بيان حماس حول اتفاق جنيف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
بيان حماس حول اتفاق جنيف دعوة السلطة إلى رفع الغطاء السياسي عن موقّعيه


02-12-2003

ليس حدثًا عابرًا ولا عفويًا،أن يتم اختيار (سويسرا) لتكون المكان الذي يتم فيه التوقيع على اتفاقية (جنيف) هذا اليوم،حيث شهد هذا البلد الأوروبي قبل مائة عام ونيّف انعقاد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية العالمية،الذي أطلقت خلاله مشروعها الصهيوني بإقامة دولة صهيونية على أنقاض أرض مباركة هي فلسطين،وشعب عظيم هو الشعب الفلسطيني.

ويبدو أن الصهاينة الجدد من أحفاد "هيرتزل" و"جوبتنسكي أرادوا" أن يسيروا على خطى أجدادهم،وشدّهم الحنين إلى (سويسرا) التي اتخذ فيها قرار إقامة ما يُسمي بدولة "إسرائيل"، فقرروا أن يطلقوا فيها مشروعًا صهيونيًا جديدًا أرادوا من خلاله تصفية القضية الفلسطينية وإعلان وفاتها،مستغلين حالة الانهيار والتفكك التي تعيشها السلطة الفلسطينية،وحالة الضعف والهوان التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية،والانحياز الأمريكي المطلق والدعم غير المحدود للكيان الصهيوني .

لقد كان يفترض في السلطة الفلسطينية بعد مرور عشرة أعوام عجاف على اتفاق (أوسلو) المشئوم أن تعيد النظر في نهجها السياسي مستخلصةً الدروس والعبر من الخطايا التي تمّ ارتكابها في الاتفاق المذكور،ولكنها تصّر على المضي في نهجها،عندما أوعزت إلى بعض رموزها بنسج اتفاق سياسي جديد حمل اسم اتفاقية (جنيف)،موفرةً الغطاء السياسي للموقعين عليه والمتورّطين فيه،رغم محاولاتها المكشوفة للتنصّل من المسئولية الرسمية بادّعاء أنّ الموقعين على الاتفاق لا يشغلون حاليًا مواقع رسمية فيها.

إن اتفاق (جنيف) هو صك استسلام جديد،وخطيئة كبرى،لا يمكن للشعب الفلسطيني،ولا لأي شعب عربي ومسلم أن يقبل به بحال من الأحوال،فهو يشطب- عمليًا- حق العودة للشعب الفلسطيني المشرّد من أرضه ودياره،وهو يحوّل الدولة الفلسطينية- الموعودة- إلى مجرّد محميّة منزوعة السلاح،مفتوحة فضاءاتها ومياهها وحدودها لجيش الاحتلال الغاشم،يجتاحها ويقتحمها متى شاء تحت دعاوى تحقيق (الأمن) وملاحقة (الإرهاب)،وهو ما يعني- عمليًا- دولة منقوصة السيادة،مقطّعة الأوصال بالجدران العنصرية الفاصلة،والكتل الاستيطانية،كما أنه يتنازل عمليًا عن القدس كعاصمة للدولة الموعودة رغم النصوص التي تُشير إلى القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية،وهو ما ينطوي في حقيقته على خداع كبير.

وعليه فإن حركة المقاومة الإسلامية حماس تعلن ما يلي:

  1. رفضها وإدانتها الشديدتيْن لهذا الاتفاق.
  2. مطالبة السلطة الفلسطينية ورئيسها بإعلان موقف صريح وواضح من هذا الاتفاق،ورفع الغطاء السياسي عن موقعيه.
  3. دعوة كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والعربية والإسلامية إلى رفض وإدانة هذا الاتفاق، والتحرّك في كافة المجالات السياسية والإعلامية والشعبية لتكوين رأي عام فلسطيني وعربي وإسلامي لإسقاط هذا الاتفاق وغيره من الاتفاقات التي تضيّع الحقوق الفلسطينية.
  4. التأكيد على خيار المقاومة كخيار استراتيجي في مواجهة الاحتلال،والدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات والشعب.

وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد

حركة المقاومة الإسلامية حماس - فلسطين

الاثنين 7 شوال 1424هـ= 1 ديسمبر 2003 م

المصدر