بين تأجيل الإعدام وطعن حماس.. "الشامخ" يسدد فاتورة "برلين"
(06/06/2015)
كتب: هيثم العابد
واصل شامخ الانقلاب سداد فواتير الانقلاب العسكري المتعلقة بـ"زيارة الفضيحة" إلى ألمانيا، فى محاولة بائسة لتبييض وجه قائد الانقلاب أمام المجتمع الدولي، وتروج البضاعة الفاسدة التى يحملها فى حقائبه كلما حل وارتحل حول الحرب على الإرهاب والأوضاع المتوترة فى بلدان الربيع العربي والتى يتورط فيها السيسي وعصابته ومن خلفه الكفيل الإماراتي من أجل تأجيج الأوضاع والحيلولة دون انتصار الثورات على أصحاب المصالح المتشابكة.
ويعد تلقي "مكالمة" من مكتب عباس كامل –بطل التسريبات- من أجل مد أجل النطق بالحكم فى هزليتي "التخابر مع حماس" و"الهروب من وادي النطرون" رغم وصول رأي مفتي العسكر بشأن أحكام الإعدام الجائرة فى مخالفة قانونية صارخة، أول تلك الفواتير التى سددها الشامخ لقائد الانقلاب من أجل تمرير لقاء المستشارة أنجيلا مركيل بسلام ورفع الحرج عن السيسي أمام الساسة الألمان بعد حالة الرفض العارم الذى سبق الزيارة.
وحاول السيسي عبر تمديد أجل النطق بالحكم لتجنب الخوض فى إعدام أول رئيس مدني منتخب فى تاريخ مصر والذى جاء على رأس أسئلة وسائل الإعلام فى البلد الأوروبي، فضلا عن كونها أحد أهم الأسباب التى ساقها البرلمان الألماني فى بيان رسمي لإلغاء اللقاء بين رئيس البوندستاج لامرت وقائد الانقلاب، إلا أن ذلك لم يمنع من تضييق الخناق على قائد العسكر حول الأجواء القمعية فى مصر ليخرج منها بتروج أكاذيب "لا تعذيب فى مصر" و"أحكام الإعدام فى مصر غيابية".
إلا أن 24 ساعة آخرى كان كافية ليخرج شامخ الانقلاب على الملأ معلنا سداد ثاني فواتير الزيارة "الفضيحة"، حيث قررت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة، اليوم السبت، إلغاء الحكم الصادر فى وقت سابق باعتبار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منظمة إرهابية لعدم الاختصاص النوعي فى نظر القضية.
ويأتى حكم المحكمة المصرية على خلفية الطعن الذى تقدمت به هيئة قضايا الدولة بمباركة من الحكومة المصرية على حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، باعتبار حركة حماس منظمة إرهابية وحظر نشاطها داخل مصر.
وكانت محكمة أول درجة برئاسة المستشار محمد السيد، قد قضت باعتبار حماس كيانا إرهابيا، وملاحقة كل من ينتمى لها باعتباره إرهابيًا، وتقدمت هيئة قضايا الدولة ضد مقيم الدعوى الدكتور سمير صبري وأشرف فرحات المحاميان للطعن على الحكم.
إلغاء حكم اعتبار حركة حماس إرهابية رغم حملات التشويه الممنهجة تجاه الكتائب فى غزة من جانب إعلام العسكر تنفيذا لأجندة صهيونية تهدف إلى شيطنة فصائل المقاومة فى القطاع المحاصر لصالح الاحتلال، وهو –بطبيعة الحال- الحكم الذى طاف به الكيان العبري فى أرجاء المجتمع الدولي لتبرير جرائمه المتكررة بحق الفلسطينيين، أكد مراقبون أنه أحد الإملاءات الألمانية لقائد الانقلاب على هامش الزيارة.
زيارة السيسي إلى برلين، سبقها بساعات قليلة وصول وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون برفقة وفد مكون من 60 شخصا، أعرب خلالها عن استيائه البالغ من الأوضاع الإنسانية بالغة القسوة، ومعتبرا أن القطاع أشبه بـ"برميل بارود" لن يسمح له بالانفجار.
وشدد شتاينماير على أن الوضع في قطاع غزة كارثي وأنه يسعى مع كافة الأطراف ذات العلاقة لتغيير هذا الواقع المأساوي، مضيفا: "وصلنا هنا من أجل أن نفكر بإعماره فالوضع مخيف وقاسٍ جدا والجميع مطالب بالتحرك نحو تغيير الواقع في غزة".
من جانبها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" -في بيان لها- زيارة الوزير الألماني بـ"المهمة"، وقالت: إنها "تتطلّع إلى أن تلعب ألمانيا دورًا يتناسب مع حجمها على المستوى الأوروبي والدولي لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة ووقف العدوان".
من جانبها، لم تخف وسائل الإعلام العبرية ارتياحها تجاه القرار المصري –مؤخرا- برفع حماس من قوائم الإرهاب، من أجل قبول الحركة بالوساطة المصرية خاصة بعد تأجج الأوضاع فى القطاع مؤخرا على خلفية اختبار حماس إحدى صواريخ القسام المطورة ورد الاحتلال بغارات "دقيقة".
الجانب الصهيوني الذى لا يثق سوى فى تحركات الشريك و"الحليف" المصري فى الشأن الفلسطيني، لعب جيدا على ورقة حكم المحكمة باعتبار حماس كيانا إرهابيا، إلا ردة فعل الحركة على التصعيد المصري برفض أى وساطة من جانب القاهرة فى ظل العداء المعلن تجاه القطاع وإحكام الحصار على غزة بإغلاق المعبر بصورة دائمة، وهو ما دفع الكيان العبري للتفاوض مع نظام العسكر لتخفيف التوتر مع الحركة من أجل الملفات العالقة.
يوما بعد يوم، يؤكد الشامخ أنه الذراع القضائي للانقلاب العسكري ويبطل مزاعم استقلالية القضاء، وهو ما بات يعلمه القاسي والداني، لذلك تبقي كافة الاحتمالات مفتوحة على مصرعيها فى انتظار باقى فواتير الزيارة الألمانية فيما يتعلق بالمشهد خلف أسوار سجون الجنرالات ومنصات قضاء الزند، أو فى باقى الملفات العالقة والتى يلهث الانقلاب بحثا عن يد تمد نحوه لانتشاله من عثراته وأزماته المتلاحقة.
المصدر
- تقرير: بين تأجيل الإعدام وطعن حماس.. "الشامخ" يسدد فاتورة "برلين" موقع بوابة الحرية والعدالة