بين ملعب الكرة والإخوان
بقلم : الشيخ عبد الخالق حسن الشريف
لكل شيء قانون ينظمه فالسماوات والأرض والشمس والقمر وغيرهم من أمور الكون " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"، ولهذا فإن سيدنا إبراهيم – عليه السلام – حينما أراد أن يرد على من جادله في أمر الموت والحياة ، رد عليه بالقانون الدائم لهذا الكون في الحياة الدنيا " فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين" .
فإذا انتقلنا إلى الملاعب سنجد أن لكل لعبة قوانينها الخاصة، فما يصلح لتنظيم لعبة كرة القدم يختلف عن كرة السلة وكذلك الكرة الطائرة وغير ذلك من الألعاب الجماعية وكذلك الألعاب الفردية مثل حمل الأثقال والمصارعة وغير ذلك أيضا ، لكل قانونه ونظامه وكذلك لوائحه التي تتضمن عقوبة على كل مخالف لهذه اللوائح والأنظمة منها إيقاف وطرد من الملاعب وهو ما يعرف في كرة القدم (الكارت الأحمر) أو الإنذار بالطرد (الكارت الأصفر)، وما بين ضربة حرة مباشرة أو غير مباشرة .. الذي يهمني في الأمر أن هذه اللعب جميعها لها لوائحها وتعليماتها ومن يخرج على ذلك يتم توقيع العقوبة المنصوص عليها في اللوائح وفي كثير من الأحيان يتم قبول ذلك وأحيانا يتم الاعتراض بتقديم شريط فيديو من زوايا مختلفة حتى يظهر خطأ الحكم في تطبيق اللائحة وليس بالتهكم على اللائحة ذاتها.
ومن المقرر والمعلوم أن اللوائح جهد بشري قد يرى واضعوها أو من لهم الحق في إعادة النظر فيها وتعديلها، ولكن إلى أن يتم التعديل فإن الجميع يحتكم إلى القانون أو اللائحة إلى أن يتم التعديل
أذكر هذا كله وأنا أنظر إلى ردود الفعل الخاصة والعامة بمناسبة ما اتخذه مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين بخصوص الأخوين الكريمين ا.د عبد المنعم أبو الفتوح و ا.د محمد السيد حبيب بخصوص ما نسبته إلى الأخوين لجنة تحقيق مختارة ومنتخبة من مجلس شورى الجماعة ، ولو أن هناك رأي في أن أسلوب الاختيار أو اللائحة القائمة يرضى عنها أو لا يرضى عنها من يشاء ولكن يبقى الاحتكام إليها قائما إلى أن يتم تعديل اللوائح والقوانين بمعرفة الجهات المختصة بالجماعة.
ولي على الضجة الإعلامية التي صاحبت قرار مجلس الشورى ملاحظات أوجزها في الآتي :
1- أن نسبة كبيرة من الأجهزة الإعلامية تستغل أي فرصة لمحاولة الإيحاء بوجود خلافات عميقة في جماعة الإخوان.
2- النقد الدائم والمستمر لكل أمر يخص هذه الجماعة في محاولة لتشويه صورتها أمام المجتمع وكأننا أمام طبعة جديدة لنظام مبارك (نيولوك).
3- عدم الموضوعية والدقة في عرض الأمور سواء ما يخص هذا القرار أو غيره من القرارات الأخرى.
وأحب أن أنوه في هذا الصدد بالأتي:
1- الأخوين الكريمين ا.د عبد المنعم أبو الفتوح ، ا. د محمد حبيب يحفظ الإخوان لهم كل الود والاحترام، والذكريات الطيبة.
2- أن كل خروج على نظام الجماعة لا بد من اتخاذ قرار تجاه من يفعل ذلك وإلا صارت مؤسسة اللانظام وهذا في الواقع ضياع لأي جماعة تنتهج هذا الأسلوب ويصير الفوضى شعارها.
3- أن الإخوان لم يسيئوا إلى الأخوين الكريمين بأي لفظ من بعيد أو قريب ولكنها لوائحها يعرفها الجميع ، والجميع كان قائما على احترامها.
4- أن الأخطاء الداخلية تعالج داخليا والأخطاء العلنية تعالج علانية.
5- أن الجماعة لابد وأن تكون صادقة مع نفسها من عدم ترشيحها لأحد أو مساندتها لمن يترشح من المنتسبين إليها وإلا لفقدت مصداقيتها. وفي الختام :
- أحمل كل الاحترام لقرار مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين خاصة في عدم ترشيح أحد أفرادها لرئاسة الجمهورية أو مساندة من يترشح ممن ينتسب إليها.
- أحفظ الود لكل مسلم وأتمنى التوفيق والله وحده سيحاسب الناس على نواياهم.
- أدعو كل من ينتسب للإخوان إلى حفظ العهد والبيعة وليعلم أن هذا أمر ليس للعبث أو اللعب.
حفظ الله كل من يعمل لصالح مصر
ووفقنا جميعا إلى رضاه
المصدر
- مقال:بين ملعب الكرة والإخوانموقع:الشبكة الدعوية