بيان بشأن ما وقع على الساحة الفلسطينية في اليومين الأخيرين
16-07-2005
يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران: 103)، ويقول أيضًا: ﴿ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَع الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 46).
الإخوان المسلمون وقد أقلقهم ما يحدث على الساحة الفلسطينية مؤخرًا من تبادلٍ لإطلاق النار بين السلطة الفلسطينية وحماس،ليؤكدون على ضرورة إيقاف هذا الأمر فورًا،وأن تسود لغة العقل والحكمة،خاصةً في هذا المنعطف التاريخي المهم الذي يتطلب تضافر كل القوى وتكاتف جميع الجهود.
ولعله من نافلة القول التأكيد بأن الكيان الصهيوني حريصٌ على إبقاء الساحة الفلسطينية مشتعلة بصفة مستمرة،وفي دوامةٍ من القلق والتوتر لا تكاد تخرج منها،لذا فهو لا يترك فرصة دون أن يستغلها في العدوان وإشاعة الفوضى.
ولعله من نافلة القول أيضًا التذكير بأن العلاقة بين السلطة والفصائل الفلسطينية تمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أو حتى الاقتراب منه، نعم نريد للسلطة أن تمارس دورها الأمني وأن يكون لها حضورها ووجودها،ولكن ليس بالوكالة عن الاحتلال أو على حساب الشعب الفلسطيني والمقاومة،وعلى السلطة أن تدرك بوضوح وبشكل قاطع وحاسم أنها يجب أن تكون والشعب والمقاومة في خندقٍ واحد ضد العدو الصهيوني الذي يستهدف الجميع.
وليس بخافٍ على أحد ما يرتكبه الكيان الصهيوني من مجازر وحشية وأعمال تصفية وإبادة شاملة، فضلاً عن حصار الجوع والموت الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
نعم إن التهدئة مصلحة فلسطينية أجمع الفرقاء عليها،لكنها حينما تُتخذ ذريعة لمزيد من العدوان فلا بد أن تكون هناك وقفة للرد والتصدي ومراجعة الحسابات.
إن الإخوان المسلمين وهم يحذرون من وقوع فتنة- لا قدر الله- ربما يكون لها ما بعدها من آثار على القضية الفلسطينية،ليطالبون الإخوة الفرقاء أن يتوقفوا عن كيل الاتهامات،وضبط النفس،وأن يعملوا على الحفاظ على الوحدة،ونبذ الفرقة،وإقصاء السلاح عن التعامل فيما بينهم.
وها هو العدو الصهيوني يستغل الفرصة ويغير بطائراته على الضفة وغزة ليسقط الشهداء والجرحى من عناصر كتائب القسام.. فليتعظ الجميع.
حفظ الله الشعب الفلسطيني،وصان وحدته، ورفع لواءه، وخذل أعداءه.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾
القاهرة في: 10 من جمادى الآخر 1426هـ
المصدر
- بيان:بيان بشأن ما وقع على الساحة الفلسطينية في اليومين الأخيرينإخوان أون لاين