تماسك ووحدة الأسرة التربوية في قطاع غزة
2008-08-26
بقلم : ياسرزهيرخليل
انطلق العام الدراسي الجديد في قطاع غزة وسط تغيبٍ كبيرٍ لمدراء المدارس والمدرسين تجاوزت نسبته الـ 80% وذلك استجابةً لقرار الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين والذي دعا إلى الالتزام بالإضراب الشامل لمدة خمسة أيام في مدارس القطاع، احتجاجاً على إقصاء عدد من موظفي وزارة التربية والتعليم، واحتلال مقر الاتحاد العام للمعلمين في قطاع غزة و عملية التنقلات التعسفية التي نفذتها حماس بحق المعلمين الملتزمين بالشرعية الفلسطينية وبالرغم من قيام حماس بالأجراءات لعرقلة الأضراب إلا أن الأسرة التربوية قالت كلمتها وهي لا للمس بهذا القطاع بأي شكل من الأشكال والذي إن عبر هذا الألتزام الكبير بالأضراب والذي يعتبر صفعة لمنتهكي هذا القطاع الصامد إنما يعبر عن إلتزام الأسرة التربوية في قطاع غزة بالشرعية الفلسطينية الذي ظلت دائمآ وأبدآ تضع نصب اعينها العملية التعليمية والتربوية ودفعها قدما للامام , على اعتبار ان قطاع التعليم يمثل نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني ومسؤولية هذا القطاع في النهوض بالمجتمع الفلسطيني والدفع بالمجتمع الفلسطيني ليأخذ موقعه بين المجتمعات المتطورة وليكون له مكانته العلمية والثقافية وكما يدلل هذا الألتزام على مدى تماسك المعلمين ووحدتهم رغم القمع الذي يتعرضون له من تهديد وإعتقال واستخدام الهراوات ويؤشر إلى رفض الأسرة التربوية في القطاع لسياسة الأقصاء المتبعة والذي من المفترض تحييد هذا القطاع من التجاذبات السياسية وإخراجه من دائرة المناكفات السياسية وعدم زج القطاع التعليمي إلي المجهول والتدمير وربطه بالاجندة الحزبية والذي من شأنه يقود إلى تهديد و إعاقة العملية التعليمية وتهديد النسيج الاجتماعي لمجتمعنا الفلسطيني وكما يهدد مصلحة أبنائنا الطلبة ومستقبلهم لاداء رسالة العلم التي هي انبل الرسائل والتي أعتبرها الشعب الفلسطيني على مدى سنوات نضاله رسالة وطنية وسلاح قاوم به الاحتلال الإسرائيلي و قاوم سياسة الجهل والتجهيل التي سعى الأحتلال لفرضها على الأجيال الفلسطينية .
إن قيام حماس وللأسف بإغلاق وإحتلال مقر الاتحاد العام للمعلمين في قطاع غزة والذي يعتبر مسآ خطيرآ بالعمل النقابي و القرارات التعسفية بحق المدراء والمدرسين والذي جاء متزامنآ مع إفتتاح العام الدراسي الجديد إن هذا العمل اللأمسؤل كان معروفآ أنه من شانه ان يعيق افتتاح العام الدراسي في قطاع غزة ويفسد على الأسرة التربوية والأهالي و الطلبة الفرحة وهنا نسأل :هل ستتحمل حماس المشكلات الناجمة عن إجراءاتها التعسفية هذه، ومسؤولية أي خلل يصيب العملية التربوية أم ستدمر العملية التعليمية وهذه المؤسسة وهذا القطاع الأساسي كما دمرت سابقاتها من المؤسسات الفلسطينية التي بناها الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية سؤال سيبقى مطروحآ ما دمنا نشهد يومآ بعد الآخر مثل هذه الأجراءات المضرة من عبث وتدمير بالمؤسسات والهيئات المجتمعية و الوطنية في القطاع الحبيب .
