جائزة دبي تختار زغلول النجار شخصية العام الإسلامية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
جائزة دبي تختار زغلول النجار شخصية العام الإسلامية


مقدمة

أعلنت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عن اختيار الدكتور زغلول النجار شخصية العام الإسلامية في دورتها العاشرة وذلك لدوره المتميز في خدمة القرآن الكريم وعلومه من خلال مجال الإْعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية.

وقال المستشار إبراهيم محمد بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة إن الدكتور زغلول النجار من العلماء البارزين في الأمة الإسلامية بما يقوم به من خدمات كثيرة في الدعوة الإسلامية واستجلاء عظمة كتاب الله بما يحتوي عليه من مظاهر في الإعجاز العلمي، وأشار إلى أن الدكتور النجار له العديد من المحاضرات والمؤلفات والأشرطة في هذا الجانب الحيوي، حيث يعتبر ما قام به انصافا لهذا المجال.وأضاف بو ملحة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي الجائزة رحب وبارك هذا الاختيار وأثنى على جهود الدكتور زغلول النجار، وسموه من المتابعين لجهود الدكتور النجار.

ومن جانبه قال الدكتور سعيد حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة ان الدكتور زغلول النجار هو أول من ربط الإعجاز العلمي الحديث بالقرآن الكريم وبدأ في ذلك منذ 50 عاماً، ومن ثم انتشر هذا العلم في العالم العربي والإسلامي وفي العالم الغربي، واستحدث له ولأول مرة كراسي في الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، إضافة إلى جهده الشخصي. وأوضح الدكتور سعيد حارب أن هذا الاختيار يأتي متوافقا مع توجه الجائزة بالاهتمام بالإْعجاز العلمي في القرآن، مؤكدا أن الجائزة قامت بطباعة عدد من الكتب في هذا المجال، وأشار إلى أن خدمة القرآن الكريم ليست فقط في تلاوته وحفظه وإنما تمتد إلى علومه المتعددة، وهذه رسالة الجائزة.

وقال عارف جلفار رئيس وحدة الأنشطة والبرامج إن اهتمامات الدكتور زغلول النجار بالإعجاز العلمي في القرآن بدأت في الخمسينات وهو صاحب فكرة تأسيس مقعد للإعجاز في جامعة عجمان.

وقد حضر المؤتمر الصحافي كل من سامي قرقاش رئيس وحدة العلاقات العامة وأحمد الزاهد رئيس وحدة الإعلام وعبدالرحيم أهلي رئيس وحدة المالية والإدارية.

نبذة عن شخصية العام الإسلامية

ولد الدكتور زغلول راغب محمد النجار في قرية مشاري، مركز بسيون بمحافظة الغربية في 17 نوفمبر عام 1933م. حفظ القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده الذي كان يعمل مدرساً بإحدى مدارس المركز. وقد حرص الوالد دائماً على غرس القيم الدينية والأخلاقية في حياة أبنائه، حتى أنه كان يعطي للأسرة درساً في السيرة أو الفقه أو الحديث على كل وجبة طعام.

يذكر الدكتور عن والده عادة غريبة أثناء تسميعه القرآن لأبنائه، حيث كان يرد الخطأ حتى ولو كان في نعاس تام، فلم يكن غريباً إذن أن ينشأ الدكتور زغلول النجار بقلب متعلق بالإيمان بالله والدعوة في سبيله، تدرج الدكتور زغلول في مراحل التعليم حتى التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة في عام 1951م، ثم تخرج في قسم الجيولوجيا بالكلية في عام 1955، حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف، وكان أول دفعته، وفي عام 1959 لاحت أول انطلاقة حقيقية للدكتور زغلول النجار في إثبات ذاته، حيث دعي من جامعة آل سعود بالرياض إلى المشاركة في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك.

عالم وداعية

للدكتور زغلول النجار اهتمامات واسعة متميزة ومعروفة في مجال «الإعجاز العلمي في القرآن الكريم»، حيث يرى أنه وسيلة مهمة وفعالة في الدعوة إلى الله عز وجل، ويقول عن تقصير علماء المسلمين تجاه هذه الرسالة: «لو اهتم علماء المسلمين بقضية الإعجاز العلمي وعرضوها بالأدلة العلمية الواضحة لأصبحت من أهم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل».

ويرى أنهم هم القادرون وحدهم بما لهم من دراسة علمية ودينية على الدمج بين هاتين الرسالتين وتوضيحهما إلى العالم أجمع، لذلك اهتم الدكتور زغلول بهذه الرسالة النابعة من مرجعيته العلمية والدينية في فكره، منذ شبابه.

وجاب د. زغلول البلاد طولاً وعرضاً داعياً إلى الله عز وجل، ولا يذكر أن هناك بلداً لم يتحدث فيه عن الإسلام من خلال الندوات والمؤتمرات أو عبر شاشات التلفزة، أو حتى من خلال المناظرات التي اشتهرت عنه في مجال مقارنة الأديان.

ويوجه د. زغلول حديثه إلى كل شاب وفتاة بأن عليهم فهم هذا الدين، وحمل تعاليمه إلى الناس جميعاً، فيقول في إحدى محاضراته: « نحن المسلمون بأيدينا الوحي السماوي الوحيد المحفوظ بحفظ الله كلمة كلمة وحرفاً حرفاً قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، وأنا أؤكد على أن هذا المعنى، لأني أريد لكل شاب وكل شابة مسلمة أن يخرج به مسجلاً في قلبه وفي عقله، ليشعر بمدى الأمانة التي يحملها على كتفيه». كما يؤمن د.زغلول بأن علينا تسخير العلم النافع بجميع إمكاناته.

وأن أحق من يقوم بهذا هو العالم المسلم: «فنحن نحيا في عصر العلم، عصر وصل الإنسان فيه إلى قدر من المعرفة بالكون ومكوناته لم تتوفر في زمن من الأزمنة السابقة، لأن العلم له طبيعة تراكمية، وربنا سبحانه وتعالى أعطى الإنسان من وسائل الحس والعقل ما يعينه على النظر في الكون واستنتاج سنن الله»، ويقول في موضع آخر:

«ولما كانت المعارف الكونية في تطور مستمر، وجب على أمة الإسلام أن ينفر في كل جيل نفر من علماء المسلمين الذين يتزودون بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كتاب الله».

موقف لا يُنسى

في أكتوبر من عام 1961م، كانت الباخرة التي ستقل الدكتور زغلول إلى إنجلترا راسية على ميناء بورسعيد.. وفي أثناء إنهاء إجراءات السفر فوجئ الدكتور بأنه ممنوع من السفر.

وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع إلغاء هذا القرار هو مدير جوازات بورسعيد.. والذي لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، فكان الدكتور زغلول النجار وأخوه محمد النجار في سباق مع الزمن الذي لم يبقَ منه إلا القليل، ذهبا إلى البيت فلم يجداه، ثم توجها إلى مستشفى الولادة ببورسعيد حين علما بأنه هناك مع زوجته وهي في حالة وضع. «كان ضابطاً شهماً» كما يصفه الدكتور زغلول وقال لهما: «إن زوجتي اليوم كتبت لها حياة جديدة، ولذلك ستسافر، وليكن ما يكون»، أصدر الضابط أوامره إلى السفينة التي كانت تحركت بالفعل للوقوف في عرض البحر، واستقل الثلاثة قارباً صغيراً في جنح الظلام، وأنزلت السلالم من السفينة في مشهد من جميع ركابها.. يقول د.زغلول «لم أتخيّل ارتفاعاً أكبر من ذلك في حياتي».

أبحاثه العلمية في إنجلترا

قدّم الدكتور زغلول في فترة تواجده بإنجلترا أربعة عشر بحثاً في مجال تخصصه الجيولوجي، ثم منحته الجامعة درجة الزمالة لأبحاث ما بعد الدكتوراه «1963م ـ 1967م»..

وأوصت لجنة الممتحنين بنشر أبحاثه كاملة.. وهناك عدد تذكاري مكون من 600 صفحة يجمع أبحاث الدكتور النجار بالمتحف البريطاني الملكي طبع حتى الآن سبع عشرة مرة.

انتقل الدكتور زغلول بعد ذلك إلى «الكويت» حيث شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك عام 1967م، وتدرج في وظائف سلك التدريس حتى حصل على الأستاذية عام 1972م، وعين رئيسا لقسم الجيولوجيا هناك في نفس العام.. ثم توجه إلى قطر عام 1978م إلى عام 1979م وشغل فيها نفس المنصب السابق، وقد عمل قبلها أستاذا بجامعة كاليفورنيا لمدة عام واحد في سنة 1977م.

نشر للدكتور زغلول ما يقرب من خمسة وثمانين بحثا علميا في مجال الجيولوجيا، يدور الكثير منها حول جيولوجية الأراضي العربية كمصر والكويت والسعودية.

من هذه البحوث: تحليل طبقات الأرض المختلفة في مصر ـ فوسفات أبو طرطور بمصر ـ البترول في الطبيعة ـ احتياطي البترول ـ المياه الجوفية في السعودية ـ فوسفات شمال غرب السعودية ـ الطاقة المخزونة في الأراضي السعودية ـ الكويت منذ 600 مليون عام مضت. ومنها أيضا:

مجهودات البشر في تقدير عمر الأرض، الإنسان والكون ـ علم التنجيم أسطورة الكون الممتد ـ منذ متى كانت الأرض؟ زيادة على أبحاثه العديدة في أحقاب ما قبل التاريخ (العصور الأولى) كما نشر للدكتور زغلول ما يقرب من أربعين بحثا علميا إسلاميا، منها: التطور من منظور إسلامي ـ ضرورة كتابة العلوم من منظور إسلامي ـ العلوم والتكنولوجيا في المجتمع الإسلامي ـ مفهوم علم الجيولوجيا في القرآن ـ قصة الحجر الأسود في الكعبة ـ حل الإسلام لكارثة التعليم ـ تدريس الجيولوجيا بالمستوى الجامعي اللائق.

وله عشرة كتب: منها الجبال في القرآن، إسهام المسلمين الأوائل في علوم الأرض، أزمة التعليم المعاصر، قضية التخلف العلمي في العالم الإسلامي المعاصر، صور من حياة ما قبل التاريخ.. وغيرها كما كان له بحثان عن النشاط الإسلامي في أميركا والمسلمون في جنوب افريقيا.. بجانب أبحاثه المتميزة في الإعجاز العلمي في القرآن.

والذي يميز حياة د. زغلول النجار ان تقاريره الاستشارية والأبحاث غير المنشورة بلغت ما يقرب من أربعين بحثا. واشرف على أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراه في جيولوجية كل من مصر والجزيرة العربية والخليج العربي ورسم د. النجار أول خريطة جيولوجية لقاع بحر الشمال.. وحصل على عدة جوائز منها «جائزة أحسن بحوث مقدمة لمؤتمر البترول العربي عام 1975م وجائزة مصطفى بركة للجيولوجيا».

والدكتور زغلول النجار عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية منها: لجنة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم، وهي تفوق في قدرها جائزة نوبل للعلوم.. واختير عضوا في تحرير بعض المجلات في نيويورك وباريس ومستشارا علميا لمجلة العلوم الإسلامية ISLAMIC SCIENCE التي تصدر بالهند.. وغيرها..

وقد عين مستشاراً علمياً لعدة مؤسسات وشركات مثل مؤسسة روبرستون للأبحاث البريطانية، شركة ندا الدولية بسويسرا وبنك دبي الإسلامي بالإمارات. وقد شارك في تأسيس كل من بنك دبي وبنك فيصل المصري وبنك التقوى.

وهو عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية بالكويت، عضو مؤسس للهيئة العالمية للإعجازى العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، (رابطة العالم الإسلامي ـ مكة المكرمة)، وعضو مجلس إدارتها، عضو مجلس إدارة المجلس العالمي للبحوث الإسلامية ـ القاهرة، عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ـ الكويت وعضو مجلس إدارتها.

وقد شارك في تأسيس كل من بنك دبي الإسلامي ـ وبنك فيصل الإسلامي المصري وبنك التقوى.

كما حضر العديد من المؤتمرات العلمية الدولية والمحلية، وكذلك المؤتمرات الإسلامية على مختلف المستويات وله برامج تلفازية وإذاعية عديدة (إسلامية وثقافية متنوعة).

وجاب أقطار الأرض محاضراً عن الإسلام وقضايا المسلمين خاصة قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، امتدت من كندا شمالاً إلى أستراليا وجنوب أفريقيا جنوباً، ومن الأميركتين غرباً إلى أواسط آسيا شرقاً.

الجوائز العلمية

حصل الدكتور زغلول النجار على العديد من الجوائز العلمية منها: جائزة مسابقة التوجيهية، وزارة التربية والتعليم ـ مصر (1951م) وكان أول الحاصلين عليها، جائزة بركة لعلوم الأرض جامعة القاهرة (1955م) وكان أول الحاصلين عليها، جائزة روبرتسون للأبحاث فيما بعد الدكتوراه (جامعة ويلز بريطانيا سنة 1963م ـ 1967م)، درجة زمالة جامعة ويلز ـ بريطانيا سنة 1963م، جائزة أفضل البحوث المقدمة لمؤتمر البترول العربي سنة 1970م ـ 1972م، جائزة أفضل البحوث المقدمة لمؤتمر الأحافير الدقيقة الطافية بكل من جنيف ـ سويسرا (1967م)، روما ـ إيطاليا (1970م)، منح جائزة تقديرية من جمعية علماء الأحافير المصرية.

منح أنواطاً من كافة الجامعات المصرية والعربية، من عدد من الجامعات وعدد من النقابات العلمية والمهنية من داخل مصر وخارجها، منح العديد من شهادات التقدير من مؤسسات عربية وأجنبية، منح جائزة رئيس جمهورية السودان التقديرية، ووسام العلوم والآداب والفنون الذهبي عن سنة 2005م.

وله أكثر من مئة وخمسين بحثاً ومقالاً علمياً منشوراً، وخمسة وأربعين كتاباً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، له مقال أسبوعي بجريدة الأهرام القاهرية عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تحت عنوان «من أسرار القرآن» صدر منه حتى الآن أكثر من مئتين وخمسين مقالاً، وله مقال يومي طوال شهر رمضان بعنوان «من الإعجاز العلمي في السنة» وسلسلة مقالات متنوعة في كل من مجلات (الدعوة) و(الإعجاز) وعدد من الأشرطة السمعية والبصرية والأسطوانات المدمجة في مجالات متعددة أهمها (الإسلام والعلم )

عن موقع جائزة دبي للقرآن الكريم

المصدر