اليهود أضرموا النيران في بيوتنا ببئر السبع
أنا من بلدة قرب بئر السبع، مازلت أذكر أن هناك مقاومين في بلدتنا كانوا يواجهون الهجمات التي كان يشنها علينا اليهود سنتي 1948 و1949.
سنة 1949 جمعونا وكنا حوالي أربعة آلاف عائلة جمعوا الرجال في صف الواحد وراء الآخر في مكان والنساء والأطفال تركوهم في البيوت وأضرموا فيها النيران.
أمروا بطردنا بعدما نهبوا ما شاؤوا من متاعنا وأموالنا وخرجنا إلى منطقة السموع، وهناك تولت أمرنا الحكومة الأردنية مشكورة وأمدتنا باللوازم الأساسية للعيش.
انتقلنا بعد ذلك إلى منطقة الديرات حيث مكثنا حوالي شهر، ثم جاء شخص يقترح علينا أن ننتقل إلى مكان أوسع فقادنا إلى منطقة مسفرة بني نعيم وكانت منطقة بورا فمضى كل واحد منا يزرع منها ما استطاع ويحصد.
كنا نعيش في بلدتنا الأصلية في بئر السبع على الزراعة وكانت منطقة قريبة من مصادر المياه وتعرف تساقطات مطرية مهمة، ومن أسباب طردنا وتشريدنا من أراضينا أننا رفضنا بيعها.
كانت أقل مساحة أرض يملكها الواحد منا لا تقل عن ألف دونم، وكانت لدينا الإبل والخيل والأنعام وكنا نعيش حياة سعيدة، لكننا اليوم نعيش في الجحيم وأصبح الكثير منا يفضلون الموت على الحياة في مثل هذه الظروف.
لن نقبل بالتعويض عن أراضينا، وكان أرييل شارون اقترح علينا عرضا من هذا القبيل لكننا رفضناه، وها قد هجرونا ولن ننسى ما مر علينا من عذاب وكيف عذبوا أبناءنا أمام أعيننا وكيف شردونا، حتى إن منا من مات من شدة العذاب الذي قاساه.
المصدر: الجزيرة نت