بيان في ذكرى اغتصاب فلسطين 15 مايو 1948م

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
بيان في ذكرى اغتصاب فلسطين 15 مايو 1948 م
01-04-2003

أربعة وخمسون عامًا،دنس اليهود فيها مقدساتنا وأرضنا.

اليوم تأتي الذكرى الرابعة والخمسون لجريمة اغتصاب اليهود ل فلسطين وقتل وتشريد وطرد شعبها العربي المسلم،في هذا اليوم منذ أربعة وخمسين عامًا كانت جريمة الغرب واليهود الكبرى في حق العرب والمسلمين،حين اغتالوا حق شعب في الحياة العزيزة الآمنة فوق أرضه،واغتصبوا بغير حق وبخداع وسلاح أوربا أرضه ودياره.

لقد أعطت بريطانيا وعدًا لليهود بدولة على أرض فلسطين العربية الإسلامية،ودعمت من خلال احتلالها ل فلسطين عصاباتهم،وفتحت لهم أبواب الهجرة ليتوافدوا على أرضها من كل صوب،وأعطتهم هي ودول أوربا السلاح ليمعنوا في أصحابها القتل وسفك الدماء،ثم ليعلنوا دولتهم في قلب عالمنا العربي الإسلامي.

وعلى مدى أربع وخمسين عامًا هي عمر الكيان الصهيوني الغاصب فوق أرضنا،تولت أمريكا دعم اليهود،سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا،وأعلنت ولا تفتأ تعلن أنها مع تفوق اليهود العسكري والاقتصادي والسياسي والعلمي،مع مواصلة الضغط على العرب والمسلمين،للتنازل عن الأرض والوجود والدور الحضاري حتى كان الاجتياح الصهيوني الإجرامي لمدن الضفة وقراها،وإعمال القتل في الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر،بشتى أسلحة الدمار والتدمير الأمريكية،واعتقال وتعذيب الألوف من الشباب،ودك البيوت فوق سكانها في سعي لتفريغ الأرض من سكانها،وتصفية القضية وطي ملفها.

لقد أكد الشعب الفلسطيني رغم الوحشية الصهيونية ورغم الضغوط الأمريكية المتواصلة حرصه على أرضه ودياره وتمسكه بحقه في الذود عن مدنه وقراه،وقدم الألوف من الشهداء وتعرض للتشريد والنفي،دون أن تلين له قناة،أو يرضخ أو يستسلم،بل رفع رايات الجهاد،في وجه الهجمة اليهودية الأمريكية العاتية التي يتعرض لها ولبى قول الحق تبارك وتعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِْنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة:111).

واستجابت الشعوب العربية والإسلامية لنداء الشعب الفلسطيني،فأعلنت في مظاهرات حاشدة عن غضبتها ونصرتها للشعب الشقيق،وأكدت رفضها لخداع السلام،وللمحاولات والضغوط اليهودية والأمريكية على الحكومات العربية لإعلان استنكارها لمقاومة الشعب الفلسطيني الأبي،وتنديدها بالعمليات الاستشهادية،وقبولها بالدوران في متاهات المؤتمرات الدولية،وترقب الحلول عبر المنظمات الدولية الخاضعة للسيطرة الأمريكية،وأكدت على الجهاد طريقًا لتحرير كامل الأرض من البحر إلى النهر،وطرد العدو الغاصب،فهو الطريق الذي سلكه صلاح الدين.. وقطز، لتطهير الأرض من دنس الغزاة المعتدين.

إن القضية قضية وجود.. حياة وشرف وكرامة شعب احتضنته الأمة كلها وتظاهرت على نصرته،وهي في الوقت نفسه قضية وجود وشرف وكرامة الأمة،خاصةً والشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه وأرضها.

إن الصهيونية الباغية المعادية التي انهالت ذئابها على الأرض المقدسة من كل صوب لم تكف على مدى أربعة وخمسين عامًا عن سعيها لانتزاع كل فلسطين،وما حول فلسطين،تهتك المقدسات،وتشرد الأبرياء، وترتكب من الفظائع ما لم ير التاريخ له مثيلاً،مدعومةً بالسلاح والانحياز الأمريكي،وقد جمعت اليوم كل ما تملك من حول وطول وعدة وعدد.. لتغتال العرب والمسلمين في عقر دارهم،معلنةً أنها لن تتراجع عن بلوغ غاياتها التي حددتها في بازل 1897م حين أعلنت قيام الدولة بعد خمسين عامًا،والوطن القومي بعد مائة عام.

لقد غررت أمريكا والغرب بالعرب والمسلمين وبالغوا في الخداع،ولن ينفع اليوم إلا وحدة الصف وإعادة ترتيب للبيت،وإفساح المجال للشعوب كي تتحرك،وتشارك في الجهاد والتضحية ودعم الشعب الشقيق بالمال والنفس، فقد أكدت عروبة وإسلامية القضية،وأعلنت رفضها للكيان الصهيوني ولشعار السلام خيارًا استراتيجيًا ولا بديل غيره،واستنكارها للحلول الاستسلامية والضغوط الأمريكية المتتابعة لوأد الانتفاضة،وأكدت في الوقت نفسه حتمية الجهاد سبيلاً لتحرير كامل أرضها من البحر إلى النهر.

مؤمنة بقول ربها ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران:173) وقوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد:7) وقوله ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾(المنافقون: من الآية8).

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 2 من ربيع أول 1423هـ

14 من مايو 2002 م

المصدر