الهرطقة بين الكنيسة وفؤاد المهندس

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الهرطقة بين الكنيسة وفؤاد المهندس


الاربعاء,14 يناير 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

ربما لم يخطر ببال أحد قبل ثورة يناير أن مشاعر الأقباط في مصر تنطوي على كل هذه الكراهية للإسلام ، نعم كان البابا شنودة يعلن تأييده صراحة للحزب الوطني ولحسني مبارك ، وكنا نعزو ذلك في جزئه الأكبر إلى كون النصاري أقلية لا تسطيع دفع بطش النظام فآثرت السلامة واقترفت مفسدة لتدرء بها مفسدة أكبر تتعلق بالإضطهاد والبطش المزعوم ، والمتابع لشكاوي النصاري على المستوى الأهلي في عهد حسني مبارك كان لابد له وأن ينخدع في أغراض التبرم والأنين المستمر لهم والذي اتضح فيما بعد أنه إنما كان نوعا من الإبتزاز للشعب المصري نفسه واستتارا لتمرير استحوازهم على مفاصل الدولة في المالية والإقتصاد والتجارة والإستثمار فضلا عن السينما والسياحة إلى آخر المواقع الإستراتيجية التي يسيطر عليها النصاري بالكامل ، وجاءت ثورة يناير لتكشف الحقيقة وتجليها تماما ولتثبت أن قيم التسامح والسلام والمحبة التي يرددها آباءهم ليل نهار هى مجرد تكتيك يغطي على استراتيجية الإجهاز على البلاد وطمس هويتها الإسلامية أو بعبارة صريحة كما قال الناشط جورج اسحق القضاء على الإسلام في مصر .

يواجه الباباوات والكهنة في مصر مشكلة لا يستطيعون حلها مهما حاولوا ، وهى ضعف الأساس العقدي الذي تقوم عليه الديانة النصرانية ، فمئات الأناجيل وآلاف الملل والنحل جميعها يلعن بعضها بعضا ويكفر بعضها بعضا ، ولا يستطيع أي متخصص في علم اللاهوت أن يزعم أن واحدة منها تفضل الأخري فجميع مفردات العقيدة للأسف هى قصص وحكايات يظهر فيها العنصر البشري بعيدا تماما عن المنطق والمعقول والبديهيات ويتصادم بمنتهى العنف مع العلم ، ولا يسترها سوي حالة من الرهبوت والإستحواذ النفسي الذي يسيطر على مرتادي الكنائس ومعظمهم من ذوي الحاجات أو المشكلات لديهم استعداد مسبق للخضوع لهكذا شعائر وهو أمر مشترك في جميع الأديان حتى الوضعية منها كالبوذية والكونفوشية ويعين عليها لإقناع متوسطي الثقافة طقوس اخراج الجن من بعض المرضي بالمس أو مد يد العون بالمساعدات وهو ما يتبعه بكل تأكيد حالة من الإمتنان والشكر .

إن العبارات التي قال بها جاليليو جاليلي في اعتذاره المكتوب للكنيسة عن تأييده نظرية كوبرنيكوس تجسد الأزمة الفكرية التي لا تستيطع النصرانية بصفة عامة تحييدها فقد قال جاليليو بناء على ملاحظاته التلسكوبية أن الأرض ليست مركز الكون كما ذكر الكتاب المقدس بل وأكثر من ذلك أنها تدور حول الشمس وهو ما اعتبرت الكنيسة أنه هرطقة صريحة فقضت المحكمة الكنسية عليه بعقوبات تفاوتت بين السجن وعصر الجسم فتاب وتلى مزامير الندامة " مزمورا مزمورا " واعتنق نفس الفكرة التي اعتنقاها الفنان جمال اسماعيل في مسرحية السكرتير الفني وهى أن الأرض " لا تلف " بينما أصر فؤاد المهندس على أنها "بتلف" وقد ورد في تلك المزامير " أنا المدعو جاليليو جاليلي... ابن فنشنزو جاليلي من سكان فلورنسه... وأبلغ من العمر سبعين عاما... أقسم إنني آمنت بكل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرسولية بروما... وسأؤمن مستقبلا بكل تعاليمها وما تبشر به... وأعلن ندمي عن كل الأفكار والهرطقات التي أدليت بها مسبقا... وعن كل ما اقترفته في حق الكنيسة... وأقسم ألا أعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى... وأن أشهد أمام هذه الهيئة المقدسة ضد أي شخص يقترف فعل الهرطقة أو المساس بمعتقدات الكنيسة فور علمي بذلك"... الأمر الذي أفرز على الفور فكرة العلمانية ، وقد اعتذرت الكنيسة عن ذلك عام 1992 وأقرت في ذلك التاريخ فقط ... بأن الأرض كروية و " بتلف " .

ولا تقف الأزمة الفكرية للنصاري بصفة عامة عند حد انعدام الفكر أو العلم بل امتدت أيضا إلى عدم الثقة في وقائع تعتبر من صلب العقيدة فقد ظلت الكنائس جميعا تقول وتجزم وتعتقد أن اليهود هم من صلبوا المسيح وأنهم بهذا يستحقون العقوبة واللعنة من الرب ، ثم فاجأنا البابا بندكت بما يعتبر مغايرة لواقعة الأصل أنها ثابتة ثبوت الإنجيل نفسه عندما برأ اليهود من دم المسيح وهو ما حول الدين المسيحي بشكل عام من دين رباني لدي اتباعه إلى مجرد أقوال وملاءمات يمحو فيها شخص مثل بندكت ما يشاء ويثبت .

إن فكرة الصراع بين الأديان والحضارات ليس لها سند من الواقع فالامر محسوم لصالح الدين الإسلامي فالقرآن هو الكتاب الذي جاء به النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وقد جاء فيه مثلا أن الله يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ، وجاء فيه " والأرض بعد ذلك دحاها " أي جعلها مثل البيضة ، وجاء فيه ذكر الخنس الجوار الكنس .. إلى آخر الأفكار العلمية التي تحدث فيها القرآن بشكل جازم واضح لا لبس فيه ولا شك فضلا عما احتواه من اعجاز لغوي وتشريعي ، إنه الكتاب الذي قال الله سبحانه وتعالي فيه " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاري حتى تتبع ملتهم " ولعله من غير المنطقى أن يتبع المسلمون ملتهم لسببين الأول أن ملتهم غير واضحة لا من حيث الإله ولا من حيث المنهج والثاني أن اسلامنا واضح من حيث الإله ومن حيث المنهج ومن حيث أن الله هدانا إلى دينه القويم ... فيا أيها النصاري واليهود هل تنقمون منا إلا أننا آمنا بالله الواحد وأننا لم نحرف كتابه ؟ وأننا لم نجترئ على شرعته ؟ واننا لم نفتر عليه الكذب ؟ وأن الله لا يهدي القوم الفاسقين .

المصدر