النصف الممتلىء والفارغ ..
بقلم : محمود القلعاوى
حياتنا مليئة بالمتاعب والآلام .. لا تخلومن المحن والأزمات .. محفوفة بالبلايا والمصائب .. نلاقي فيها من الآلام والشدائد ما نلاقى .. نتعرض للثنائيات المتضادة كالأمل واليأس , الخير والشر، الضياء والظلام، السرور والحزن، الأنس و الوحشة، الميلاد والموت، العسر واليسر، النور والظلمة .. وقليل من ينظر إلى النصف الممتلىء لا الفارغ .. الذكي هوالذي يحول الخسائر إلى أرباح .. وأما الجاهل فهوالذي يجعل المصيبة مصيبتين والحفرة بحراً يغرق فيه .. فمن شأن الحياة أنها ليست على لون واحد .. فالجويصفوويغيم .. والصحة تقوى وتضعف .. والأيام تقبل وتدبر .. المهم ألا نتعثر
توقع الخير
التفاؤل هوتوقع الخير .. وهوالكلمة الطيبة التي تجري على لسان الإنسان .. والكلمة هي الحياة .. فالتفاؤل هوالحياة .. قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) رواه الترمذي .. وصدق القائل : ما تقولُه تكونه وما تريد أن تكونَه فعليك أن تقوله على لسانك.. فالذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة ناجحة سعيدة عليهم أن يُجْرُوا هذا على ألسنتهم حتى تكون عادةً لفظية لهم .. فلا تسأم آخى من ترديد : أنا مُوفَّق أنا سعيد .. تجد أثر ذلك عليك وعلى حياتك
كان يحب الفأل الحسن
روى مسلم أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طيرة، وخيرها الفأل" .. قيل : يا رسول الله وما الفأل؟.. قال : " الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم "
ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل :" اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت"
وكان - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل باللغة وألفاظها الجميلة .. فقد جاء إلى المدينة وهم يسمونها يثرب وهواسم لا يخلومن إيحاءات سلبية .. فسماها - صلى الله عليه وسلم - "طيبة" من الطيب والخير .. وفي صحيح مسلم أنه سأل عن فتاة: ما اسمها ؟ .. قالوا: عاصية .. فقال - صلى الله عليه وسلم - : لا هي جميلة .. وحين سأل رجلاً عن اسمه ؛ فقال: حزن. قال: بل أنت سهل .. كما في صحيح البخاري ..
هيا نتعلم التفاؤل
فالتفاؤل يشحذ قدرات الإنسان ويزيد من قوته ومقدرته على تحقيق أهداف حياته .. وبما أن التفاؤل سلوك مكتسب وليس فطريا . فإنه بإمكاننا أن ننضم لحزب المتفائلين وذلك من خلال الخطوات التالية :
تعود أن ترى الجانب المشرق دائما في أي شيء .
حاول أن تستعيد ثقتك في نفسك بتحديد أهداف على المدى القصير والأخرى طويلة الأمد .. وكلما تحقق هدفا ترى الجانب المشرق للحياة
ابتعد عن المبالغة وتجسيم المشاكل .
قسم مشاكلك وتعامل مع كل منها على حدة .
تخلص من إحساسك بالذنب والمسؤولية عن كل ما تواجهه من مشاكل ..
انظر للحياة من منطلق أن نسبة النجاح والفشل فيها متساوية .
تعلم كيف تسيطر على حياتك بحيث تصبح كل خيوطها بين يديك .
تذكر أن العقبات التي تواجهها لن تستمر للأبد .
أخيرا تعلم أن تحب نفسك وأن تحب الحياة وتذكر دائما أن الحياة هبة منحها الله لنا لنعيشها ونأخذ منها ونثريها .
جنة التفاؤل
· أكثر الناس إنتاجاً ونجاحاً دون غيرهم .
· يرفع المعنويات ويمحوالانهزامية والانكسار .
· يدفع العبد إلى الرجوع والتوبة عن المعصية مهما بعد ومها سقط .. حين يعلم أن الله يغفر الذنوب وهوأهل التقوى وأهل المغفرة ..
· المتفائل مطمأناً على رزقه دون قلق
· كن متفائلاً تحيى حياةً سويةً ملؤها الصحة والنشاط .
· أهدأ الناس نفسًا وأعصابًا وأكثر ثباتًا عند الحوادث والنوازل
· أقرب الناس للسعادة والصحة .
· أبعد الناس عن التشاؤم .
الأطباء يتكلمون
توصل فريق من علماء النفس الأمريكيين إلى أن الأشخاص المنشر حي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم.
وجاء في بحث أنجزه الفريق التابع لجامعة ييل في ولاية كونيكتيكات : أن الأشخاص الذين يتملكهم الخوف من الشيخوخة تظهر عليهم أعراض التقدم في السن بسرعة اكبر ..
وتبين للباحثين أن من لا يخيفهم تقدم قطار الحياة يعيشون في المتوسط سبع سنين ونصفا أكثر من أولئك الذين يقضون وقتهم حسرة على ما مضى من أيامهم.
كما أعرب الفريق الذي تقوده الدكتورة ريبيكا ليفي : عن اعتقادهم بأن التعامل السلبي مع عملية الشيخوخة يكون له تأثير مباشر على التشبث بالحياة .
المصدر
- مقال:النصف الممتلىء والفارغ ..موقع:الشبكة الدعوية