الوزير رفض قرار الحكم
27 اكتوبر 2010
بقلم: حسن المستكاوي
● حدث فى يوم من الأيام أن «عض» جيرمان ديفو لاعب توتنهام منافسه الأرجنتينى خافير ماسكرانو لاعب فريق وستهام يونايتد فى مباراة الفريقين بالدورى الإنجليزى وفعل جيرمان ديفو ذلك حين هاجمه ماسكرانو من الخلف خلال المباراة بمنتهى العنف. فلم يتمالك أعصابه «فعض» خصمه فى أعلى ذراعه اليسرى. وانتهى الأمر فى الملعب بإنذار اللاعبين. ولم يعجب قرار الحكم وزير الرياضة البريطانى ريتشارد كابرون بالاكتفاء بإظهار البطاقة الصفراء لجيرمان ديفو، وطالب الاتحاد الإنجليزى بإجراء رادع تجاه اللاعب، لأنه سلوك غير طبيعى.
● فى هذا الموقف اعترض الوزير على قرار الحكم.. وتدخل وأعجبنى ذلك، فهو لم يعتمد على اللوائح ولم يكتف بقرار الحكم..فمن المؤكد أنه لاتوجد مواد ونصوص تعاقب اللاعب الذى «يعض» خصمه، وإزاء تلك التصرفات غير الطبيعية لابد من تدخل أكبر صاحب قرار فى المجال.. سواء الرياضى أو الإعلامى أو الاقتصادى فهذا واحد من أهم أسباب اختيار القيادات.. فلايمكن أن تستمر ظاهرة أن يقود السيارة من يجلس فى المقعد الأيمن بجوار قائدها.. وتلك من ملامح السنوات الخمس الماضية للأسف..( درءا للنقد وسيوفه المشهرة والجاهزة أعرف أن القيادة فى إنجلترا واستراليا من المقعد الأيمن.
● أطرح هذا المثال مؤيدا مرة أخرى دور وزراء وقيادات فى مواقعها، دون الانتظار للوائح التى تعجز عن مواجهة سلوك غير مألوف..وأكرر للمرة الألف أن قوة القانون هى الحل الوحيد لإيقاف الفوضى.. وهى لن تتوقف أبدا بلاحسم وبلاعزم.. ففى ألمانيا عندما يتجاوز صاحب السيارة إشارة المرور مرتين ولايحترمها فإن رخصة القيادة تسحب منه ولايتمكن من القيادة مرة أخرى، وبالتالى يفكر قائد السيارة ألف مرة قبل أن يتجاوز إشارة.. وفى إنجلترا حين تقع مخالفة فى البناء، تتم إزالة المبنى بالكامل، فلايجرؤ إنسان على تجاوز القانون أبدا.. بينما الوضع فى شارعنا معروف، الإشارة الحمراء لاتوقف سيارة، والإشارة الخضراء تعنى التوقف فورا..!
هكذا بالقانون الصارم تتوقف الفوضى فى العالم الآخر، فلا إصلاح حقيقيا بلاضحايا، وأردد ذلك كثيرا على الرغم مما يقال عن أننا حالة خاصة ومصر ظروفها خاصة، لماذا نهرب دائما بحجة «مصر الخاصة».. ماوجه الخصوصية.. ولماذا لايجب المقارنة مع ألمانيا وإنجلترا وسويسرا.. وأتساءل: بمن نقارن أنفسنا حتى نتعلم و نتقدم ونوقف الفوضى التى تحيط بنا وتحاصرنا .. هل نقارن بدولة مونتسيرات..؟!
● من مظاهر الفوضى فى شارع الرياضة أن تتعدد إصابات القطع فى الرباط الصليبى بصورة مخيفة، ويصل عدد ضحاياها فى الموسم إلى 15 أو 20 لاعبا، وهذا دون حساب الإصابات فى لاعبى درجات الدورى الأخرى، ولانجد إحصاء دقيقا بتلك الإصابات أو دراسة لأسبابها، بعد أن أصبحت مثل إصابات البرد، والملتحمة (الاسم الصعب لما كنا نعرفه باسم الرمد الربيعى).. ألا توجد لجنة طبية باتحاد الكرة؟
● أسمع من يسأل : وهل توجد لجنة فنية تدرس وتحلل مستويات الفرق والمنتخبات.. كى تجد لجنة طبية تحصى وتحلل تلك الإصابة الظاهرة؟!
المصدر
- مقال :الوزير رفض قرار الحكم ، الشروق