بيان بشأن الحادثة المروعة التي أصابت ركاب قطار الصعيد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
بيان بشأن الحادثة المروعة التي أصابت ركاب قطار الصعيد
01-04-2003

﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾..

ونحن لا نملك أمام هذه الفاجعة الأليمة إلا التسليم بقضاء الله وقدره،وأن ندعوه عز وجل أن يلطف بأمتنا وشعبنا فيما جرت به المقادير وأن يشمل الموتى بواسع رحماته وعظيم غفرانه،وأن يتقبلهم من الشهداء وأن يأخذ بيد المصابين إلى النجاة والشفاء،وأن يلهم الأهل والأقرباء وشعب مصر عامةً كبير الصبر والثبات وأن يخلفهم في عظيم مصيبتهم خيرًا.

إن ما حل بقطار الصعيد يوم التروية أي قبل وقفة الحج الأكبر بعرفات لأمر مذهل،وهي كارثة أجمع أهل الاختصاص أنه لم يسبق لها مثيل،ونحن وإن كنا نستسلم لقضاء الله وقدره،إلا أن ذلك لا يعني التغاضي أو التسامح في البحث الجدي عن أسباب هذه الفاجعة المروعة،التي يبدو ظاهرًا في حدوثها الإهمال والتسيب ومخالفة اللوائح والقوانين والأصول الفنية،ونحن وإن كنا لا نريد أن نسبق الجهات التي تتولى التحقيق إلا أننا نضع أمام نظر الجميع هذه النقاط:

أولاً: ونحن في عصر الاتصالات فإن الواضح أنه لم يكن ثمة وسيلة حضارية مقررة لأن يتصل مسئول بالقطار لإخطار سائق القاطرة بنشوب الحريق للمسارعة بالتوقف،بل استمر سائق القطار في جهل بأمر الحريق وبالتالي في السير بسرعة أدت إلى زيادة اشتعال الحريق،وعدم إتاحة أية فرصة للركاب للنجاة.

ثانيًا: وكما تقتضي القوانين واللوائح والأصول الفنية فإنه لم يكن بالقطار أية وسيلة من وسائل إطفاء الحرائق ومكافحتها، فضلاً عن أشخاص مدربين على ذلك ومكلفين بهذه المهمة الحيوية.

ثالثًا: أجمعت أقوال الناجين على أن نوافذ العربات كانت مغلقة بصورة تعذر معها فتحها عند حدوث الحريق،ومعنى ذلك أن المسافرين حشروا داخل أنابيب مغلقة فخنقهم الدخان،حتى قبل أن يصل إليهم لهب النار.

رابعًا: لم يذكر شئ عما كان معروفًا (بالسبنسة) وهي العربة الحديدية التي تكون في آخر القطار،وليس بها ركاب،ولكن بها مدربون على استعمال مكابح (فرامل) الخطر لإيقاف القطار،أو على الأقل إشعار سائق القاطرة بالمقدمة بوقوع خطر.

خامسًا: الوارد بأقوال بعض الناجين،وهو أيضًا الشائع على ألسنة الناس أن أعداد الركاب هو أضعاف مضاعفة لما يتسع له العربات،ولذا فنحن نطالب أن تعلن الإدارة المختصة بهيئة السكك الحديدية عن عدد تذاكر الركوب التي أصدرتها لركوب قطار الكارثة.

هذا هو بعض ما هو ظاهر مما وقع من أخطاء جسيمة وتسيب خطير وإهمال فاضح مما تداخل وتسبب في وقوع الكارثة المروعة الفريدة في تاريخ مصر،ولا يفوتنا أيضًا الإشارة إلى ما هو شائع من تدني أحوال هذه القطارات المخصصة لأبناء الشعب من الفقراء والبسطاء،بل ما يقال من أن أغلبها قد تجاوز عمره الافتراضي للخدمة.

إننا نطالب بتحقيقات موسعة جدية تجري طبقًا للأصول الفنية والقانونية والمهنية والاجتماعية تحدد المسئوليات بجميع أنواعها.

وختامًا نعود فنكرر خالص العزاء وعظيم المواساة لآل القتلى والمصابين،ولشعب مصر كله سائلين المولى عز وجل أن يلطف بمصر كلها وشعبها وأهلها وأن يجنبها الكوارث والمصائب،وهو عز وجل نعم المولى ونعم النصير.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والحمد لله على كل حال، فلله ما أعطى وله ما استرد،و ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الإخوان المسلمون

القاهرة في:9 من ذي الحجة 1422هـ

21 من فبراير 2002 م

المصدر