المعتصمون بميدان التحرير.. ملحمة الصمود مستمرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المعتصمون بميدان التحرير.. ملحمة الصمود مستمرة

بقلم:أحمد الجندي ورضوى سلاوي:

المعتصمون بميدان التحرير.. ملحمة الصمود مستمرة

دخل اعتصام ميدان التحرير أسبوعه الثالث وسط حالة من الصمود المدهش للعالم أجمع الذي بات يتابع المشهد التاريخي باهتمام بالغ تجلت ملامح الصمود في أرجاء الميدان، معلنةً عن البقاء حتى رحيل النظام المصري وعلى رأسه مبارك، وأكد المرابطون في ميدان التحرير استمرارهم في الاعتصام حتى رحيل النظام بكامله.

في إحدى الخيام الكثيرة المنتشرة داخل الميدان يقول أحمد الخولي أحد المعتصمين لـ(إخوان أون لاين) أنه معتصم منذ يوم الجمعة 25 يناير، ولن ينصرف من الميدان حتى يرحل مبارك ونظامه، مشيرًا إلى أن الهدف ليس إسقاط الرئيس فقط، وإنما إسقاط فروع هذه الشجرة الفاسدة من أتباع هذا النظام المستبد.

ويؤكد أنه رتب أوضاعه، وضرب بخيمته في الميدان وأتى بكل ما يعينه على البقاء مهما طال الوقت، متوقعًا أن الوقت قد اقترب، وأن موعد الرحيل قد حان .

ويقول محمد حمزة أحد المعتصمين أيضًا أنه مقيم في الميدان حتى رحيل النظام، ولن يثنيه أي ظرف عن البقاء والصمود في الميدان، مشيرًا إلى أنه لا يتعجل النصر لأن بقاء الرئيس طوال هذه الفترة يزيد من ضعف النظام، ويجعله يقدم من التنازلات ما قد يسهل المهمة بعد رحيله .

وأحضر عبد الستار عبد المنعم موقد نار وأواني لطهو الطعام في خيمته في أحد جوانب ميدان التحرير، وأكد أنه ترك قريته في الصعيد منذ أيام ولن يعود ثانية إلا بعد رحيل مبارك أو استشهاده في الميدان .

ويؤكد حسام على أنه سيظل صامدًا في الميدان حتى يحاكم مبارك على دماء الشهداء التي أريقت في ميدان التحرير، مشيرًا إلى أنه كان من قبل يطالب برحيل النظام، أما الآن فهو مستمر حتى يحاكم الرئيس وعصابته التي استولت على أموال الشعب المصري طيلة 30 عامًا، وحرمته من أبسط مقومات الحياة .

وقال محمود سليمان الذي علق على صدره لافتة مكتوبًا عليها "ارحل بقى عايز أحلق شعري" إنه معتصم في الميدان منذ بداية الثورة، وحتى الآن، ولم يعد إلى بيته، مشيرًا إلى أنه لن يغادر الميدان إلا بعد رحيل مبارك .

وحول اللافتة التي يحملها قال إنه شعره قد طال بصورة كبيرة، ويريد أن يحلقه، ولكنه لن يذهب إلى الحلاق، ولن يترك مكانه إلا بعد الرحيل .

من جانبهم حيا كتّاب ومفكرون استمرار صمود المعتصمين بميدان التحرير، واستمرار المظاهرات الحاشدة في كافة المحافظات، والمدن المصرية حتى يتم الرضوخ إلى مطالب المتظاهرين والاستجابة لها بإسقاط النظام المصري، وعلى رأسه مبارك بالإضافة إلى التعديلات الدستورية وحل مجلسي الشعب و الشورى .

وأوضحوا لـ(إخوان أون لاين) أن المتظاهرين قادرون على الصمود والبقاء لفترات طويلة ولمدد تصل إلى أسابيع, خاصةً أن الشعب المصري قد كسر حاجز الخوف الذي لا طالما كان عائقًا دون المطالبة بحقوقه, بالإضافة إلى امتلاكه حماسة النزول إلى الشارع والوقوف أمام وجه النظام الذي فقد شرعيته بتلك الثورة.

وأوضح الكاتب والمفكر الكبير فهمي هويدي أن المتظاهرين بميدان التحرير قادرون في النهاية على حسم الأمر خاصةً مع الاستمرار في زيادة أعداد المتظاهرين بالميدان، وهو ما شهده الميدان بالأمس, حيث استمر الاحتشاد والحضور بكثافة في الميدان وتنظيم المسيرات الموازية في باقي المدن، والمحافظات المصرية الأخرى.

وأضاف أن سياسة العناد التي يتبعها النظام مع المتظاهرين فيما يخص رضوخه واستجابته لمطالبهم, بالإضافة إلى التسويف في تنفيذ تلك المطالب قد شكّل إهانة واضحة للرأي العام المصري, الأمر الذي حفّز وشجّع الآلاف من الشعب المصري على الانضمام للمتظاهرين في كافة المحافظات المصرية, مشيرًا إلى أن استمرار الضغوط المحلية والدولية لن يجد معها النظام إلا الانصياع في النهاية لتلك الضغوط والاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وأكد د. رفيق حبيب المفكر والباحث السياسي على أن المتظاهرين قادرون على الاستمرار والصمود لفترات طويلة خاصةً بعد قدرة المتظاهرين على الحفاظ على الأعداد الكبيرة بالإضافة إلى زيادتها, وهو ما أثبته الشعب المصري خلال الأيام الماضية بعد امتلاكه حماسة الخروج إلى الشارع والقدرة على الوقوف في وجه النظام دون خوف أو تردد.

وأشار إلى أن الوقت الحالي أصبح صراع بين الإرادة الشعبية، وبين النظام الذي راهن على عودة الحياة اليومية مرة أخرى حتى يصرف الشعب عن المظاهرات ومحاولة لوقفها, في مقابل الرهان الشعبي على استمرار التظاهرات بالإضافة إلى عودة الحياة اليومية مرة أخرى كي لا تكون معيقًا للاقتصاد المصري وللشعب المصري.

وأضاف أن النظام يسعى الآن وبقوة إلى محاولة إخراج المتظاهرين من ميدان التحرير، وذلك قبل البدء في خطته الإصلاحية كما يقول, حيث لم يتم حتى الآن الاستجابة لرحيل مبارك, فضلاً عن أن التعديلات الدستورية قد لا تكون مرضية للمتظاهرين, الأمر الذي يدفع النظام إلى محاولة تخفيف ضغط المتظاهرين عليه حتى يستطيع السيطرة على الأمور مرة أخرى, وهو ما اتضح من تصريحات نائب الرئيس الأخيرة حول عدم إمكانية تحمل المتظاهرين بميدان التحرير لفترات طويلة.

وقال الكاتب الكبير د. حلمي القاعود أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب بجامعة طنطا, أن النظام يلعب على عامل الوقت متصورًا أنه مع مرور الوقت سوف يشعر المتظاهرون بالملل وبالتالي تفريق شمل المتظاهرين مع اعتماد النظام على التصريح بوعود وشعارات كلامية لا تأثير لها على أرض الواقع, مضيفًا أن النظام غير صادق على الإطلاق في تصريحاته التي لن تلبث وسوف تتغير بعد تفريق المعتصمين والمحتجين.

واعتبر د. القاعود تصريحات عمر سليمان ضد المتظاهرين نوع من الحرب النفسية التي يوجهها النظام ضد المتظاهرين في محاولة للتأثر عليهم وزعزعة الثقة في أنفسهم متناسيًا أن الشعب المصري قد كسر قيوده وحاجز الخوف الذي لا طالما كان حائلاً دون ثورته وتحركه.

وتوّقع استمرار صمود المتظاهرين حتى تحقيق مطالبهم، مؤكدًا على أن تلك الثورة سوف تؤتي ثمارها قريبًا في ظل تأكد المتظاهرين يوميًّا على أن النظام غير جاد في عملية التغيير, حيث إن النظام الذي يقوم على الفساد والظلم لا يستطيع بأي حالٍ من الأحوال أن يقوم بالإصلاح.

ويرى الدكتور محمد البلتاجي عضو البرلمان الشعبي واحد القادة الميدانيين في الاعتصام أن ما يحدث الآن في مصر هو استفتاء شعبي أجمعت نتائجه طوال الأسبوعين الماضيين على رفض النظام، متوقعًا فشل النظام في محاولاته المستميتة لإظهار التماسك أمام تلك النتائج، قائلاً إنه لن يدوم طويلاً، وسوف يضطر النظام للرضوخ لإرادة الشعب.

وأضاف أن 25 يناير ثورة حقيقية لم تحدث في التاريخ الحديث، وتابع: قاومت الثورة الشعبية كافة محاولات الالتفاف عليها أو إحباطها، من خلال صمود الشباب ووعيهم التام بما يحدث من حولهم.

وأكد أن النظام الحاكم ما زال متشبثًا برأيه، ولم يقدم سوى وعود لم ينفذ منها شيء على أرض الواقع، وما تم حتى الآن في الحكومة ما هو إلا تغيير للأشخاص مع بقاء نفس النظام الفاسد المستبد وبنفس السياسات، مؤكدًا أن نجاح الثورة يأتي من صمود الشعب المصري في مواجهة الفساد، حتى يزيل النظام بالكامل.


المصدر