تقديم المستشار عبد الله العقيل لكتاب "صيام التطوع"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
تقديم المستشار عبد الله العقيل لكتاب "صيام التطوع"

المستشار عبد الله العقيل

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، محمد بن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

مما يسعد المسلم، ويثلج صدره، أن يرى هذا الإقبال من شباب الإسلام المعاصرين على التفقه في الدين، وربط مفاهيمهم بالكتاب والسنة، والاحتكام إليهما في كل ما يعرض لهم من قضايا وشؤون، ولقد سرني أن يتجه الأخ الكريم الأستاذ شريده المعوشرجي إلى العناية بأمر السنة النبوية، ويستهدي بها في إيراد الأحاديث الثابتة في صيام التطوع، فلقد كانت رسالته في هذا الموضوع رسالة جامعة وافية، اشتملت على ما صح عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في فضل صيام التطوع والترغيب فيه، وبيان فائدته العظيمة في تربية المسلم على الصبر عن الشهوات، والثبات في الشدائد والصمود أمام البلاء.

ونحن ـ المسلمين ـ مطالبون بالاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم): (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (الأحزاب:21)، والامتثال لما يأمرنا به (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الحشر:7)، والتعبد لله كما كان يتعبد: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (رواه البخاري)، والأخذ عنه في مناسكنا (خذوا عني مناسككم) (متفق عليه)، فكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم (صلى الله عليه وسلم)، وكل ما جاء عن السلف الصالح (رضوان الله عليهم) موافقًا للكتاب والسنة، فهو المقبول، وما عداه، فهو المرفوض (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

وإن من أخطر الأمور التي مُني المسلمون بها في عصورهم المتأخرة، بعدهم عن منهج الكتاب والسنة، وتعصبهم لقول فلان، وجمودهم على رأي علان.

ولقد بيَّن المؤلف ـ جزاه الله خيرًا ـ أن كثيرًا من المسلمين يكتفون بصيام رمضان وحده، ويحرمون أنفسهم ثواب صيام التطوع الذي وردت فيه الأحاديث الكثيرة الدالة على عظم مثوبته، كما أن بعض من يصومون تطوعًا لا يلتزمون بمنهج المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في الصيام، ويخالفون هديه بابتداعهم وعدم اتباعهم.

والإسلام اليوم يجاهد أعداء كثيرين، وهو في حاجة إلى جيل من الشباب المؤمن الذي يتمسك بكتاب الله (عز وجل)، ويطبق سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويحمل لواء الدعوة إلى مصدري التشريع الإسلامي، وهما: كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)؛ فإن الآراء والأهواء قد طغت على مفاهيم كثير من الناس، وصاروا يفتون بلا علم ولا هدى، ولا دليل من كتاب أو سنة، وتلك ـ ولا شك ـ كبرى المشكلات، وأساس البلاء، ومصدر الشقاء لما نحن فيه من فرقة وشتات.

والأمل في الله كبير في أن يُوفَّق المسلمون إلى العودة إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم، وإطراح ما عداهما مما يخالفهما (وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) (الأنعام:152).

والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب، ويجزي المؤلف عن الإسلام وأهله خير الجزاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المستشار/عبد الله العقيل

مدير إدارة الشؤون الإسلامية بالكويت

المصدر