بيان بمناسبة بدء الانتفاضة الفلسطينية لعامها الثالث
أتمت الانتفاضة الفلسطينية عامها الثاني.. لتبدأ عامها الثالث وهي تؤكد أن الشعب الفلسطيني مصمم على تحرير وطنه.. وممارسة حقه في الحياة حرًا عزيزًا آمنًا فوق أرضه ولو تكأكأت ضده جيوش اليهود الغزاة..
أو صوبت إلى رؤوس وصدور أبنائه كافة أسلحة الدمار الأمريكية.. أو جرى هدم وتدمير قراه ومدنه واغتيال قياداته واعتقال وتعذيب شبابه.. والتطاول في نذالة على حرائره،دون أن تهن له إرادة، أو يفتر له عزم أو يتراجع عن مواصلة جهاده.
لقد دفع الشعب الفلسطيني الشقيق المجاهد ومازال يدفع الثمن غالياً من أرواح ودماء أبنائه.. ومن ثرواته ومصادر رزقه.. مع تحمل لحصار يهودي إجرامي يستهدف إخضاعه واستسلامه،وضغوط وممارسات أمريكية شرسة تسعى كي تفل من حزمه وعزمه وجهده وتضحيته ولكنها باءت وستبوء كلها بالفشل بإذن الله.
إن الشعب الفلسطيني في انتفاضته المباركة التي مر عليها عامان.. ضرب ويضرب المثل.. وجعل من نفسه القدوة والمثال.. وأكد أن الشعوب لها طاقات لا تنفذ وإمكانات عظيمة لا تنتهي.. لأنها تجاهد في سبيل ربها وتضحي بكل ما تملك يحركها إيمان بربها..
وتتحرك نحو غاية هي أنبل وأعز الغايات، ألا وهي تحرير الإرادة والقرار والأرض والديار.. مستجيبةً ممتثلةً لقول ربها ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ وواضعةً نصب العيون وفي أعماق القلوب قوله تبارك وتعالى ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾.
مع بدء الانتفاضة لعامها الثالث كأننا بالشعب الفلسطيني وهو يرفع شعار الجهاد.. ينادي الأشقاء شعوبًا وحكامًا.. أن طريق الجهاد هو الطريق الوحيد لتحطيم أسوار الاحتلال.. ودحر جحافله وتحرير الأقصى وكافة الديار..
منتظرًا منهم أن ينهضوا بواجبهم فيدعموه بالمال والنفس. لأن الخطر الذي يهدد بابتلاع كل فلسطين اليوم يهدد بابتلاع ما حول فلسطين في الغد.. وإنهاء وجود كافة العرب والمسلمين ودورهم الحضاري الإقليمي والعالمي.
ألا أنها هجمة تشنها أمريكا واليهود.. صارت مفروضةً على الجميع.. حكامًا وشعوبًا.. وليس ثمة سبيل إلا المواجهة.. لدحر المهاجمين المعتدين.. وتطهير الأرض والديار من دنسهم، حتى لا تبقى إلا راية الإيمان مرفوعة فوقها، وأعلام الحرية والأمن تؤكد استقرارها وأمنها وعزتها وإباءها.. تحيةً للشعب الفلسطيني الشقيق المجاهد وهو يحيى في جميع العرب والمسلمين قوله عز وجل ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
القاهرة في: 19 من رجب 1423هـ
المصدر
- بيان:بيان بمناسبة بدء الانتفاضة الفلسطينية لعامها الثالثإخوان أون لاين