تحذير دولي من خطر عداونية ترامب ضد الإخوان.. تعرف على التفاصيل
(09/02/2017)
كتب: سيد توكل
مقدمة
أكد مراقبون وسياسيون أن الموقف الأمريكي في محاربة "الإرهاب" -أي الإسلاميين وفقاً للصورة النمطية- سيشيع ثقافة الحروب الدينية، ويستعيد ذاكرة الحروب الصليبية، ويستدعي صدام الحضارات بين الإسلام والمسيحية من جديد، وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن جماعة الإخوان المسلمين هي "حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية"، محذرة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تداعيات محتملة في حال تصنيفها "جماعة إرهابية".
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترامب تعرض منذ دخوله إلى المكتب البيضاوي، قبل فترة قصيرة، لضغوط من الحلفاء العرب، الذين يضغطون لتصنيف الحركة إرهابية، حيث تحدث مع السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، والعاهل السعودي الملك سلمان، وتحدث مع أردوغان يوم الثلاثاء.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول دبلوماسي عربي بارز، رفض مناقشة ما جرى في المحادثات: "من السهل القول إن الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر كلها صنفت الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ولهذا سترحب هذه الدول بالقرار، إضافة إلى دول أخرى".
ويؤكد مراقبون أن اتساع رقعة استهداف ما يسمى بـ(الإسلام السياسي المعتدل) في المنطقة العربية سيعمق الشرخ بين الأنظمة والشعوب والتيارات الإسلامية "المعتدلة"، وسيقضي على مساحة العيش المشترك، وسيهدد أسس الدولة الوطنية، ويدخل عموم المنطقة في زاوية انعدام اليقين التي قد تكلِّف الأطراف كافة أثمانًا باهظة إن لم تحسن التصرف وتستدرك على نفسها خطر الانزلاق خلف السياسات الأمريكية العدوانية.
ومن هذه التداعيات، وفق المنظمة: مساواة الإخوان "خطأ" بجماعات متطرفة عنيفة، مثل "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، وتهديد حق الجماعات المسلمة في التكوّن داخل الولايات المتحدة، وتقويض قدرة أعضاء الجماعة وأنصارها على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية بالخارج، إضافة إلى استخدام الحكومات المعادية للجماعة هذا التصنيف ذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية.
وبوتيرة شبه يومية، تفيد تقارير يبثها إعلام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بوجود نقاشات داخل إدارة ترامب، لإعلان الإخوان جماعة إرهابية، خاصة مع وجود مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي للغرض ذاته، في ظل تقارب واضح بين عبدالفتاح السيسي، الرافض للجماعة، ونظيره الأمريكي.
استهداف جماعة الإخوان
وفي بيان بعنوان "يجب عدم استهداف جماعة الإخوان المسلمين"، قالت المنظمة الحقوقية الدولية إن "تصنيف الحكومة الأمريكية لجماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، الذي أفادت تقارير بأن إدارة ترامب بصدد دراسته، من شأنه أن يهدد حق الجماعات المسلمة في التكون داخل الولايات المتحدة".
كما اعتبرت "هيومن رايتس ووتش"، ومقرها في نيويورك، أن مثل هذا القرار من شأنه أن "يقوض قدرة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج". وعن الجماعة، التي تأسست عام 1928، قالت إن "الإخوان المسلمين حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية".
ولفتت إلى أن الجماعة
- "لها عدة أحزاب سياسية وجمعيات خيرية ومكاتب مستقلة، في الشرق الأوسط وأوروبا وأماكن أخرى، وفي عدة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل الأردن وتونس، والأحزاب المرتبطة بالجماعة معترف بها قانونيا، ولها مقاعد في البرلمان".
وأشارت أيضا إلى أن
- "الجماعة لها مكاتب في قطر وتركيا والمملكة المتحدة وبلدان أخرى، لكن ليس لها أي وجود رسمي في الولايات المتحدة".
الأمن القومي الأمريكي
ونبهت إلى أنه
- "إذا صنّفت الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، قد يشعر حلفاء الولايات المتحدة، ممن لم يصلوا إلى استنتاج مماثل، بضغوط لتغيير مواقفهم، في حين قد تستخدم الحكومات المعادية للجماعة هذا كذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية".
وقالت لورا بيتر، وهي مستشارة أولى في الأمن القومي الأمريكي بالمنظمة الحقوقية الدولية، إن "جماعة الإخوان منظمة سياسية كبيرة ومعقدة وتنشط في عدة دول".
وحذرت بيتر، في بيان المنظمة، من أن "يؤدي تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية إلى مساواتها خطأ بجماعات متطرفة عنيفة، كالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". وحذرت أيضا من أن هذا الإجراء "سينزع الشرعية عن أنشطة الجماعة القانونية، وسيؤثر إدراجها ظلما على كل شخص يُزعم انتماؤه للجماعة، ويقوّض ممارسة الحقوق السياسية في الخارج".
منظمات إسلامية أمريكية
ومشيدة بجماعة الإخوان، تابعت بقولها: "تعد الجماعات الإسلامية التي تشجع القيم المدنية وتحمي الحقوق المدنية مهمة جدا للديمقراطية في الولايات المتحدة، وتهديد حقوق هذه الجماعات هو تهديد لحقوق جميع الأمريكيين".
وقالت "هيومن رايتس ووشت" إنه "تم تقديم عدة مشاريع قوانين إلى الكونغرس خلال السنوات الماضية تحث وزارة الخارجية على إدراج الجماعة (كتنظيم إرهابي) استنادا إلى حجج لا أساس لها"، منها "الادعاء بأن الجماعة تسعى إلى اختراق المؤسسات السياسية في الولايات المتحدة، واتهام عدة منظمات إسلامية أمريكية بأنها تابعة للإخوان المسلمين".
وانتقدت المنظمة الحقوقية الدولية، في البيان ذاته، تصنيف الحكومة المصرية للإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في 2013، قائلة إن "له دوافع سياسية، ويهدف إلى تشديد قمعها للأنشطة السلمية للجماعة. منذ ذلك الحين، اعتقلت الحكومة المصرية عشرات الآلاف تعسفيا، ومارست تعذيبا واسع النطاق، وأخفت أعضاء في الجماعة وأنصارا لها بشكل قسري". وهو ما اعتادت السلطات المصرية نفيه.
ولفتت إلى أن "مراجعة حكومية شاملة لجماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة عام 2015 وجدت أنه لا يوجد رابط بينها وبين أي نشاط متصل بالإرهاب في المملكة المتحدة أو ضدها". وجماعة الإخوان هي التنظيم الأبرز والأكبر في مصر، واعتبرها النظام المصري الحاكم "جماعة إرهابية"، في ديسمبر 2013، ثم تبعته السعودية، في مارس 2014، والإمارات منتصف نوفمبر من العام نفسه.
جدير بالذكر أن السياسة الأمريكية بقيادة أوباما الراحل، والقائمة على استنزاف دول المنطقة عبر تأجيج الصراعات الطائفية في العراق وسوريا واليمن، واستهداف الدولة التركية عبر الانقلاب الفاشل، ومن ثم محاولة زعزعة استقرارها أمنيًا واقتصاديًا، بقصد إفشال تجربة حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية
يثير القلق أكثر من طبيعة السياسة الأمريكية القادمة بقيادة الرئيس ترامب نحو الإسلاميين والإسلام كدين حامٍ للقيم ولمصالح المسلمين والأمم، بقطع النظر عن لغة الخطاب الناعمة التي قد تستخدمها الإدارة الأمريكية الجديدة، لأن مفهوم "الإرهاب" في العقل الجمعي لدى المسلمين أصبح يمثل ذريعة أمريكية لتدمير المنطقة، والقضاء على فرص النمو والتطور فيها لحساب استمرار الهيمنة الغربية وحليفتها "إسرائيل".
المصدر
- تقرير: تحذير دولي من خطر عداونية ترامب ضد الإخوان.. تعرف على التفاصيل موقع بوابة الحرية والعدالة