بـ3 مشاهد.. هكذا يخطط السيسي لحرب أردوغان
(29/07/2016)
كتبه: بكار النوبي
محتويات
مقدمة
لا يسع الباحث أو المحلل لطبيعة العلاقات المعقدة بين القاهرة وأنقرة خصوصا بعد انقلاب 30 يونيو 2013 على أول رئيس مدني منتخب، ثم بعد فشل انقلاب "الكيان الموازي" في تركيا في 15 يوليو الجاري، إلا أن يرصد مؤشرات تعكس تصاعد التوتر إلى درجة العداء.
بدورنا رصدنا 3 مواقف تكشف ملامح خطة عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر في حربه على الرئيس التركي وحكومته وتجعل من القاهرة منصة للهجوم على تركيا وسعيا لإسقاط نظامها، مدعوما في ذلك بقوى إقليمية شديدة الترحيب بإسقاط النظام التركي.
أول هذه المؤشرات هو ترحيب حكومة السيسي باحتضان فتح الله كولن زعيم الكيان الموازي والمتهم بقيادة الانقلاب على الحكومة التركية، ودراسة طلب لجوئه للقاهرة حال تقدم رسميا بذلك. وثانيها هو كشف تقارير صحفية عن استقرار العشرات من أسر أنصار كولن بالقاهرة منذ عدة شهور، وسط ترحيب ومباركة من جانب السيسي وحكومته.
وثالثها هو الكشف عن إدارة نوافذ إعلامية مناهضة لأردوغان تدار من القاهرة بعلم السلطات التي ترحب بمثل هذه الممارسات نكاية في تركيا ورئيسيها الذين يستضيفون رافضي الانقلاب العسكري في مصر وكثير من الإسلاميين ومنتسبي ثورة يناير التي تم الانقلاب عليها من جانب الجيش.
هل يلجأ كولن للقاهرة؟
في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء، قال رئيس شريف إسماعيل رئيس حكومة الانقلاب إن بلاده لم تتلق أي طلب من رجل الدين التركي المعارض فتح الله كولن للحصول على حق اللجوء السياسي إليها.
وأضاف إسماعيل -في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية مساء الأربعاء- أن مصر ستدرس مثل هذا الطلب في حال تقديمه، وهو الموقف الذي يعزز من الفرضية التي سقناها ويكشف بعض ملامح سياسات السيسي المستقبلة تجاه تركيا. وقال وزير العدل التركي بكير بوزداج لقناة خبر ترك التلفزيونية الخميس، إن كولن المقيم في الولايات المتحدة قد يهرب إلى استراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب إفريقيا أو مصر.
ويوم الأحد قال نائب في البرلمان المصري إنه قدم بياناً عاجلاً للحكومة يطالبها فيه بمنح اللجوء السياسي لكولن رداً على استضافة تركيا لمعارضين مصريين. كما رحب عدد من الإعلاميين بمثل هذه الخطوة ، على رأسهم الإعلامي الأمنجي أحمد موسى على قناة "صدى البلد" المملوكة لرجل أعمال مبارك محمد أبو العينين.
احتضان أنصار كولن في القاهرة
من جانبها نشرت صحيفة المصري اليوم في عددها الصادر اليوم الجمعة تقريرا بعنوان "هاربون من "اعتقالات أردوغان" بالقاهرة: "الانقلاب الفاشل" تمثيلية"، كشفت فيه أن العشرات من الأسر التابعين لحركة "خدمة" أنصار فتح الله كولن الخصم التاريخى للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والذى تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب العسكرى الفاشل، مؤخراً، يعيشون أوضاعاً مستقرة داخل مصر، دفعت العشرات منهم إلى نقل ذويهم للعيش فى القاهرة، بعد تعرض أغلبهم لحملات اعتقال من جانب الحكومة التركية بحسب مزاعم المصري اليوم.
ونقلت الصحيفة عن المُشرف العام على مجلة "حراء"، نواز فواش، أحد أهم محبى "جولن" فى مصر أن زملاءه يتمتعون بالاستقرار بالقاهرة، وأن الحكومة المصرية صارت على دراية شاملة ومعرفة كاملة بهم، زاعما أن ما حدث فى تركيا "تمثيلية"، مستدلاً على ذلك بأن "الجيش التركى محترف انقلابات عسكرية، والانقلابى حين ينفذ هذه الخطوة يوقف الحياة بشكل كامل، ليلاً، وليس ساعة ذروة، كما تُقطع الاتصالات والإنترنت، ويتم اعتقال الرئيس ووزير الدفاع، وليس إجراءات هزلية كالتى وقعت" متجاهلا أن علم المخابرات التركية بالانقلاب قبل وقوعه عجل به وسبب ارتباكا لمنظميه.
وأوضح أن حكومة الانقلاب في مصر سعت خلال العامين الماضيين للتعرف عليهم، واكتشفت أنهم مواطنون أتراك ليست لهم صلة بالسياسة، وعلى خلاف كبير مع "أردوغان" ما يكشف أن العلاقة بين السيسي وأنصار كولن قبل الانقلاب الفاشل بعامين كاملين.
أنشطة حركة كولن في القاهرة
"حِراء"، التى يتولى "فواش" الإشراف عليها، هى مجلة علمية دينية، تصدر عن مؤسسة قايناق التركية، إحدى مؤسسات "جولن"، ومركزها الرئيسى فى العاصمة التركية أنقرة، وتُوزع داخل مصر من خلال مركز النيل للنشر، التابع لحركة "جولن"، وتضم عددا من أبرز رجال الدين المصريين، منهم: الدكتور على جمعة، المفتى الأسبق، وهو كذلك عضو بمجلس إدارة المدرسة، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أحمد عُمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والداعية الإسلامى المعروف، زغلول النجار، حسب الموقع الإلكترونى للحركة.
ولأتباع حركة "جولن" أنشطة داخل مصر، تشمل سلسلة مدارس دولية، ودورا للنشر، ومراكز لرعاية الطلاب الأتراك الوافدين إلى مصر، وشركات تجارية مملوكة لمستثمرين أتراك تابعين للحركة، بجانب مركز لتعلم اللغة العربية.
صحيفة موالية لكولن تدار من القاهرة
المؤشر الثالث الذي يؤكد أن السيسي خطط منذ مدة لجعل القاهرة منصة هجوم على الرئيس التركي والحكومة التركية هو ما كشفته صحيفة "القدس العربي" في تقرير لها يوم الثلاثاء الماضي 26 يوليو الجاري تحت عنوان " مصادر خاصة لـ"القدس العربي": ذراع غولن الإعلامي يعمل من القاهرة ويصعد هجومه ضد أردوغان".
حيث كشفت مصادر خاصة لـ"القدس العربي" أن ذراع غولن الإعلامي والمتمثل في الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان عربي" يعمل من العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بالتزامن مع تصعيد "إعلام غولن" لهجومه الإعلامي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب اتهامه بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي ضربت البلاد منتصف الشهر الجاري.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه عن أن الطاقم الذي يتكون من صحافيين عرب وأتراك ويديرون الموقع الإلكتروني العربي لصحيفة "زمان" التركية التابعة لـ"غولن" يعملون من خلال مقر رسمي لهم في العاصمة القاهرة وبعلم السلطات المصرية. وأوضح تقرير المصري اليوم أن رئيس تحرير "زمان" التركي هو إسحاق حنفي الذي يقيم بالقاهرة منذ عدة شهور وسط مباركة وترحيب واسعين من جانب سلطات الانقلاب في مصر.
المصدر
- تقرير: بـ3 مشاهد.. هكذا يخطط السيسي لحرب أردوغان موقع بوابة الحرية والعدالة