المقال الأخير للدكتور عصام العريان قبل اعتقاله

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المقال الأخير للدكتور عصام العريان قبل اعتقاله
01-06-2006

الصديق الأستاذ/ محمد الشبه

تحية طيبة..

شكرًا على اهتمامك بالإخوان المسلمين، ففي يومين متتالين كتبت ناقدًا وناصحًاللإخوان وغيرهم.

أتفق معك أن المواجهةَ الأمنيةَ التي عادت من جديد- أو بالأحرى لم تتوقف- ضد الإخوان أحد أسباب قوتهم وتماسكهم وتعاطف الشعب معهم.. إنها على المقابل أيضًا تُخيف البعض الآخر وتمنع تواصل النخب مع الجماعة واشتراكهم في أنشطتها، كما أن التشويهَ الإعلاميَّ الذي قد يحقق من وجهة نظرك نتائج عكسية بلا شك فإنه في المقابل يُسهم في تشويه صورة الإخوان لدى الجمهور العادي ويسبِّب له بلبلةً شديدةً.

المطلوب هو سياسة جديدة للتعامل مع الشعب؛ لأن الناس في مصر فوجئوا بالنظام الذي كان يواجه الإخوان بالعَصا الأمنية الغليظة أصبح في مواجهة كل الفئات تقريبًا، كما يحدث اليوم مع شيوخ القضاة ومع نادي القضاة الذي يطالب بإصدار قانون يحقق الاستقلال الحقيقي للقضاء المصري الشامخ- الذي اكتشف وبمناسبة الانتخابات وإشرافه الناقص عليها- أن استقلاله كهيئة غير مكتمل، وأن إشرافه صوريٌّ في بعض الدوائر التي تهم الحكومة والحزب، وأن ذلك كله يهز صورة العدالة في مصر؛ مما يعرِّض الوطن لأكبر الأخطار.

أضم صوتي إلى صوتك بترك الحرية للناس للتعرف على أفكار الإخوان التي بلا شكّ ستتلاحم مع غيرها؛ لتكون معبرةً عن الإسلام في صورته المصرية المتسامحة، أرجو ألا تنسى وأنت تنتقد حملة المليار التي نجحَت في جمع 5 ملايين جنيه في ليلة الجمعة 5/5/2006م الجهودَ التي بذلها الإخوان في كارثة زلزال 1992م، والتي أدت إلى صدور قرارٍ من الحاكم العسكري بتحريم جمع التبرعات ما زال ساريًا حتى الآن.

ومع ذلك فإن لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء نجحت في تخفيف آلام المصريين المعاقين حركيًّا وسمعيًّا وكذلك مواساة كافة ضحايا الكوارث، مثل حادث قطار الصعيد، وحرائق القرى، وكارثة العبَّارة، وغيرها بما يزيد على 5 ملايين جنيه خلال السنوات الماضية من تبرعات الشعب المصري الكريم، ولو رفعت القيود لكانت الجهود أكثر والتبرعات أسخى.

لا شكَّ أن وجود الإخوان على أجندة أي حوار أو حركة سياسية هو انعكاس للحضور القوي للإخوان في المجتمع، وهو اعترافٌ ضمنيٌّ وصريحٌ بقوتهم وتأثيرهم.

الخطير أن المسئولين الرسميين فقط هم الذين ينكرون هذا الوجود، وما حديثُ رئيس مجلس الشعب- الذي ما زال يصرُّ على عدم وجود كتلة من 88 نائبًا- ببعيد!!

ولعل ذلك يذكِّرنا بالتعتيم الإعلامي المفروض على جلسات مجلس الشعب؛ مما يضيف غموضًا متعمَّدًا إلى الغموض الحالي حول أفكار وممارسات وسياسات الإخوان النوَّاب الذين تبنَّوا خلال الأشهر الأربعة الماضية كلَّ هموم الأمة في مصر والعالم العربي بل وقضايا عالمية، كالبيئة التي هددها عبور الباخرة (كليمنصو) الفرنسية، وما موقفهم برفض مدِّ العمل بحالة الطوارئ منا ببعيد!! بينما غاب معظم ممثلي المعارضة الرسمية، باستثناء أفراد كانوا صادقين مع أنفسهم ومع ناخبيهم.

لك كل الشكر والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله
عصام العريان

المصدر