تدمير معسكر أبو سلطان

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
تدمير معسكر أبو سلطان


من نماذجَ جهاد الإخوان في حرب القنال

إعداد: موقع إخوان ويكي

يقول الله تبارك و تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً، ليجزي الله الصادقين بصدقهم ) ( الأحزاب ) 23-24).)

لقد قيل الكثير من قبل المرجفين والمخذلين عن الدور الجهادي الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين إزاء قوات الاحتلال الإنجليزية و اليهودية ..

وغدا الناس أطيافا ثلاثة :

فإما مصدقا لأكاذيب هؤلاء المرجفين دون أن يكلف نفسه بالبحث عن الحقيقة. وإما مكذبا لهذه الادعاءات التي تشكك في دور الإخوان الجهادي ،ومتيقنا من صدق هؤلاء الرجال الذين باعوا أرواحهم لله تعالى مقبلين غير مدبرين مشتاقين للجنة الثمن مصداقا لقوله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) (التوبة: 111).

وإما متحيرا متخبطا لا يدري أيصدق أم يكذب، فيتوقف عن إبداء الرأي ليمضي بعد ذلك مشتغلا بتفاهات الحياة .

وهنا نروي شهادة التاريخ الصادقة في حق هذه الفئة المؤمنة ... الذين صدقت نياتهم فكانت أعمالهم بإذن ربهم بطولات رائعة أعادت العز و الفخار لأمة الإسلام الشهادة التي شهد لهم بها العدو و الخصم قبل الصديق و الحبيب .

إن قصة جهاد و تضحيات أبناء جماعة الإخوان المسلمين عامة وفي حرب القنال خاصة مشرفة ، يقول صاحب كتاب عندما غابت الشمس .. الأستاذ عبد الحليم خفاجي :

" بدأنا نسمع عن عمليات جريئة ، يقوم بها الفدائيون ضد الانجليز علي ضفاف القنال ، وأصبحت كلمة الفدائيين مرادفة للإخوان المسلمين .. فأمام التضحية بالنفس والمال لا يصح إلا الصحيح ، ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس .. فحين يحل العمل محل الكلام يصير الصمت أبلغ من التعبير ، وأزيز الرصاص أقوي من هدير الحناجر . كل الهيئات الوطنية حرصت علي أن تحظي بشرف الاشتراك في المعركة ، لكن كان للإخوان المسلمين وحدهم شرف القيام بأجرأ العمليات الحربية ."

نعم كل الهيئات الوطنية حرصت على أن تحظي بشرف الاشتراك في المعركة لأغراض ما لم يغفلها التاريخ يوما .. لكن أبناء الجماعة حرصوا على الاشتراك في هذه المعركة كان هذا من أجل ربح البيع مع الله جل وعلا ، ولذلك تراهم في ساحات الجهاد مقبلين على الموت شوقا للقاء الله تعالى.

ويذكر الأستاذ جمعة أمين بإخلاص الإخوان وصدق جهادهم فيقول :

" وقصة تضحيات الرجال في فلسطين والقنال مشرفة ففي القنال كانت هناك سلسة المعارك الحربية على طول الجبهة الممتدة من بورسعيد إلى السويس أي بطول 16. كيلوا مترا إلا أنها كانت متمركزة في الإسماعيلية والسويس وبورسعيد والقنطرة وكان أبطال هذه المعارك من شباب الإخوان المسلمين الذين تدربوا في الجهاز الخاص أو في حرب فلسطين ."

بداية القصة

أعلنت وزارة الوفد برئاسة مصطفى النحاس عن معاهدة 1936 والتي فيها وعدت بريطانيا حكومة النحاس بالجلاء الكامل عن مصر و تمركزها في منطقة قناة السويس وحدها . ثم لما اندلعت الحرب العالمية الثانية عاهدت بريطانيا ووعدت مصطفى النحاس بتمام الجلاء عن أراضيها بما في ذلك القنال مكافأة منها على التزام مصر بالمعاهدة .

وانتهت الحرب ولم تفي بريطانيا بوعدها.. ثم كانت حرب فلسطين التي بسببها أجل الشعب المصري مطالبه بانسحاب الإنجليز من أرضهم لحين انتهاء حرب فلسطين .

وانتهت الحرب بكارثة عسكرية للجيش المصري ، وعاد مصطفى النحاس للتفاوض مع الاحتلال البريطاني من أجل الجلاء عن القنال . غير أن مساعيه باءت بالفشل .. فما كان منه إلا أن أعلن في 8 أكتوبر من عام 1951م إلغاء معاهدة 1936م ، وأعلن تأييد الحكومة لعمليات المجاهدين في القنال .

يقول الأستاذ أحمد عادل كمال

" حتى أعلنت وزارة الوفد إلغاء معاهدة 1936 فكان لنا فى ذلك مجال للنشاط المسلح ضد الإنجليز بمنطقة القناة. ولقد أقمنا معسكرا ممتازا للتدريب بعزبة الحاج إبراهيم نجم بالشرقية, وكان يقوم بالتدريب فيه يحيى عبد الحليم وجمال فوزي ومحمد على سليم ويوسف على وعبد العزيز على وغيرهم."

وبالفعل استمر الإخوان في دورهم القتالي يقول الأستاذ عبد الحليم خفاجي :

"لكن كان للإخوان المسلمين وحدهم شرف القيام بأجرأ العمليات الحربية مثل نسف القطارات ، واقتحام المعسكرات ، وتدمير أمنع مخازن الذخيرة بأبي سلطان ، مما أطار صواب الإمبراطورية العجوز ، وكان لهم أيضاً شرف الاستمرار حتى النهاية ، فارتبطت كل العمليات باسمهم ، وكانت طلائع شهدائهم تزيدنا استعذاباً للموت ، وإكباراً لهذا الشباب المؤمن .. وإعجاباً بهذه الجماعة الفتية ، التي ردت لهذه الأمة كرامتها ، وصانت حرمتها .."

الإخوان و تدمير معسكر أبي سلطان

معسكر أبو سلطان عبارة عن مخازن إستراتيجية للأسلحة و الذخيرة الخاصة بالجيوش البريطانية في الشرق الأوسط.

ولقد قام المجاهدون من أبناء جماعة الإخوان المسلمين بتدميره كلية وظلت النيران مشتعلة والانفجارات مستمرة أربعة أيام, وقال المسئولون الانجليز أننا نشم رائحة الإخوان فى هذه العملية.

يحكي لنا الأستاذ محمود الصباغ كيف تمت هذه العملية التي أصابت المحتل في مقتل فيقول :

" قام بهذه العملية سبعة من إخوان النظام الخاص بتعليمات من الأخ يوسف طلعت وقد لبسوا ملابس كاكي وتسلح كل منهم في وسطه بخنجر مرهف وحمل على كتفه مدفعًا رشاشًا، كما حمل أربعة منهم لفافات المتفجرات.

وقد اختار قائد هذه المجموعة ليلة مظلمة لهذه العملية بعد دراسة دقيقة لمواعيد مرور دوريات الحراسة المشددة التي أقامها الإنجليز لهذه المخازن، وكذلك مواعيد تغيير الدوريات بحيث يمكن أن تصل المجموعة إلى حفرة يستعملها الإنجليز لإلقاء القمامة، ولا يفصلها عن الأسلاك المحيطة بالمخازن إلا أمتار قليلة، ليتخذوا من هذه الحفرة ساترًا عند مرور دورية الحراسة.

فما إن مرت الدورية بسلام وتأكد الأخ «خطاب» قائد المجموعة أنها لن تعود قبل نصف ساعة أخرى، أمر اثنين من زملائه بالتقدم لفتح ثغرة في الأسلاك الشائكة بمقص كان معهما، ثم أخذوا مكانهما من جديد في الحفرة، وبعد عشرة دقائق مرت الدورية مرة ثانية فأوضحت للمنبطحين في الحفرة موقع الثغرة التي عملها إخوانهم في الأسلاك، وقبل أن تتوارى أضواء الدورية تمامًا وهي تتحرك بعيدًا عنهم تحرك الأخ خطاب وزملاؤه يحملون ألغامهم ويسرعون في التسلل عبر الأسلاك، وحين اقتربوا من المخازن جلسوا مرة أخرى ينصتون بانتباه شديد إلى وقع أقدام الجندي الإنجليزي المكلف بالحراسة وهو يغدو ويروح حول أكوام من الصناديق المغطاة بالمشمع، وعندما تجاوزهم الحارس قاموا من أماكنهم ووضعوا ألغامهم بين الصناديق وأشعلوها ثم انسحبوا مسرعين تلاحقهم نيران جنود العدو الذين شعروا بهم، وتغطيهم نيران مدافعهم الرشاشة يطلقونها تجاه خيام العدو أثناء الانسحاب حتى وصلوا الثغرة وخرجوا خارج المعسكر، ولفهم الظلام بستاره السميك بعيدًا عن المعسكر، لا يظهر فيه إلا خيوط متشابكة من اللهب تنبعث من رشاشات الجنود الذين مضوا يطلقون النار عفوًا وبجنون، وبعد لحظات انفجرت المخازن محدثة دويًا هائلاً من سلسلة من الانفجارات التي أضاءت ألسنة اللهب الصادرة عنها صفحة الليل، وكان الرجال قد وصلوا إلى قاعدتهم ثم عادوا إلى الإسماعيلية سالمين، وقد أعلن الإنجليز عن نسف مخازن أبي سلطان وقتل خمسة من الجنود، بينما أكد العمال المصريون داخل المعسكر أن عدد القتلى تجاوز العشرين جنديًا."

الإخوان تاريخ من البطولة والجهاد

لقد قام الإخوان المسلمون في مصر بمئات العمليات الحربية المشرفة ضد الإنجليز في قلب القاهرة وفي القنال والتي كانت عنوانا للجهاد والمقاومة و لم ينساها التاريخ بل أنه يسطرها بأحرف من نور ومنها :

- حادث النادي الإنجليزي .

- إلقاء القنابل على الإنجليز في البارات وأماكن سكرهم وعربدتهم.

- حادث القطار الإنجليزي.

- حادث فندق الملك جورج ، قذف مئات من سيارات الإنجليز بالقنابل.

- تدمير أنابيب المياه وقطع أسلاك التليفونات ، واصطياد الأطقم الإنجليزيةالتي تأتي للإصلاح في المعسكرات الإنجليزية.

- نسف قطار بريطاني في منطقة القنطرة .

- معارك كتيبة الجامعة بمنطقة القرين مع الإنجليز.

- معركة التل الكبير واستشهاد عمر شاهين ، وأحمد المنيس من طلبة الجامعة في المعركة .

ومع هذا كله فقد كان جزاء هؤلاء الأبطال الذين عاشوا فترة حرب فلسطين ثم مقاومة الإنجليز والذين ضحوا بكل عزيز من أجل دينهم أن سيقوا غدرا إلى السجون و المعتقلات وعذبوا عذاباً شديدا فنحسب أن منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً .

المراجع

لمزيد من المعلومات

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خرجية

مقالات متعلقة

مجلوبة من "http://ikhwanwiki.site/index.php?title=تدمير_معسكر_أبو_سلطان&oldid=96534"