ان لم يستحوا من اجلك انت يا رب نحن نستحي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بقلم/ د. جمال حشمت


أثارنا حديث الاستاذ / محمد حسنين هيكل عن ثورة رجال السلطة في مصر وحواريهم من منافقي الصحف القومية التي ابتلانا الله بها في سجون مصر – حيث ممنوع دخول اى جريدة أخرى ـ !! مما أصابنا بحالة من التسمم الإعلامي والعبط الفكري خاصة مع كثرة التصريحات التي يصرح بها أساطين النظام الحاكم سواء كانوا حزبيين أو وزراء فكلهم لا يستحي أن يكذب ويصر على الكذب ....

ورغم أن ما قاله هيكل طرح من قبل من حيث المضمون خاصة بعد أن تلاعبت السلطة في مصر بالدستور ، وبعد أن كان دستوراً يوصف في العلوم الدستوية بالدستور الجامد الذي يجعل تعديله صعبا ، فقد تلاعب حكام هذا الزمان بنصوصه حتى صار دستورا سمك لبن تمرهندي تتضارب فيه المواد الدستورية .

كما تم تفصيل بعض المواد بحيث لا يمكن لأحد أن يترشح مثلاً لرئاسة الجمهورية إلا إذا كان الرئيس مبارك أو نجله !

وحتى الأحزاب التي منحها النظام الحاكم المستولي على السلطة في مصر في ظل تغييب الشعب المصري قهراً وتزويراً ، لا يحق لأحد منهم الترشح للرئاسة ، رغم أنه سمح لأعضاء الهيئة العليا الذين مر على عضويتهم عاما على الأقل بإمكانية الترشح لكن بعد استيفاء شروط هى بمثابة لبن العصفور نتيجة تزوير الإنتخابات : في مجلس الشعب (65 عضوا) ومجلس الشورى (25عضوا) والمحليات (140 عضوا من 10 محافظات على الأقل) وبهذا يتساوى الشرعيين وغير الشرعيين ممن ترفع المعارضة اليوم أسمائهم للترشح أمام الحزب الوطني ! فلن يتمكن أحد من الترشيح إلا إذا وافق الحزب الوطني المزوراتي على مرشح الحزب ومرشح المعارضة !!

وهذا رداً على تساؤلات الأمين العام للحزب الحاكم الذي ردعلى سذاجة طرح هيكل وغيره بأن هناك دستورا يحدد كيفية الترشح !!

ورئيس تحرير الجمهورية يبدوا أنه تلميذ مخلص للسيد الأمين العام أبو الريادة الإعلامية فيخصه بتصريحات من وقت لأخر تكفي لحرق دماء المصريين الذين ما زالوا يملكون حساً حيث يقرر في الجمهورية 26/10/2009 العدد 20391 عدة بديهيات – كما يبدو له – أن الكل من حقه ان يفكر لكن عندما يتعلق الأمر بتقرير مصير الوطن فالشعب وحده هو صاحب القرار وليس الصحافة أو الإعلام ، مؤكدا أن الشعب مصيره بيده ولا وصاية عليه !!

إذن لماذا لا يشعر الشعب بذلك ففي دوائر كثيرة منها دائرتي دمنهور وزاوية غزال كلما جاء الشعب بنائب أختار له النظام نائب أخر ، وهو ما يحدث منذ عام 1995 حتى عندما ساند القضاه في أول اشراف لهم رغبة الشعب ، تم إقصاء نائبهم بعد عامين فقط وطافت مدرعات مكافحة الإرهاب وحاصرت المدينة وشوارعها في انتخابات الإعادة !!

وفي وصلة توهان يقول أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي أن الرئيس مبارك ترك للأحزاب حرية تقديم مرشح للرئاسة إذا كان لها وجود في البرلمان ، أو المجالس المحلية ، وكان أمام الأحزاب فترة كافية لتعد مرشحين لخوض الإنتخابات الرئاسية طبقا لتمثيلها في البرلمان ، طبعا لا أحد يملك النصاب اللازم وسيقوم الحزب الوطني بتسليف من يشاء الأعداد اللازمة لزوم الوجاهة الديمقراطية !!

ولم ينس الأمين العام الحديث عن البعبع الذين يحيون من أجل محاربته نيابة عن كيانات عالمية تمنحهم كأنظمة صك تأمين الحياة ، والذي من أجله تحولت مصر إلى دولة بوليسية ، ومن أجله عدل النظام الدستور ، وأفسد حياة المصريين، فقال رئيس تحرير الجمهورية "وطالب الشريف الأحزاب بأن تزيد تواجدها في الشارع ، وكلما زاد هذا التواجد تم ترجمته من خلال صندوق الإنتخابات ، ودعا الشريف الأحزاب أن تملا الفراغ السياسي الموجود خصوصا وأن غيابها يترك المساحة خالية للجماعات الغير شرعية وأفكارها التي تتسلل إلى بعض الصحف والإتجاهات " .

طبعا هنا اعترف لإبن الشريف بأن الحزب الوطني بكل امكانياته لم يملأ الفراغ السياسي ، ويطالب أحزاب المعارضة بأن تملأ هى ، حتى لا تستولى الجماعات الغير الشرعية ، وهو يقصد الإخوان المسلمين على الساحة الخالية !! وإذا نجحوا في ذلك فيمكن منحهم عبر صناديق الانتخابات اللولبية الشيطانية التي تسيطر عليها الداخلية بعض المقاعد التي قد تساعد في ترشيح مرشح للرئاسة يقوم بدور خيال المئاتة في الانتخابات القادم ..

صحيح إن لم تستح فإفعل ما شئت


دبابيس مشبك :

في حديث سابق لإبن الشريف : "أن قانون الطوارئ لم يستخدم ضد السياسيين بل فقط ضد الإرهابيين "

والسؤال هو : لماذا نحن إذن معتقلون في سجون الحزب الوطني ؟

من أجلك أنت يا وريث

تم وقف إجراءات الإستيلاء على أراضي الأوقاف حول الابعادية (105 فدان) التي بدأها محافظ البحيرة بعد توصية لجنة فض المنازعات بمجلس الوزراء في 29/9/2009 بسحب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2856 لبطلانه ومخالفته لقانون الوقف الخيري وقانون إنشاء هيئة الأوقاف المصرية ، والذي سمح للمحافظين بالإستيلاء على اراضي الأوقاف الخيرية في نطاق المحافظة لإقامة مشروعات عليها ، وهكذا ردت حقوق أكثر من 160 اسرة تم إجبار بعضهم على التوقيع للتنازل عن أرضهم التي زرعوها منذ أكثر من 50 عاما .

انتخابات اتحادات الطلاب بالجامعات ، وما تم فيها من حصار ومنع وتزوير ، يؤكد أن التزوير منهج حياة مستمر مع الفكر الجديد ، ومصير الإنتخابات القادمة لن يكون أحسن حالا ، وتستمر حالة الإحتقان بين نظام يسرق شعبه وشعب مقموع ينتظر الفرج من الله قول يا رب .

المصدر : نافذة مصر