و قد تجد جثمانك أو جثمان أحد أقاربك معلما تذكاريا يلتقط أحد القتلة أو بعضهم الصور بجواره ليتفاخر علي مواقع التواصل الاجتماعي بما اقترفت يداه .

و بينما تنشغل السلطة بقتل المتظاهرين السلميين المطالبين بالكرامة ، تنفجر الحافلات بالسائحين في جنوب سيناء ، و يتوه أخرون في الجبال ويموتون بردا ، و يوما بعد الأخر يفقد المصريون مصادر أرزاقهم و تتلاشي السياحة شيئا فشيئا . المهم أن المتظاهرين قتلوا ، و علي السائحين اتخاذ حذرهم اذا ما قرروا زيارة مصر!! .

في هذه الغابة الكبيرة التي يغيب فيها المنطق و العقل يجد المرء نفسه أسير أمرين ، إما النصر أو الشهادة . إما مقاومة السلطة الارهابية ، سلميا ، و العمل علي انهاء وجودها في مصر ، أو الموت برصاص ذكورها أثناء هذه المقاومة .

و لما كان الرعب من بطش السلطة و فجرها غير المسبوق سيد الموقف ، من قبل ثلة تصدرت المشهد سابقا بزعم أنهم ثوار أو مدافعين عن الحقوق و الحريات ، فإن الإصرار علي انتزاع الحرية و الكرامة هدف لا يجب أن تفتر أمامه عزيمتنا – نحن الثوار - مهما طال الوقت ، فلا نصر يستحق الوصول إليه لم يدفع لأجله أغلي الأثمان .

صحفي وباحث إعلامي

https://www.facebook.com/ahmed.k3oud

https://twitter.com/ahmedelkaoud

المصدر