تحية لأبطال الانتفاضة مع إشراقة عامها الرابع
إخواننا وأخواتنا الكرام:
كل عام وأنتم بخير في إيمانكم ودينكم وأماناتكم.
كل عام والجهاد الحق في ربوع الأقصى وفي أكناف بيت المقدس في قوة وعافية.
كل عام والانتفاضة الإسلامية المباركة في أرواح المسلمين في ثورة وازدياد.
كل عام والإسلام صامد لن يموت.
كل عام والحق ثابت لا ينتقص منه طغيان الباطل وبغيه.
كل عام وصمود الأطفال يزيد ويقوى.
كل عام وأرواح الشهداء تُزَف إلى ربها وتترى.
كل عام والمرأة المجاهدة المحتسبة تتقرب إلى ربها بتقديم القرابين من أبنائها وإخوانها. وزوجها ونفسها، ولا يقصمها الحزن، ولا تخنق جهادها العبرة، ولا يُعمِي وعيها الدمع.
كل عام والأبطال أبطال.
كل عام والصامدون صامدون.
كل عام والمسلمون الحق مسلمون.
كل عام والضاربون يمينًا ويسرة يبحثون عن قضية أو هدف يفيقون.
كل عام وروح الأمة تعلو من جديد لتحلق فوق الوجود.
كل عام والانتفاضة بخير، وفلسطين الحبيب بخير، والأقصى المبارك بخير، والأرض المقدسة بخير.. بخير تحفظها دماء الشهداء ودموع الخاشعين ودعوات المخلصين وصمود المجاهدين .
في مثل هذا اليوم تدخل انتفاضة أهلنا وأبنائنا ونسائنا وبناتنا ، تدخل انتفاضة إسلامنا عامها الرابع.. ونحن نشهد الله تعالى أنها لم تكن انتفاضة من أجل أرض وعرض - وإن كان هذا من أعظم ما يُنتفض له - ولا من أجل وطن ومواطنة - وإن لم ننكر الجهاد من أجلهما - نشهد الله تعالى أنها انطلقت انتفاضة من أجل تطهير ساحات الأقصى- بيت الله ومسجده- من رجز "شارون" وزمرته.. كانت انتفاضة لله، ولدين الله، ولحرمات الله، وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
نشهد أن أبطال الانتفاضة صامدون ثابتون، يحوطون انتفاضتهم بأرواحهم ، ويروونها بدمائهم.. أما نحن فقد انتفضنا في أول الانتفاضة، وهتفنا ملء حناجرنا، وعقدنا اللقاءات، وملأنا الصناديق الصغيرة بما فاض عن حاجتنا.. انتفضنا.. نعم انتفضنا.. ووقفنا.. لكننا لم نصمد.. لم نستمر إلى النهاية.. اليوم تدخل انتفاضة الأقصى عامها الرابع ؛ فهل دخلت معها انتفاضة الأمة عامها الرابع؟ ما حالنا مع الدعم المادي؟ ما حالنا مع الدعاء؟ ما حالنا مع المقاطعة؟ ما حالنا مع المتابعة الإعلامية اليقظة؟ ما حالنا مع تصدير الإعلام الواعي بدلاً من الاكتفاء بتلقي القليل منه؟ متى نبدأ انتفاضتنا المباركة؟!
متى نبدأها لنستمر فيها، لا لنقعد عنها بعد أسبوع أو اثنين؟!
إن سر الانتفاضة في استمرارها، وإن شعار انتفاضة الأقصى هو الانتفاضة على ثوابت الحياة وروتينها ومباهجها، واستعذاب الموت والاعتقال والتشريد والتعذيب والتضييق والحاجة والمواجهة على الاسترخاء في ظل الأعداء؛ فهل قدمنا للانتفاضة وقودها الذي يقويها ويبقيها، أم إننا أدمنا المشاهدة والتصفيق، والتبريكات والتحيات، وربما إطلاق الآهات هنا وهناك؟!
انتفاضة الأقصى المباركة الفتية تدخل اليوم عامها الرابع؛ فهل تدخل انتفاضتنا على أنفسنا وشهواتها وملذاتها وقعودها وتخلفها وصمتها ومعاناتها يومها الأول؟!
يا رجال الانتفاضة، لا تسمعوني، فأنا رجل مناسبات، أعلنها في كل عام مرة - ربما قوية، ربما دامية، ربما مجلجلة- لكن لا تصدقوني، فإن بريق الكلمات يخبو عند أول اختبار للصمود والاستمرار.. كلماتي شعارات جوفاء.. لو كانت صادقة ما تخليت عنكم، وما توقفت عن انتفاضتي الكبرى.. لو كنت صادقًا حقًّا ما أوقفت انتفاضتي سيجارة أشعلها وبثمنها، كنت من الممكن أن أشعل بارودة بيد طفل مبارك في أرض مباركة.. لا تصدقون أنني أدعمكم، وأنا لا أستطيع أن أتوقف عن مضغ البيتزا والبيرجر وشرب الكولا والبيبسي مع علمي بأنها فطائر بني صهيون معجونة بدماء أطفالكم وشهدائكم، لا تصدقوني فأنا ناصر كذوب، ومحترف هتاف، تعلمت الهتاف ربما في مباريات الكرة أكثر مما تعلمت التكبير في الهياجي والدروب.. إنني بطل من ورق ، نجم من رسوم متحركة، مجاهد من كرتون، أصفق لتحيا انتفاضتكم، مع يقيني بأن المقاومة لا تحيا بالتصفيق ولا تصمد بالهتاف ولا تستمر بمداد أو سيل من دموع.
لا تصدقوني.. أعلنوا في ذكرى انتفاضتكم موتي، وأعلنوا أنكم وحدكم في المعركة
وأنا إذ أقدم لكم اليوم تهنئة العام الرابع من الصمود والثبات والجهاد، إما أن أعلن موتي ويكون هذا اليوم من العام القادم هو ذكرى استمرار انتفاضتكم للعام الخامس، وفي الوقت نفسه ذكرى موتي السنوية الأولى، وإما أن يكون اليوم ميلادي، فأعلن في العام القادم ذكرى ميلادي.. ميلاد الانتفاضة الكبرى في داخلي.
وأنتم ماضون بين التصديق والتكذيب، بين ميلادي ومماتي.. امضوا لا تلفتوا لي، فلو حييت فسأحيا منتفضًا لذاتي، وإن مت فلا تحزنوا، فلو كنت حيًّا ما زدتكم إلا خبالاً، فامضوا يا رجال العقيدة في الطريق، لا يوقف زحفكم تخاذلي ولا هجمات الأعداء. والله أكبر، والنصر- بإذن الله- لانتفاضتكم الباسلة.
المصدر: إخوان أون لاين