ثمار أوسلو المرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ثمار أوسلو المرة

2008-09-15

بقلم : رشيد حسن

ما الذي حققته «أوسلو» بعد مضي 15 عاماً على توقيعها، سؤال طرح ويطرح نفسه بقوة في ذكرى التوقيع التي مرت في الثالث عشر من الشهر الجاري.

وبهذا الصدد نستطيع أن نقول وبالفم الملآن، وبكل موضوعية، وبتجرد واحتكاماً إلى الواقع والوقائع، بأنها لم تحقق شيئا، وكان نتيجتها صفرا مكعبا كما يقال.

وقبل أن نستطرد في رصد الفواجع التي حلت بالشعب الفلسطيني خلال هذه السنوات العجاف، لا بد أن نشير إلى أن تحليلات وتوقعات المعارضين لأوسلو، والذين رفضوا في حينها الانضمام إلى الصف المؤيد، وآثروا الاستقالة والابتعاد عن صخب المرحلة، وبالذات المرحوم شاعر فلسطين محمود درويش وشفيق الحوت والمرحومين ادوارد سعيد وجورج حبش، وكثيرين ممن قضوا، وآخرين لا يزالون قابضين على جمر القضية متمسكين بثوابتها، قد صدقت، وتحقق ما حذروا منه، و أسوأ من ذاك بكثير، حيث رفض العدو الصهيوني ولا يزال الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وكانت كلمة درويش التي أرفقها بالاستقالة أبلغ تعبير عن هذا الرفض «أصبحنا شعبا بلا ماضْ ولا تاريخ».

إن أخطر ما حققته أوسلو في تقديرنا أنها أولاً: وضعت نهاية لانتفاضة الحجارة، وكان هذا مطلب إسرائيل الرئيس، فاستمرار هذه الانتفاضة كفيل بأن يضع إسرائيل في خانة القوة المحتلة، والمعادية لحقوق الإنسان، وأن يكشف زيف ديمقراطيتها أمام العالم، وأن يؤدي إلى تعاظم حركة المعارضة الإسرائيلية للاحتلال وإلى تزايد حركة المعارضة في العالم، هذا إلى جانب أن أوسلو أعفت سلطة الاحتلال من تبعات مسؤولياتها عن السكان، وأصبحت السلطة الفلسطينية مسؤولة مباشرة عن رعاية السكان وشؤونهم، وعن التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي.

إن من يقرأ مباحثات أوسلو وعلى لسان أبطالها، وما كتب عن المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، لا يفاجأ مما آلت إليه، بعد أن لمس الإسرائيليون اللهفة الفلسطينية إن جاز التعبير للوصول على اتفاق، بحكم الظروف الصعبة التي آلت إليها القضية الفلسطينية بعد حرب الخليج الأولى، ومحاصرة المنظمة من قبل الأنظمة العربية.

فإسرائيل وبقيادة الثنائي رابين ـ بيريس آنذاك، انطلقت من وحي أن المنظمة هي الجهة الوحيدة القادرة على التوقيع، وأن الظروف المحيطة بها قد تدفعها للتنازل، وهذا ما حدث فعلا، ومن هنا كان التشدد الإسرائيلي الذي مثله رابين، وفحواه أن أوسلو لا تتخطى سقف الحكم الذاتي، وهذا ما أكده الخبير القانوني المصري طاهر الشاش لدى إطلاعه على الاتفاقية لأول مرة، عندما طلب منه عرفات إبداء رأيه قانونيا قبل التوقيع عليها.

إلى جانب ذلك فتحت أوسلو اوتستراد التطبيع مع العدو، وهذا في تقديرنا كان ولا يزال أخطر نتائجها والمنفذ الذي استغلته العدو، لإسقاط جدران المقاطعة العربية.

وأخيرا... لقد حصلت إسرائيل في أوسلو على ما لم تكن تحلم به في حين لم تحصل السلطة إلا على حكم ذاتي منقوص، والأخطر من كل ذلك، أن العالم يكاد ينسى أن فلسطين محتلة، وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل أرضا للغير، بعد أن أفرغت المفاوضات من معناها ومحتواها الحقيقيين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


المصدر

المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات