المنجّمون الأشرار
بقلم: د. عز الدين الكومي
عندما وقع الانقلاب العسكري وصرح زعيم عصابة الانقلاب برؤيا الساعة الأوميجا والسيف الدموي ولقاء السادات وطموحه في تولي رئاسة البلاد وبعدها كان تصريح مفتي الدم علي جمعة في تسريب له في الشؤون المعنوية للقوات المسلحة قال فيه (لقد تواترت الرؤى بتأييدكم من قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن قبل أولياء الله)!
منذ ذلك الوقت تحول عدد من سحرة الانقلاب في الفضائيات الموالية للانقلاب إلى قارئي كف وضاربي رمل وودع ومنجمين وكهان؛ ففي كل ليلة يحذروننا من تفجيرات واغتيالات وعمليات إرهابية حتى تحولت فضائيات وبلاعات مدينة الإنتاج الحيواني إلى مجال واسع للتنافس في التنجيم وضرب الرمل والودع والكهانة، مما دعا الكاتب محمد شوكت الملط في تغريدة له يقول: لقد تحولت مهنة الصحافة إلى موهبة التنجيم بحوادث مستقبلية والصحفيون على الفضائيات يتنافسون على جائزة أفضل منجم أمام جماهيرهم المخدرة!
فقد قال المعتوه توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين بتاريخ 13 يونيو 2015 وبالنص "خلال اليومين الجايين دول الحالة زي الزفت من الناحية الأمنية ومن الناحية الاقتصادية والفترة دي هتقعد لها في حدود أربعين يوم وأنا مش عارف تبدأ الأربعين يوم امتى وتنتهي امتى وربما يحدث في الأربعين يوم دول حالة من الاغتيالات في خلال تزامن الصيام في الأديان الثلاثة هيقع فيها كتير من الجنود والقيادات مضيفًا: هيسقط في مصر خلال الأربعين يوم دول كثير من الجنود وسيكون بينهم تماسيح صغيرة وبعض القيادات هتغتال خلال الأيام اللي جاية.
وكان الانقلابي الإبراشي تنبأ بوقوع سلسلة من التفجيرات والاغتيالات بعد الحكم على الرئيس مرسي بقضية هزلية الاتحادية ستكون ضد شخصيات سياسية وإعلاميين وبعض قيادات الجيش والشرطة لكن يبدو أن الإبراشي تعوزه خبرة الكهانة والعرافة فلم يحدث شيء أو أن الجهات الأمنية التابع لها لم تزوده بمعلومات دقيقة أو بدا لها أن تغير رأيها دون أن تبلغه بذلك.
ومع اقتراب عيد الفطر المبارك قام مجموعة من منجمي وعرافي وكهان النظام الانقلابي من خلال فضائيات رجال الأعمال بالتنبؤ بحدوث تفجيرات واغتيالات في فترة العيد وما بعدها فمثلا الانقلابي الرويبضة أحمد موسى حذر من وقوع تفجيرات وأعمال إرهابية في الفترة المقبلة ولا سيما قبل 6 أغسطس وهو اليوم المحدد لافتتاح الترعة الجديدة ويطالب الجيش بالنزول بدباباته لحماية المنشآت الحيوية وهل الجيش ترك الشارع حتى يعود إليه؟!.
كما أن الانقلابي العراف عمرو أديب تنبأ بوقوع تفجيرات السفارة الإيطالية قبل وقوعها بخمسة وأربعين يوما وقال إنه يتوقع أن تمتد التفجيرات لتطال رموز كبيرة في الدولة ومن ضمنها رأس الدولة إلا أنه مع هذه النبوءة قال: عدم قدرة الداخلية على تأمين البلد لأنه قدامها خمس ست سبع سنين على ما ترجع، معللا ذلك بخطيئة الشعب الذي ضرب الشرطة في 28 يناير.
ومع أن الانقلابي حمدي رزق حديث عهد بالسحر والكهانة الانقلابية إلا أنه توقع حدوث عملية إرهابية كبيرة بمنطقة وسط البلد.
على أن التنجيم لم يعد حكرا على سحرة الإعلام من عملاء أمن الدولة والجهات الأمنية وأذرع عباس ترامادول ولكن دخل الانقلابي العلماني عمار علي حسن في وصلة تنجيم وعرافة حيث يقول: هجوم إرهابي واسع سيقع بسيناء ليلة 27 من رمضان ومع أن ليلة السابع والعشرين مرت بسلام ولم يحدث شيء يذكر في هذه الليلة.
لكن الحقيقة التي لا تخفى على عاقل هي أن هؤلاء المنجمين الذين يتنبأون بالتفجيرات والاغتيالات والعمليات الإرهابية يأخذون معلوماتهم من جهات أمنية ومخابراتية تسرب لهم مثل هذه المعلومات والهدف منها هو إرهاب الشعب والتغطية على فشل النظام وإلهاء الشعب عن المطالبة بتنفيذ الوعود التي قطعها الانقلابيون على أنفسهم واستمرار هيمنة المؤسسة العسكرية.
المصدر
- مقال:المنجّمون الأشرار موقع: إخوان الدقهلية