تصريح صحفي للإخوان بشأن انتخابات المرحلة الأولى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
تصريح صحفي للإخوان بشأن انتخابات المرحلة الأولى


11-11-2005

تصريح صحفي من الإخوان المسلمين حول وقائع الجولة الأولى من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ب مصر 2005 م

نتوجه بالشكر إلى الله تعالى الذي وفقنا إلى القيام بواجبنا تجاه وطننا العزيز، ونسأله تعالى أن يتقبل عملنا خالصًا لوجهه الكريم، كما نسأله أن يجعلنا عند حسن ظن الشعب المصري العظيم الذي احتضن مرشحينا، وسارع إلى إظهار تأييده لهم؛ بتصويته لصالحهم بعد أن التقى حولهم بصورةٍ مشرفة أثناء حملتهم الانتخابية.

لقد أظهر شعب مصر بإقباله على التصويت روحًا جديدة وإيجابية نتمنى أن تستمر حتى نهاية المراحل الثلاث، ونحن إذ نتوجه إليه بخالص الشكر ندعوه إلى حماية إرادته الحرة بكل الطرق والوسائل السلمية، حتى لا تسوّل لأى من كان أن يحاول تزوير إرادته أو تغيير نتائج التصويت خاصةً في جولات الإعادة في المراحل الثلاث.

وشكرًا للإعلام المتزن الموضوعي الصادق الذي نقل صورةً معبرة، بينما كان انحياز الإعلام المصري خاصةً التليفزيون والجرائد والمجلات القومية سافرًا ضد جماعة الإخوان المسلمين.

إن قواعد الإخوان المسلمين نساء ورجالاً، شيبًا وشبابًا، فتيةً وفتياتٍ قاموا بجهدٍ رائع متميز شهد به جميع المراقبين المحايدين، فالله نسأل أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يتقبل منهم وأن يكونوا نماذج حية للممارسة السياسية النظيفة الملتزمة بالقواعد الأخلاقية الإسلامية.

وندعوهم إلى المثابرة والمصابرة، وإلى المزيد من بذل الجهد والالتفاف حول الصناديق وحماية الإرادة الشعبية، وأن يحتسبوا جهدهم عند الله- عز وجل- وأن يتسلحوا بروح الأمل والإصلاح، ولا ينسوا أنهم قدموا هذا الجهد ابتغاء مرضاة الله ورغبة في مثوبته وأملاً في النهوض بمصر كي تكون قادرة على التحديات الداخلية والخارجية، وكي تتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم.

لقد تقدم في المرحلة الأولى 52 مرشحًا للإخوان ، وأظهرت النتائج المعلنة فوز 4 منهم في الجولة الأولى وهم: الأساتذة المحمدي عبد المقصود (عمال) الدائرة (24) بحلوان، عادل حامد (عمال) دائرة السيدة زينب، سعد حسين (عمال) دائرة البتانون منوفية ، محمد شاكر الديب (فئات) دائرة الواسطى بني سويف، كما يخوض (42) من مرشحي الإخوان الجولةَ الثانية للإعادة في دوائر الساحل، المطرية والنزهة ومدينة نصر وعابدين والتبين و مايو ومصر القديمة بمحافظة القاهرة .

ودوائر قسم الجيزة والصف وأطفيح وبولاق الدكرور وأوسيم وكرداسة والحوامدية والعياط والهرم ومزغونة بمحافظة الجيزة .

ودوائر بندر شبين وأشمون وبركة السبع وقويسنا والشهداء (مقعدان) ومنوف السادات واسطنها وتلا وشما بمحافظة المنوفية .

ودوائر مركز ناصر (بوش) وبندر بنى سويف، وببا، وسمسطا بمحافظة بني سويف .

ودوائر بندر أسيوط ومركز الفتح ومنفلوط والقوصية ب أسيوط .

ودوائر بندر المنيا ومغاغة وملوي وبني مزار ومطاي والعدوة في محافظة المنيا .

وبالتالي كانت النتائج الإجمالية:

- عدد مرشحي الإخوان : 52

- الفائزون: 4

-لهم إعادة: 42

- الذين لم يوفقوا: 6

لقد أظهرت هذه الجولة الأولى من المرحلة الأولى عدة ظواهر بعضها إيجابي وبعضها سلبي، لكنه كان أكثر تأثيرًا في النتيجة النهائية، وأهم هذه الظواهر هي:

أولاً: حياد الأمن طوال عملية التصويت مع سلبيته أمام ظاهرة شراء الأصوات.. والتي تمت جهارًا أمام الجميع، وظاهرة نقل آلاف المواطنين من خارج الدوائر الانتخابية للتصويت في دوائر لا ينتمون إليها البتة، ولم يتم استدعاء الأمن إلا عندما أظهرت الجموع الشعبية غضبها في بعض الدوائر مثل كرداسة والدقي ومدينة نصر للتأخير الكبير في إعلان النتائج دون مبرر واضح.. ووجود بعض ضباط الشرطة داخل مقار الفرز مثل الدقي ومدينة نصر.

ثانيًا: عدم وجود مراقبة على عملية رصد وجمع وإعلان النتائج في اللجان العامة وقد انتهى الفرز عند منتصف الليل في الكثير من الدوائر، ولم يتم إعلان النتائج إلا بعد مرور عشر ساعات، مما أثار الشك والريبة التي تأكدت عندما تم طرد المندوبين والمرشحين خارج لجان الدقي ومدينة نصر ومعظم دوائر المنوفية، أعلنت نتائج تخالف الواقع وتناقض الأرقام التي حصل عليها المندوبون أثناء الفرز (في دائرتي أوسيم والواسطى تأخر إعلان النتائج حتى منتصف نهار ومساء اليوم التالى).

لذلك نطالب أن تتخذ اللجنة العليا للانتخابات عدة إجراءات عاجلة:

  1. أن يتم فرز الصناديق في اللجان الفرعية بحضور مندوبي المرشحين ومراقبي الانتخابات.
  2. أن يتم إعطاء كل مندوب صورة رسمية من محضر الفرز لإثبات الحقوق القانونية للمرشحين.
  3. أن يتم التحفظ على الصناديق والأوراق في اللجان العامة، وأن يقتصر دور اللجان العامة على إعلان النتائج من واقع الأرقام التي حصل عليها المندوبون.

كل ذلك لتكريس الثقة في نفوس الشعب المصري ليزداد إقباله على التصويت في الجولات القادمة، ولتعبر النتائج المعلنة عن حقائق التصويت.

إن حماية الصورة العامة للقضاء المصري الشريف تقتضي الأخذ بتوصيات نادي القضاة الذي يعبر بجمعيته العمومية ومجلس إدارته عن رأي قضاة مصر الشرفاء.

إننا كنا في غنًى عن الزجِّ بالقضاء المصري الذي ينوء بأعباء تحقيق العدالة لو توفرت إرادة سياسية جازمة وصريحة بإرساء الحريات العامة وإجراء إصلاحٍ دستوري وقانوني يحقق ديمقراطية سليمة وتوفير مناخ وإجراءات سليمة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، فلا يوجد بلد في العالم المتقدم يحمِّل القضاة هذا العبء الثقيل، ولكن تقوم به مفوضية مستقلة ومحايدة للإشراف على الانتخابات كالهند.

ومع ذلك فإننا نوجه تحية تقدير وإعزاز إلى قضاة المنصة الذين أشرفوا على التصويت وكان سلوكهم عظيمًا مشرفًا، إلا أنه لا يفوتنا أن نسجل بكل أسًى ما حدث في اللجان العامة التي ترشح فيها الإخوان من ظواهر سلبية مثل:

  • تأخير إعلان النتائج طويلاً دون مبرر.
  • طرد المندوبين خارج اللجان قبل إعلان النتائج في دائرة الدقي وبعض الدوائر الأخرى.
  • استقدام قوات أمن كثيفة تحسبًا للغضب الشعبي الذي ظهر بسبب التأخير وعند إعلان نتائج مغايرة لأرقام الفرز في دائرة كرداسة.

ولقد نبَّه الكثيرون إلى ضرورة قصر الإشراف القضائي على قضاة المنصة فقط الذين يجلسون للفصل في الخصومات دون غيرهم من منتسبي الحكومة كقلم قضايا الدولة والنيابة الإدارية، بل تم استدعاء كل من له ضبطية قضائية للإشراف درءًا للشبهات وصونًا لحرمة القضاء.

ثالثًا: ظواهر سوء جداول الناخبين والقيد الجماعي وشراء الأصوات والرشاوى الانتخابية الحكومية مما يقتضي التدخل السريع لحماية الإرادة الشعبية.

ونحن إذ نسجل بعض الظواهر السلبية إنما نريد أن نصحّح إجراءات العملية الانتخابية ونتوجه إلى اللجنة العليا للانتخابات (مع تحفظنا على تشكيلها حيث تهيمن السلطة التنفيذية عليها ممثلة في السيد المستشار وزير العدل) لكي تتخذ الإجراءات الكفيلة بضمان انتخابات حرة ونزيهة ترفع هامةَ مصر بين الأمم.

كما نتوجه أيضًا إلى الشعب المصري العظيم أن يصرّ على ممارسة حقوقه الدستورية والقانونية وحماية إرادته التي ظهرت واضحة في الجولة الأولى.

رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات

أ. د. محمد السيد حبيب

القاهرة في: 10 من شوال 1426هـ

12 من نوفمبر 2005 م

المصدر