بيان بشأن الأوضاع في دارفور والسودان

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
بيان بشأن الأوضاع في دارفور و السودان


الإخوان.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من الإخوان المسلمين بشأن الأوضاع في دارفور و السودان

إن الإخوان المسلمون وهم يتابعون بمزيدٍ من القلق والترقب تدهورَ الأوضاع على الساحة السودانية، وخصوصًا في منطقة دارفور التي أصبحت مسرحًا لتحركات أمريكية وغربية مشبوهة،لا تبتغي الخير للسودان ولا لأهالي دارفور،ليؤكدون على عدة أمورٍ أهمها:

  1. أن قضية دارفور هي قضية سودانية في المقام الأول، وهي قضية عربية وإفريقية في المقام الثاني،ومن ثم ينبغي أن تُحل في الإطار السوداني والعربي والإفريقي،من خلال الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.
  2. أن ميليشيات الجنجويد (التي ركز قرارُ مجلس الأمن على مطالبة الحكومة السودانية بنزع أسلحتها واعتقال قادتها) - لا تستحق كل هذا الحشد الدولي ويتم تضخيمها بهدف إيجاد تكئةٍ للتدخل الأجنبي من ناحية،ولأغراض انتخابية،ولفت الأنظار عما يجري على الساحتين الفلسطينية والعراقية من ناحية أخرى.
  3. أن توصيف ما يحدث في دارفور بأنه عملية إبادة جماعية يُكرس النظرة الأمريكية المنحازة ضد قضايا العرب والمسلمين،والتي تتجاهل الإبادة الحقيقية في فلسطين و العراق و أفغانستان، وقد أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن بعثة خبرائها التي توجهت إلى دارفور أوضحت في تقريرها أنها لم تلمس أدلةً على وقوع أية أعمال يمكن وصفها بأنها إبادة أو تطهير عرقي.
  4. أن ما يحدث في السودان من تأزم الأوضاع ومحاولات التدخل يأتي في إطار الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لإعادة رسم خارطة المنطقة،وتغيير معالمها بما يخدم الأهداف الصهيونية والأمريكية،الأمر الذي يجب معه الدعوة إلى قمة عربية طارئة لبحثه واتخاذ ما يلزم بشأنه.
  5. أن المقصود بما يجرى في السودان ودارفور ليس السودان وحده،وإنما مصر بالدرجة الأولى؛على اعتبار أن السودان هو العمق الاستراتيجي لها،وهو- من ثَم- يمثل قضيةً مصرية ومصيرية في آنٍ واحد، ولا شك أن القيادة السياسية المصرية تدرك مخاطر ما يحدث في السودان؛لأنه تهديد مباشر وحيوي للأمن الوطني المصري والمصالح المصرية العليا،سواء فيما يتعلق بملف المياه أو التهديد المباشر لحدود مصر الجنوبية،الأمر الذي يعني ضرورة التحرك المصري المناسب،وبالسرعة المطلوبة على كافة الأصعدة والمستويات.
  6. أن على جميع الأحزاب والقوى السياسية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني - على مستوى العالم العربي والإسلامي - من نقابات وجمعيات أهلية ولجان إغاثية أن تقوم بأدوارها تجاه الأشقاء في السودان.
  7. أن على الجاليات المسلمة بالغرب والولايات المتحدة أن تقوم- وخلال هذا الشهر بالذات- بالضغط بكل الوسائل المتاحة على صنَّاع القرار لمنع استصدار أي قرارات دولية بالعقوبات أو التدخل في السودان،وتتحمل الجالية المسلمة في أمريكا في هذا السياق مسئوليةً خاصةً في مجال الأفارقة السود، الذين تعمل الإدارة الأمريكية على استقطابهم في الانتخابات.
  8. يتحتم على الحكومة السودانية- خاصة في هذه الفترة- أن تدير الأزمة بالحكمة والحنكة المطلوبتين، كما أن على قوى المجتمع السوداني الحاكمة والمعارضة أن تدرك مخاطر ما يحدث على الساحة السودانية،وأن الجميع مستهدف،وأن التدخل سيأتي على الأخضر واليابس،الأمر الذي يتطلب تكاتف كل القوى وتضافر كافة الجهود.

نسأل الله تعالى أن يحمي السودان الشقيق والمنطقة كلها من كل شر، ويقيها من كل سوء.

محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة: 15 من جمادى الآخرة 1425هـ = 1 من أغسطــس 2004 م.

المصدر