بشرى للأزواج و الزوجات
بقلم : السيدة أمل صبري
في الكثير من المشكلات الزوجية نجد الأزواج و الزوجات عندما يتحدثون عن مشاكلهم الزوجية يبدأ الشاكي أو الشاكية بسرد عيوب الطرف الآخر و يذكر أنه سبب المشاكل و الخلافات التي تكاد أن تعصف بحياتهم الزوجية من وقت لآخر في حين ان صاحب الشكوى لا يألوا جهدا في سبيل إصلاح ما فسد في علاقته مع الطرف الاخر و لكن دون جدوى \"على حد قوله\" لحظة تأمل
و مع كل مشكلة زوجية تقريبا نسمع نفس الكلام مع اختلاف اصحاب الشكاوى سواء نساء ام رجال او اختلاف وسط اجتماعي او ثقافي او.....
ووقفت في حيرة من امري و بدأت أتامل المشكلة و افكر في العامل المشترك الذي يربط بين كل هذه الفئات المختلفة ... و إذا بي في اثناء رحلة التفكير و التامل و... تقفز الى ذهني فكرة قديمة كنا نمارسها في بعض المسائل الحسابية ونحن اطفال.... كان المدرسون يظهرون لنا صندوق به عدد من الكور الملونه و المقسمة بين لونين و يقولون لنا العدد الاجمالي للكور داخل الصندوق كذا...فكم عدد الكرات من كل لون؟ فكنا نركز بصرنا على الكور ذات اللون الاقل عددا و نعدها ثم نقوم بعملية طرح بسيطة نستطيع بها الحصول على الاجابة بسرعة و بطريقة صحيحة و سهلة.
و من هنا ادركت ان الانسان دائما يعد القليل لانه الاستثناء و ليس القاعدة .
و هنا تسألت! لماذا لا يطبق الزوجان هذه القاعدة القديمة في الحساب على حياتهم الزوجية؟!!! ليتذكرا ان العلاقة التى تربط بينهما تحتوي على العديد و العديد من المعاملات و الاحتكاكات اليومية التي يصعب عدها من كثرتها و تلاحقها لماذا لا يخرجا من دائرة حياتهما هذه الاعداد الصغيرة من نقاط الاختلاف لينعما بالكثير و الكثير من نقاط الاتفاق التى يشتركا فيها ؟!!!
ووجدت نفسي اتسأل ... و هل انا الوحيدة التي اعرف هذه القاعدة ؟!!وهل هى غائبة عن كل الازواج و الزوجات؟!!!
و كان الجواب طبعا لا...!!! اكيد الكثير و الكثير من الأزواج و الزوجات يعرفون هذه القاعدة إذن أين الخلل؟!!!
الخلل في الثقافة التى تحكم عقول الكثير من الازواج و الزوجات ...ثقافة البحث عن نقاط الاختلاف في علاقتهم مع بعضهم البعض ...فبدلا من ان يبحث الازواج و الزوجات عن نقاط اتفاقهم مع بعضهم البعض و يبنون عليها حياتهم الزوجية... يضع كل منهم امام عينيه نقاط الاختلاف لإنها قليلة و لإن مساحتها صغيرة يمكن للعين ان تحصرها بنظرة سريعة و لا تحتاج الى جهد في رؤيتها و عدها بل و تكرار العد و السرد
هذه هى المشكلة فما هو الحل...؟
الحل بسيط و سهل جدا كما ان الناس تعد الكمية القليلة لسهولة عدها كذلك يمكن التخلص منها لسهولة انتقائها من بين الاعداد الكبيرة لانها شاذة عن الكمية الاجمالية
ما هى الخطوات العملية لتنفيذ هذا الاقتراح؟!!!
1- احضار ورقة و قلم
2- لنخطط جدول مكون من عمودين الاول تكتب فيه نقاط الاتفاق مع الطرف الاخر و العمود الثاني تكتب فيه نقاط الاختلاف
3- ثم نقارن بين النقاط المذكورة بالعمودين
تمرين ونتيجة
في اغلب الحالات التي مارست هذا التمرين خرجت بخلاصة مفادها ان مساحة الاتفاق اكبر بكثير من مساحة الاختلاف التي كانوا يظنون انها لم تترك اى مكان للاتفاق بشرى سارة
و ليستبشر كل طرف استطاع ان يحصي عيوب الآخر انه يكتب بيدة شهادة بإن نقاط اختلافه مع الطرف الاخر هى الاستثناء و العدد القليل و ان وراء كل عيب جيش كبير من المميزات التى يمتلكها الطرف الاخر و لكنه لم يستطع ذكرها وقت العد و السرد لإنها اكبر بكثير من ان يحصيها ... اخيرا....
ينبغي على الأزواج و الزوجات أن يتذكروا أنهم لم يخلقوا لكى يبحثوا عن نقاط الاختلاف فيما بينهم بل لكى يبحثوا عن نقاط الاتفاق و يثمنونها ليصنعوا السعادة لإنفسهم و لأسرهم ...
و ليحولوا نظراتهم من البحث عن نقاط الاختلاف الى البحث عن نقاط الاتفاق ليبنوا عليها حياتهم الزوجية و ليمنحوا انفسهم و أسرهم السعادة بإذن الله.
و ليستعينوا بالله سبحانه هو مقلب القلوب و الابصار ليؤلف بين قلوبكم إنه على ما يشاء قدير
المصدر
- مقال:بشرى للأزواج و الزوجاتموقع:الشبكة الدعوية