تدليس صحفي
فجرت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع د. محمود عزت النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، وأعضاء مكتب الإرشاد الذين تم القبض عليهم مع عدد كبير من كوادر الجماعة قبل أيام، مفاجأتين جديدتين، حيث كشف محضر تحريات مباحث أمن الدولة عن وجود تنظيم نسائى خاص داخل الجماعة يقوده محمود عزت، على غرار التنظيم النسائى القديم الذى كانت تقوده زينب الغزالى، القيادية الإخوانية الراحلة، شقيقة الشيخ الراحل محمد الغزالى" انتهى
هذه النص ورد في تقرير لصحيفة ساويرس الأولى في مصر، تحت عنوان :" تحقيقات نيابة أمن الدولة: تنظيم نسائى داخل «الإخوان» يقوده النائب الأول للمرشد" انتهى
التقرير يعتبر بحق "نكتة" بل "فضيحة" مهنية قلما تجد مثلها في الصحافة المصرية حتى في أكثر صورها سوقية وابتذالا:
في مستهل التقرير يقول كاتبه فجرت " تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا المفاجأة" وبعدها بقليل يقول "حيث كشف محضر تحريات مباحث أمن الدولة"!
وهو تدليس فج وفاضح بل وشديد السذاجة، حيث لا يفصل بين الجملة الأولى والثانية إلا جملة اعتراضية، بمعنى أن كاتب التقرير، عجز عن "تدوير" القارئ.. ولم يذهب به بعيدا بـ"اللف والدوران" إلى أن ينسى أول جملة في التقرير.
المفاجأة لم تكن في التحقيقات.. وإنما في "غباء" التقرير وتورطه في أخطاء معروفة للعامة، لا تحمل إلا معنيين: إما إن التقرير الصحفي "ملفق" وكتبه محرر مبتدئ، وإما أن ضابط أمن الدولة "ضرب" التقرير نيابة عن زميله المكلف بملف جماعة الإخوان المسلمين:
أولا وكما ورد في النص "الخبر" فإن "المفاجأة" لم تفجرها نيابة أمن الدولة، وإنما "تقرير" ضابط المباحث.. وإن الصحفي حاول أن يعلقها في رقبة النيابة .. للإيحاء بأن "التنظيم النسائي الإخواني" اكتشفته "تحقيقات" سلطات قضائية، وليس تقريرا أمنيا لا يزال قيد الفرز والتحقيق القضائي
ثانيا في الخبر : إن زينب الغزالي هي شقيقة الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وهو الزعم الذي يؤكد أن تقرير "التنظيم النسائي" إما فبركه صحفي وهو "قاعد" في مكتبه أو كتبه ضابط غير متخصص في ملف الجماعة.. وفي هذه أو تلك فإن على الصحيفة أو على السلطات الأمنية أن تبرئ ذمتها من هذه الفضيحة المهنية.
زينب الغزالي ليست شقيقة الشيخ الغزالي الداعية المعروف والثابت أن لها أشقاء منهم اليساريون والوفديون والناصريون ووطنيون (أعضاء بالحزب الوطني القديم الذي كان يتزعمه مصطفى كامل.. وكان لها شقيق اسمه الشيخ محمد الغزالي الجبيلي وهو غير الشيخ محمد الغزالي الداعية المعروف.. وإذا كانت الغلطة قد وردت في "مقال" لكاتب مثلا، فإنه يكون خطأ يلتمس له العذر إما أن يورد في تقرير "رسمي" يتعلق بمستقبل وحرية ومصير إنسان نزيل الزنازين وبين يدي جلاديه.. فإنه "خطأ" يستوجب ليس فقط مراجعة كافة الإجراءات التي اتخذت بشأنه.. وإنما مراجعة تقارير كفاءة الصحفي الذي قبل أن يدلس على الرأي العام على هذا النحو الفج والصريح.
المصدر : مصريون
